عاجل

خبير يحذر: ركود عالمي وشيك بسبب السياسات الأمريكية

د.سيد خضر
د.سيد خضر

أكد الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي، أن الفترة الحالية تشهد تحديات اقتصادية عالمية متزايدة، مشيراً بشكل خاص إلى القرارات "السريعة أو الغريبة" الصادرة عن الولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة تلك التي اتخذها الرئيس السابق دونالد ترامب.

 وأوضح الخبير الاقتصادي في تصريح خاص لـ"نيوز رووم"، أن هذه القرارات تمثل عائقاً كبيراً أمام حركة التجارة العالمية، معرباً عن اعتقاده القوي بأن العالم سيواجه فترة ركود اقتصادي كبيرة خلال العام القادم. 

قرارات ترامب

ووصف الخبير الاقتصادي، أن قرارات ترامب بأنها "يومية وغير مدروسة"، مستشهداً بالقرار المفاجئ بشأن مرور السفن العسكرية الأمريكية عبر قناة بنما وقناة السويس بدون رسوم، معتبراً أن فكرة فرض الولايات المتحدة "إتاوات" على الدول أمر غير وارد ويؤثر بشكل عميق على العلاقات الاقتصادية الدولية.

المخاوف الجيوسياسية 

وأشار الدكتور خضر إلى أن هذه القرارات تزيد من حالة عدم اليقين والمخاوف في الأسواق العالمية، وهو ما ينعكس بدوره على أسعار النفط والذهب. وذكر أنه على الرغم من أن أسعار النفط عادة ما ترتفع في أوقات الأزمات والحروب، إلا أنها شهدت انخفاضاً في الفترة الأخيرة، مشيرا أن الاحتياطات النفطية الكبيرة التي بدأت الولايات المتحدة في تكوينها بعد حرب 1973 لتجنب أي تأثير ناتج عن قطع الإمدادات من دول الخليج.

مفارقة الأسواق

وكشف الخبير الاقتصادي عن تعجبه من عدم ارتفاع أسعار النفط بشكل كبير على الرغم من تصاعد حدة الأزمات والحروب في مناطق مختلفة من العالم، بما في ذلك الحرب الروسية الأوكرانية، والصراعات في الشرق الأوسط (إيران، إسرائيل، غزة، اليمن)، واحتمالية نشوب صراع جديد في آسيا (الهند وكشمير وباكستان، ومنطقة القوقاز). 

وأوضح أن روسيا، باعتبارها من أكبر منتجي النفط في العالم، كان من المفترض أن يؤثر وضعها على إمدادات الطاقة إلى أوروبا، ولكن الأسعار لم ترتفع بالقدر المتوقع.

ارتفاع أسعار النفط

وتوقع الدكتور خضر أن يتجاوز سعر برميل النفط حاجز الـ 100 دولار في الفترة القادمة، مرجحاً أن يكون ذلك نتيجة لعدة عوامل محتملة، منها خفض محتمل في إنتاج النفط من قبل السعودية ودول الخليج، واستمرار وتفاقم الحرب الروسية الأوكرانية مما قد يدفع روسيا إلى تقليل إمداداتها النفطية للعالم. كما أشار إلى أن أي صراع جديد في منطقة وسط آسيا سيكون له تأثير كبير على ارتفاع أسعار النفط.

وحذر  الخبير الاقتصادي من أن ارتفاع أسعار النفط سيكون له تداعيات سلبية كبيرة على حركة التجارة العالمية وبيئة الأسعار، وسيؤدي إلى ارتفاع تكاليف الشحن وسلسلة الإمداد والتوزيع، مما سيقلل من حجم التجارة العالمية. وأوضح أن هذه الانعكاسات السلبية ستؤثر بشكل مباشر على المواطنين من خلال ارتفاع أسعار السلع الدولية والاستراتيجية، مما قد يؤدي في النهاية إلى تقليل حجم التجارة الخارجية بين دول العالم.

ارتفاع التكاليف و"معضلة المستهلك"

وبيًن كيف أن ارتفاع تكاليف الإنتاج ورسوم الشحن والجمارك، نتيجة للقرارات الأمريكية وغيرها من العوامل، يتحمله في النهاية المنتج، ثم ينتقل عبء هذه التكاليف إلى المستهلك النهائي. وأشار إلى أن ارتفاع الأسعار سيؤدي حتماً إلى انخفاض الطلب، وهو ما يمثل "معضلة كبيرة" للاقتصاد العالمي.

تأثير السياسات الحمائية 

كما نوه إلى أن سياسات الحمائية التي اتبعتها الولايات المتحدة تجاه الصين وأوروبا ودول أخرى يمكن أن تقلل من الحاجة إلى التجارة الخارجية، مما يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي العالمي.

مؤكدا على ضرورة تضافر الجهود الدولية لمواجهة هذه التحديات الاقتصادية المتزايدة، وتجنب المزيد من القرارات التي قد تعمق حالة عدم الاستقرار في الاقتصاد العالمي.

تم نسخ الرابط