التوازن النفسي للأطفال في غياب الأب.. هل تستطيع الأم تعويضه؟ |فيديو

أكدت الدكتورة رحاب الفقي، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، أن تحقيق التوازن النفسي والتربوي للأبناء في غياب الأب يُعد من التحديات الكبيرة التي تواجه الأسرة.
وقالت الدكتورة رحاب، خلال لقائها مع الدكتورة دينا أبو الخير في برنامج "وللنساء نصيب" المذاع على قناة صدى البلد، إن القاعدة العامة تؤكد صعوبة أن تحقق الأم بمفردها التوازن المطلوب، لأن الأب يلعب دورًا أساسيًا في تكوين شخصية الطفل وتأسيس الصورة الأبوية داخل نفسه.

تأسيس الصورة الأبوية
وأوضحت الفقي أن وجود الأب ضروري منذ مرحلة الفطام (عند عمر السنتين) لتأسيس علاقة عاطفية قوية مع الطفل، وهو ما يعزز تطور شخصيته بشكل سليم. وفي علم النفس، يتم إطلاق مصطلحي "عقدة أوديب" للبنين و"عقدة إليكترا" للبنات، وذلك لتعكس تأثير العلاقة العاطفية مع الوالدين على حياتهم، حيث تظهر نتائج هذه العلاقات في مرحلة المراهقة.
الفراغ النفسي الذي يتركه غياب الأب
وشددت على أنه لا يمكن القول إن الأم قادرة بالكامل على تعويض غياب الأب، وأن كل دور له أهميته، ولا يمكن للأم مهما اجتهدت أن تملأ الفراغ النفسي الذي يتركه غياب الأب عن الأسرة.
واختتمت الدكتورة رحاب حديثها بالتأكيد على أن الأسرة بحاجة دائمة لتكامل الأدوار بين الأب والأم لضمان نشأة أطفال أسوياء نفسيًا واجتماعيا.
وفي سياقٍ متصلٍ، تشير بعض الدراسات إلى أن غياب الأب عن البيت يرتبط بفرص أكبر للتراجع الدراسي والتغيب عن المدرسة، كما يعاني الأطفال الذي يعيشون بدون أب -بغض النظر عن سبب غيابه- من مشاكل نمائية على الصعيد النفسي والجسدي، وتأثير غياب الأب على الطفل غالباً يستمر معه مدى الحياة!
من جهة أخرى، تعاني الأسرة التي يغيب عنها الأب من صعوبات اقتصادية واجتماعية كبيرة تنعكس بالضرورة على استقرار الأسرة وعلاقة أفرادها ببعضهم ومستوى التعليم والرعاية الذي يتلقاه الأطفال.
على الجانب الآخر، تشير الأبحاث إلى أن الأطفال الذين يحصلون على مشاركة حقيقية من آبائهم في حياتهم مثل مشاركتهم الأنشطة التي يحبونها والتواجد معهم لوقت أطول، يستطيعون تحقيق نتائج أفضل في الأداء الاجتماعي والأكاديمي، وهم أقل عرضة للإصابة باضطرابات المزاج والاضطرابات النفسية والعاطفية.