أوروبا تواجه أزمة جديدة وسط اضطرابات بأسواق الطاقة

شهدت عدة دول أوروبية، بينها إسبانيا والبرتغال وفرنسا وبلجيكا، اليوم، انقطاعًا واسعًا للتيار الكهربائي تسبب في توقف الحركة الجوية والقطارات، ورفع درجة الطوارئ في العديد من العواصم.
رغم الحديث الأولي عن خلل فني كسبب مباشر، يرى خبراء أن الحادثة تعكس هشاشة البنية التحتية للطاقة بالقارة الأوروبية، وسط استمرار الأزمات الجيوسياسية ونقص الإمدادات النفطية والغازية.
أزمة الكهرباء والطاقة: علاقة متشابكة
أوضح محللون أن جزءًا كبيرًا من توليد الكهرباء في أوروبا يعتمد على مصادر الطاقة الأحفورية، وعلى رأسها الغاز الطبيعي والنفط.
وأضافوا أن التوترات الدولية، لاسيما تراجع الإمدادات الروسية، أدت إلى ضغوط غير مسبوقة على شبكات الكهرباء، مما يجعل القارة عرضة لأي خلل طارئ.
وحذر خبراء من أن الأزمة قد تدفع إلى زيادة الطلب الأوروبي على النفط والغاز في الأيام المقبلة، مما قد يتسبب في ارتفاع الأسعار عالميًا.
ومن جانبه قال د.احمد راغب خبير البترول والطاقة ، في تصريحات خاصة ل"نيوز رووم " ،ان الانقطاع الواسع للكهرباء يكشف التحديات الكبرى التي تواجهها أوروبا في إدارة ملف الطاقة.
وأوضح أن هناك اعتماد مكثف على مصادر قديمة، والانتقال إلى الطاقة النظيفة يحتاج سنوات طويلة واستثمارات ضخمة.
وأشار إلى أن القارة الأوروبية ستضطر إلى الإسراع في تنويع مصادرها، وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، رغم ارتفاع التكاليف والتحديات التكنولوجية.
وأكد الخبير أن تأثير هذه الأزمة قد يظهر سريعًا في صورة ارتفاع أسعار الوقود والطاقة، بما يضيف مزيدًا من الأعباء على الاقتصاد الأوروبي والمستهلكين.
الرابحون والخاسرون
رجح محللون أن تكون شركات الطاقة الكبرى المصدرة للغاز والنفط، وعلى رأسها الولايات المتحدة ودول الخليج، من أبرز المستفيدين من أي زيادة قادمة في الأسعار.
في المقابل، يتوقع أن يتحمل المواطن الأوروبي العبء الأكبر من خلال ارتفاع أسعار الكهرباء والتدفئة، بما قد يدفع معدلات التضخم إلى الارتفاع مجددًا.
الطريق نحو الطاقة المتجددة
تؤكد الأزمة الحالية أن أوروبا باتت مضطرة للإسراع في التحول إلى الطاقة النظيفة، مع تعزيز الاستثمارات في محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر.
ورغم صعوبة الانتقال السريع، إلا أن الخبراء يرون أن تعزيز الأمن الطاقوي لم يعد خيارًا بل ضرورة حتمية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في القارة.