هل تعرضت أوروبا لهجوم سيبراني؟ .. خبير قانون دولي يوضح

كشف أستاذ القانون الدولي الدكتور مجيد بودن، عن خفايا انقطاع التيار الكهربائي في أوروبا، والذي يعم أسبانيا والبرتغال ويمتد لفرنسا وبلجيكا، موضحاً :"يمكن أن يكون العطل نتيجة مشكلة مادية متعلقة بالأسلاك الكهربائية".
وأضاف بودن، خلال اتصال هاتفي مع برنامح "ملف اليوم" الذي تقدمه الإعلامية آيه لطفي والذي يذاع على قناة القاهرة الإخبارية: "وقد تكون هذه نتيجة هجمة سيبرانية، بمعنى أن يكون هناك تدخل من جهة ما لتعطيل هذا المرفق أو ذاك كما حدث من اختراق بيانات المعلومات لأخذ معلومات من مستشفيات أو مرافق حساسة".
الصراع الجيوستراتيجي
ولفت إلى أن هذا يدخل ضمن الصراع الجيوستراتيجي، بالإضافة إلى المفاوضات الروسية الاوكرانية وكل هذه الامور المشتعلة على الساحة العالمية تجعل فرضية التدخل الخارجي والمتعمد هي الأقرب للصحة.
وأكد "على أن هذا يمكن أن يكون نتيجة للهجوم السيبراني، خاصة وأن الشبكات الكهربائية تعمل وفق التطبيقات الرقمية، كما أن الشبكة الكهربائية مرتبطة ببعضها البعض".
العمل على إصلاح العطل متواصل
ولفت إلى أنه ليس هناك شلل كامل، والعمل على الإصلاح متواصل وتستغرق بعض الوقت، ولكن يمكن أن تكون الهجمة كبيرة ولكن سوف تتمكن الجهات الفنية المنوطة من إصلاح ذلك العطل إن كانت الأسباب في انقطاع الأسلاك أو مشكلة في التطبيقات الرقمية لأنها مسائل تهم الرأي العام وتتطلب السرعة في حلها".
عطل شبكة الكهرباء الأوروبية
وتعرضت غالبية أنحاء إسبانيا وأجزاء من البرتغال، اليوم الاثنين، لانقطاع في الكهرباء أثر على خطوط الكهرباء والهاتف، كما تعطلت وسائل النقل العام وإشارات المرور وخدمات الهاتف في أجزاء من مدريد وبرشلونة ولشبونة بسبب الانقطاع، في حين توقفت حركة القطارات في الغالب، وفقًا لوكالة «بلومبرج» الأمريكية.
من جهتها، قالت شركة «ريد إلكتريكا» الإسبانية لتشغيل شبكة الكهرباء إنها تعمل مع شركات الطاقة لاستعادة الكهرباء وأضافت أن "هذه مشكلة أوروبية علي نطاق واسع".
وفي البرتغال، أفادت مصادر رسمية لوسائل إعلام محلية بأن انقطاع التيار الكهربائي شمل جميع أنحاء البلاد، بينما وردت تقارير مماثلة من إسبانيا، وانقطع التيار الكهربائي عن مطار «باراخاس» الدولي في مدريد، وتأثرت الاتصالات أيضًا.
وأفاد مواطنون في أندورا وأجزاء من فرنسا المجاورة لإسبانيا بأنهم عانوا أيضًا من انقطاع التيار الكهربائي.
وأفادت وسائل إعلام محلية بوجود مشاكل في شبكة الكهرباء الأوروبية، ما أثر على الشبكات الوطنية في شبه الجزيرة الأيبيرية.
غرق ملايين المنازل في غرب أوروبا في الظلام
ووفقًا للسلطات المحلية، أن انقطاعًا هائلًا للكهرباء أدى إلى غرق ملايين المنازل في غرب أوروبا مؤقتا في الظلام، وأن النتائج الأولية تشير إلى أن عملية سلامة روتينية في ألمانيا ربما كانت السبب.
كان تأثير انقطاع التيار الكهربائي حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء بالتوقيت البريطاني محسوسا في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية في ألمانيا وفرنسا وإيطاليا، وكذلك أجزاء من إسبانيا والبرتغال وهولندا وبلجيكا والنمسا، بل وامتد حتى المغرب.
الأسوأ في فرنسا منذ 30 عامًا
ودفعت هذه الانقطاعات الحكومة الألمانية إلى المطالبة بتفسير فوري للأسباب، كما تجدد المطالب من كبار السياسيين بإعادة النظر في سياسة الطاقة المتعثرة في أوروبا.
وقال متحدث باسم نقابة فرنسية إن الانقطاع هو الأسوأ في فرنسا منذ 30 عامًا،وتعطلت بعض خدمات القطارات الأوروبية.
وقدّرت وسائل الإعلام الفرنسية أن حوالي خمسة ملايين شخص تأثروا بالانقطاع، بينما أفادت السلطات في ألمانيا بأن مليون شخص على الأقل انقطعت عنهم الكهرباء، كما امتدت الانقطاعات، التي استمر معظمها لأقل من ساعة، إلى شمال إيطاليا.
لا نملك سياسة أوروبية للطاقة
وقال رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي إن انقطاع التيار الكهربائي أظهر الحاجة إلى وجود سلطة وسياسة أوروبية مشتركة للطاقة.
وأوضح للصحفيين "أنه تناقض كبير أننا نعتمد على بعضنا البعض ولكننا لا نستطيع مساعدة بعضنا البعض بدون سلطة مشتركة، ما زلنا لا نملك سياسة أوروبية للطاقة".