عاجل

أسعار النفط تتراجع وسط ضبابية اقتصادية وتصعيد تجاري

تراجع اسعار النفط
تراجع اسعار النفط

انخفضت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية، اليوم الثلاثاء، مع تصاعد حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية، ما ألقى بظلاله على التوقعات الاقتصادية وأثار قلقًا متزايدًا بشأن تباطؤ الطلب العالمي على الطاقة.

تراجعت العقود الآجلة لخام برنت لشهر يونيو بنسبة 0.4% إلى 65.63 دولارًا للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.3% إلى 61.64 دولارًا للبرميل، في ظل أسواق مضطربة تترقب المستجدات السياسية والاقتصادية.

هدنة روسية مفاجئة تشعل التوقعات.. وتهدئة محتملة للسوق

تعرضت أسواق النفط لضغوط إضافية بعد إعلان روسيا عن هدنة غير متوقعة مع أوكرانيا لمدة ثلاثة أيام (8-10 مايو)، بالتزامن مع احتفالات موسكو بذكرى الانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.

الهدنة، وإن كانت مؤقتة، أثارت تكهنات بإمكانية التوصل إلى اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار، خاصة في ظل وساطة أمريكية متعثرة. وترى بعض التحليلات أن أي تهدئة في الصراع قد تقود إلى تخفيف تدريجي للعقوبات الغربية على قطاع الطاقة الروسي، ما يعني تحرير مزيد من الإمدادات النفطية في السوق العالمية، وبالتالي زيادة الضغط على الأسعار.

تصعيد تجاري أمريكي – صيني يربك التوقعات

في الخلفية، لا تزال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين – أكبر مستهلكين للنفط في العالم – أحد العوامل الأساسية في تراجع الأسعار. إذ لم تظهر أي مؤشرات على تهدئة بين الطرفين، بينما يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض تعريفات جديدة قد تشمل قطاع السيارات، ما ينذر بتباطؤ اقتصادي عالمي أعمق، وانخفاض في الطلب على الطاقة.

ورغم تقارير صحفية – أبرزها من وول ستريت جورنال – تشير إلى نية ترامب تخفيف بعض القيود، فإن السوق لم تجد في ذلك ما يكفي من الطمأنة، في ظل غياب أي تقدم فعلي في المفاوضات التجارية.

 

اجتماع أوبك+ المقبل: ترقب واستعداد لزيادة الإنتاج

يزداد التوتر في أسواق الطاقة مع اقتراب موعد اجتماع تحالف "أوبك+" الأسبوع المقبل، وسط توقعات شبه مؤكدة بأن يعلن التحالف عن زيادة في الإنتاج للشهر الثاني على التوالي.

وتأتي هذه الزيادة في وقت حساس، إذ تخشى بعض الدول من أن تؤدي أي زيادة في المعروض إلى انهيار أكبر في الأسعار، خاصة مع مؤشرات التباطؤ الاقتصادي وضعف الطلب في آسيا وأوروبا.

 

التحولات الجيوسياسية تفرض إيقاعها على سوق النفط

يمثل المشهد الحالي مثالًا صارخًا على مدى ارتباط أسواق النفط بالتحولات السياسية والعسكرية، من موسكو إلى بكين، مرورًا بواشنطن. إذ أصبحت الأسعار رهينة عوامل غير تقليدية تتجاوز أساسيات العرض والطلب، وتشمل الرسوم الجمركية، والعقوبات، ووقف إطلاق النار، وحتى الاحتفالات الوطنية.

ففي ظل هذه التداخلات، بات من الصعب التنبؤ باتجاه الأسعار على المدى القريب، ما يعزز أهمية تبني استراتيجيات أكثر مرونة واستشرافًا في التعامل مع سوق النفط العالمي.

الوضع الايرانى

وشهدت إيران انفجارا ضخما فى ميناء بندر عباس، أكبر الموانئ الإيرانية، مما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصًا وإصابة نحو 1200 آخرين، بحسب ما أوردته وسائل إعلام رسمية.

 ويتوقع أن تؤثر هذه الحادثة بشكل مباشر على حركة شحن النفط في المنطقة، وهو ما قد يضغط على الإمدادات في سوق النفط العالمية.

 

ويأتي هذا التوتر الإقليمي في وقت حساس بالنسبة لأسعار النفط، إذ يحاول السوق الموازنة بين المخاوف من تعطل الإمدادات وتباطؤ الطلب العالمي. ويترقب المستثمرون أي تطورات إضافية سواء في الملف النووي الإيراني أو الأوضاع الأمنية في الموانئ النفطية، لما لذلك من تأثير مباشر على اتجاهات الأسعار خلال الفترة المقبلة
 

تم نسخ الرابط