إيبيريا المظلمة.. إسبانيا والبرتغال تستعينان بكهرباء المغرب وفرنسا

أدى انقطاع التيار الكهربائي في شبه جزيرة إيبيريا إلى شلل تام في معظم أنحاء إسبانيا والبرتغال، الاثنين، حيث توقفت القطارات وانقطعت خدمات الهاتف وتم إغلاق إشارات المرور وأجهزة الصراف الآلي، ما أدى إلى تضرر ملايين الأشخاص. وذلك في الوقت الذي رفضت شركة توزيع الكهرباء الإسبانية "ريد إليكتريكا" التكهن بشأن سبب الانقطاع، وقالت إن استعادة الطاقة بالكامل قد تستغرق ما بين ست إلى عشر ساعات؛ كما نقلت وكالة الأنباء الأوروبية.

ونقلت "يورو نيوز" عن رئيس العمليات في الشركة الإسبانية إدواردو برييتو، إن هذا الحدث غير مسبوق، ووصفه بأنه "استثنائي وغير عادي". بينما قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إن "تذبذبا قويا" في الشبكة الأوروبية كان وراء الانقطاع، لكن السبب لا يزال قيد التحديد.

وطلب سانشيز من الجمهور الامتناع عن التكهنات، وحث الناس على الاتصال بخدمات الطوارئ "فقط إذا كان ذلك ضروريا حقا".

ومن النادر أن يحدث انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي في شبه الجزيرة الأيبيرية، التي يبلغ مجموع سكانها نحو 60 مليون نسمة.

ليس هجوم إلكتروني

كان هذا ثاني انقطاع خطير للكهرباء في أوروبا في أقل من ستة أسابيع، بعد أن تسبب حريق في 20 مارس الماضي في إغلاق مطار هيثرو في المملكة المتحدة.

كما يأتي في الوقت الذي تستعد فيه السلطات في جميع أنحاء أوروبا ضد التخريب المدعوم من روسيا.

وقال المركز الوطني للأمن السيبراني في البرتغال، في بيان، إنه لا توجد أي علامة على أن الانقطاع كان بسبب هجوم إلكتروني.

وأشارت تيريزا ريبيرا، نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية المسؤولة عن تعزيز الطاقة النظيفة، إلى الأمر نفسه للصحفيين في بروكسل، ووصفت انقطاع التيار الكهربائي بأنه "واحد من أخطر الأحداث المسجلة في أوروبا في الآونة الأخيرة".

تضرر عدة مدن إسبانية وبرتغالية 

بدأ الانقطاع حوالي منتصف نهار الاثنين، حيث أغلقت المكاتب وتعطلت حركة المرور في مدريد ولشبونة، بينما تولى بعض المدنيين في برشلونة تنظيم حركة المرور.

كما توقفت خدمات القطارات في كلا البلدين. ونشر وزير النقل الإسباني، أوسكار بونتي، على مواقع التواصل الاجتماعي أنه لن يكون من الممكن استئناف تشغيل القطارات لاحقًا، حتى مع عودة الكهرباء، تم إغلاق شبكات المترو.

أيضا، تحولت المستشفيات وخدمات الطوارئ الأخرى إلى استخدام المولدات الكهربائية، وتوقفت محطات الوقود عن العمل. كما تعذّر إجراء مكالمات على بعض شبكات الهواتف المحمولة، مع أن بعض التطبيقات كانت تعمل، ما اضطر كثيرون عن أجهزة راديو تعمل بالبطاريات.

ولم تتأثر جزر الكناري وجزر البليار الإسبانية وأراضي سبتة ومليلية الواقعة عبر البحر الأبيض المتوسط ​​في المغرب.

اجتماعات طارئة لبحث الأزمة

إثر تفاقم الأزمة، عقد رئيس الوزراء الإسباني اجتماعًا استثنائيًا لمجلس الأمن القومي، كما عقد مجلس الوزراء البرتغالي اجتماعًا طارئًا في مقر إقامة رئيس الوزراء.

وقال رئيس الوزراء البرتغالي لويس مونتينيجرو إنه تحدث عدة مرات مع نظيره الإسباني سانشيز، وتوقع استعادة الكهرباء بحلول نهاية اليوم.

وقالت الحكومة البرتغالية إن الانقطاع يبدو أنه ناجم عن مشاكل خارج البلاد، حسبما صرح مسؤول لوكالة الأنباء الوطنية "لوسا".

وقال رئيس الوزراء الإسباني إنه تم سحب الكهرباء من المغرب وفرنسا لاستعادة الطاقة إلى جنوب وشمال إسبانيا، وشكر حكومتي البلدين.كما عملت إسبانيا أيضًا على زيادة إنتاجها من محطات الطاقة الكهرومائية ومحطات الطاقة الحرارية ذات الدورة المركبة.

المطارات تعمل على الأنظمة الاحتياطية

أشار رسم بياني على موقع شبكة الكهرباء الإسبانية يظهر الطلب في جميع أنحاء البلاد إلى انخفاض حاد حوالي الساعة 12:15 ظهرا من 27500 ميجاوات إلى ما يقرب من 15000 ميجاوات.

وقالت شركة "إينا" التي تدير 56 مطارا في إسبانيا، بما في ذلك مدريد وبرشلونة، إن المطارات الإسبانية كانت تعمل على أنظمة كهربائية احتياطية وتأخرت بعض الرحلات الجوية. بينما تم إغلاق مطار لشبونة، وجلس السائحون في الخارج في انتظار أنباء عن الرحلات الجوية.

أيضا، أغلق البرلمان الإسباني في مدريد أبوابه وتم تعليق اللعب في بطولة مدريد المفتوحة للتنس.

وفي تيراسا، وهي بلدة صناعية تبعد 50 كيلومترا عن برشلونة، نفدت مخزونات المولدات الكهربائية من المتاجر. 

وبينما أعلنت الهيئة الوطنية للطوارئ والحماية المدنية في البرتغال إن أنظمة الطاقة الاحتياطية تعمل، أفادت التقارير بإخلاء عدة عربات مترو أنفاق لشبونة. وأوقفت المحاكم أعمالها، وتأثرت أجهزة الصراف الآلي وأنظمة الدفع الإلكتروني.