باحث فى الشأن الإيرانى: دعم إيران للجماعات يتوقف على نجاح المفاوضات النووية

قال دكتور على عاطف الباحث فى الشأن الإيراني، لـ"نيوز رووم"، إن دعم إيران للجماعات الموالية لها فى المنطقة سيتوقف على التطورات الأخيرة، خاصة ما يخص المفاوضات النووية والعلاقات الإيرانية مع الولايات المتحدة، مع وجود حوار وأنباء عن إمكانية حدوث نقلة كبيرة فى العلاقات الإيرانية الأمريكية
وأشار أنه يوجد حاليا اتجاهين مهمين جدا، اتجاه اقتصادى فى العلاقات الإيرانية الأمريكية واتجاه سياسي، وهذه أنباء لم تصل إلى مرحلة الواقعية أو التحقق.
وأكد عاطف أنه لو حدث اتفاق نووى مع إيران وواشنطن سيتواجد استثمارات أمريكية كبيرة وتطورات اقتصادية فى السوق الإيراني، كما أن ترامب يريد عودة وافتتاح السفارات بين إيران وواشنطن، فهذه من أهم الأسباب المؤثره على موقف إيران من دعم الجماعات فى المنطقة، فى الوقت الحالى.
وقال إنه من المتوقع أن الاتفاق النووى القادم، يشمل الأنشطة الإيرانية العسكرية فى المنطقة، بشكل كبير الدعم الإيرانى للجماعات المسلحة الموالية ليها فى المنطقة، إذا لم يتوصلوا سيعود دعم الجماعات بشكل أكبر مما كان عليه للجماعات الموالية لها فى المنطقة، خاصة أن الجماعات قدراتها تراجعت بشكل كبير، مثلا تضررت قدرات حزب الله بشكل غير مسبوق، تضاهى قدراتهمن الثمانينات من القرن الماضى، أيام النشأة.
وأضاف أن الهجمات الأمريكية والبريطانية والأوروبية قللت من قوة الحوثيين وتقوم بضرب مخازن الصواريخ والمواقع اللوجيستية للحوثيين فى اليمن، ومن المتوقع أنها ستستمر خلال الفترة القادمة وهذه نقطة مهمه جدا خاصة أنها تتم بالتزامن مع المفاوضات النووية الإيرانية الأمريكية.
وأكد أن قدرات الجماعات تضررت واقعيا خلال الفترة السابقة بشكل كبير وهذا واقع حزب الله والحوثيين، ماعدا الجماعات العراقية لم تتضرر قدراتها، وهذا مكسب كبير لإيران مع أن هذه الجماعات العراقية المسلحة لم تنخرط خلال الأشهر الماضية للاحداث الجارية من حرب غزة للصراع الإيرانى الإسرائيلي سواء بالوكالة أو الصراع المباشر بين إيران وإسرائيل، فلم يتبق لإيران من الجماعات الموالية لها إلى الجماعات المتواجدة فى العراق، ولكن هناك قيود أمنية من العراق وتهديدات أمريكية وإسرائيلية.
وقال: "أتوقع أن تصل أمريكا وإيران إلى اتفاق نووى بنسبة أكثر من 95%، بالتالى سيقل الدعم الإيرانى لهذه الجماعات خلال الفترة القادمة".
وكانت قد أثارت تصريحات السفير الإيرانى ببيروت مؤخرا، أزمة دبلوماسية، حيث تم استدعاؤه من قبل وزارة الخارجية اللبنانية، احتجاجا على تصريحاته التي انتقد فيها المباحثات اللبنانية الهادفة إلى نزع سلاح "حزب الله" وحصر السلاح بيد الدولة،
حيث قال مجبتى أمانى، إن مشروع نزع السلاح مؤامرة واضحة ضد الدول، وإنه في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة الأمريكية تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، تمنع دولا من تسليح وتقوية جيوشها، وتضغط على دول أخرى لتقليص ترسانتها أو تدميرها تحت ذرائع مختلفة، وأكد أنه بمجرد أن تستسلم تلك الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضة للهجوم والاحتلال، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا.
وأكدت السفارة الإيرانية ببيروت دعمها لاستقلال لبنان، موضحة أن تصريحات السفير الإيراني كان مضمونها عاما وشاملا ينطبق على جميع الدول دون استثناء، بما فيها إيران.
وتراجع مجبتى عن تصريحاته قائلا: "إن موضوع نزع سلاح حزب الله هو شأن داخلي لبناني لا نتدخل فيه"، وأضاف: "ندعم حزب الله فقط عندما يطلب العون كمظلوم، والغرض من جهاز البيجر الذي كان موجودا في مكتبي وانفجر هو فقط التحذير من أي هجوم"، وأضاف أن المفاوضات مع الولايات المتحدة محصورة في البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات ولا مجال لأي موضوع آخر يسعى إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،وقال: "لدينا رغبة في المشاركة بعملية إعادة الإعمار في لبنان ونتحدث مع الحكومة اللبنانية لكننا قلقون بشأن جدية الولايات المتحدة في هذا الشأن".
وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون قد بدأ مباحثات مع قيادات حزب الله لنزع السلاح وفقا لاتفاق وقف إطلاق النار الى تم إبرامه في نوفمبر الماضى، الذي أنهى حرب حزب الله وإسرائيل.
ووضع هذا عون في موقف صعب لأن الحكومة اللبنانية وافقت بموجب وقف إطلاق النار، على تنفيذ قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1701 و1559، واللذين ينصان على نزع سلاح جميع المليشيات في البلاد.
وفي الوقت نفسه، وافق حزب الله على نقل معداته العسكرية وأفراده إلى شمال نهر الليطاني، لكنه رفض نزع السلاح في أي مكان آخر.