باحث في الشأن الإيراني: طهران تجمد الدعم لوكلائها دون التخلي الكامل عنهم | خاص

قال الدكتور محمد خيري الباحث في الفلسفة السياسية والمتخصص في الشؤون الإيرانية لـ «نيوز رووم»، إن الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على إيران من أجل وقف دعم طهران لوكلائها في منطقة الشرق الأوسط، وأشار إلى أن الضربات الإسرائيلية على حزب الله في لبنان، والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بجانب الضربات الأمريكية على مناطق الحوثي في اليمن، أسهمت بشكل كبير في تقليص القدرات العسكرية لتلك الجماعات.
تجميد الدعم وليس التخلي
وأضاف خيري، مدير وحدة الفكر الإيراني في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، أن إيران قد تلجأ إلى تجميد دعمها لوكلائها في المنطقة، وليس التخلي الكامل عنهم من أجل تحقيق مكسب على المدى المنظور وهو التوصل لاتفاق نووي مع الولايات المتحدة الأمريكية يضمن لها تحسين وضعها الاقتصادي الداخلي.
وأكد أن نظريات السياسة الإيرانية وتحديداً نظرية الولي الفقيه ونظرية أم القرى تقوم على ضرورة بناء كيانات عسكرية تحارب بالوكالة عن إيران، وتبعد شبح الحرب عن الجغرافيا الإيرانية.
وكانت قد أثارت تصريحات السفير الإيرانى ببيروت مؤخرًا، أزمة دبلوماسية، حيث تم استدعاؤه من قبل وزارة الخارجية اللبنانية، احتجاجًا على تصريحاته التي انتقد فيها المباحثات اللبنانية الهادفة إلى نزع سلاح "حزب الله" وحصر السلاح بيد الدولة،
حيث قال مجبتى أمانى، إن مشروع نزع السلاح مؤامرة واضحة ضد الدول، وإنه في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة الأمريكية تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، تمنع دولًا من تسليح وتقوية جيوشها، وتضغط على دول أخرى لتقليص ترسانتها أو تدميرها تحت ذرائع مختلفة، وأكد أنه بمجرد أن تستسلم تلك الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضة للهجوم والاحتلال، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا.
التراجع عن التصريحات
وأكدت السفارة الإيرانية ببيروت دعمها لاستقلال لبنان، موضحة أن تصريحات السفير الإيراني كان مضمونها عامًا وشاملًا ينطبق على جميع الدول دون استثناء، بما فيها إيران.
وتراجع مجبتى عن تصريحاته قائلًا: "إن موضوع نزع سلاح حزب الله هو شأن داخلي لبناني لا نتدخل فيه"، وأضاف: "ندعم حزب الله فقط عندما يطلب العون كمظلوم، والغرض من جهاز البيجر الذي كان موجودًا في مكتبي وانفجر هو فقط التحذير من أي هجوم"، وأضاف أن المفاوضات مع الولايات المتحدة محصورة في البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات ولا مجال لأي موضوع آخر يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقال: "لدينا رغبة في المشاركة بعملية إعادة الإعمار في لبنان ونتحدث مع الحكومة اللبنانية لكننا قلقون بشأن جدية الولايات المتحدة في هذا الشأن".
نزع سلاح حزب الله
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون قد بدأ مباحثات مع قيادات حزب الله لنزع السلاح وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم إبرامه في نوفمبر الماضى، والذي أنهى حرب حزب الله وإسرائيل.
ووضع الاتفاق عون في موقف صعب لأن الحكومة اللبنانية وافقت بموجب وقف إطلاق النار، على تنفيذ قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1701 و1559، واللذين ينصان على نزع سلاح جميع المليشيات في البلاد.
وفي الوقت نفسه، وافق حزب الله على نقل معداته العسكرية وأفراده إلى شمال نهر الليطاني، لكنه رفض نزع السلاح في أي مكان آخر.