عاجل

دليل شامل.. كيف تحمي نفسك من النزلات المعوية أثناء السفر؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يشكل السفر تجربة غنية بالمعرفة والاستكشاف، إلا أن هذه المغامرة قد تواجه مشاكل صحية أبرزها النزلات المعوية وهو ما يُعرف طبيًا باسم إسهال المسافرين (Traveler's Diarrhea)، وهي مشكلة شائعة تواجه الكثير من المسافرين حول العالم.

فما هي الأسباب التي تجعل السفر محفوفًا بهذا النوع من المخاطر الصحية؟ ولماذا تعتبر بعض الوجهات أكثر عرضة لخطر النزلات المعوية من غيرها؟ والأهم، كيف يمكن تفادي هذه المشكلة أو التعامل معها بفعالية حال حدوثها؟

النزلات المعوية أثناء السفر: مشكلة صحية لا ينبغي الاستهانة بها

بحسب موقع "WebMD"، يُعد إسهال المسافرين من أكثر الأمراض المرتبطة بالتنقل بين الدول، خاصة عند زيارة مناطق تختلف في معايير الصحة العامة والممارسات الغذائية عن بلد الإقامة الأصلي. وتزداد احتمالية الإصابة في دول مثل:

أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية.

دول جنوب وجنوب شرق آسيا.

أجزاء من أفريقيا والشرق الأوسط.
هذه العدوى لا ترتبط فقط بتناول أطعمة ملوثة، بل يمكن أن تنتقل عبر مياه الشرب أو حتى من خلال الأسطح الملوثة، مما يجعل الالتزام بإجراءات النظافة الشخصية أمرًا بالغ الأهمية خلال السفر.

أسباب ارتفاع معدلات الإصابة أثناء السفر

يرتبط ارتفاع خطر الإصابة بالنزلات المعوية بعدة عوامل أهمها:

1. تغير النظام الغذائي: تناول أطعمة جديدة ومختلفة قد يضع ضغطًا على الجهاز الهضمي، مما يزيد من قابليته للعدوى.
2. الاختلافات المناخية: الحرارة والرطوبة العالية تساهم في تكاثر الجراثيم والطفيليات، ما يرفع فرص الإصابة.
3. تفاوت معايير النظافة: تختلف أساليب تحضير وتخزين الأطعمة، ومدى توفر المياه النظيفة من بلد إلى آخر.
4. التعرض لأنواع جديدة من الكائنات الدقيقة: قد لا تكون المناعة الطبيعية للمسافر مهيأة للتعامل مع البكتيريا والفيروسات المنتشرة في البلد المضيف.

الكائنات المسببة لإسهال المسافرين

تشير الدراسات إلى أن حوالي 80% إلى 90% من حالات الإسهال ترتبط بعدوى بكتيرية، تليها العدوى الفيروسية والطفيليات. ومن أبرز مسببات العدوى:

البكتيريا: مثل الإشريكية القولونية (E.coli)، السالمونيلا، الشيجلا.

الفيروسات: خاصة نوروفيروس وفيروس الروتا، المعروفان بسرعة انتقالهما.

الطفيليات: مثل الجيارديا والاميبا، التي تنتقل عبر المياه أو الأطعمة غير النظيفة.
وتختلف خطورة العدوى حسب نوع المسبب، فبينما تشفى بعض الحالات سريعًا، قد تستدعي حالات أخرى علاجًا طبيًا دقيقًا لتفادي المضاعفات.

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

أعراض إسهال المسافرين: متى يجب القلق؟

تبدأ أعراض النزلات المعوية عادة بعد فترة قصيرة من التعرض للعامل المسبب للمرض، وقد تشمل:

نوبات إسهال حادة ومفاجئة.

الحاجة المتكررة لدخول الحمام.

ارتفاع في درجة الحرارة، قد يصل إلى الحمى.

آلام وتقلصات في البطن.

الشعور بالغثيان والرغبة في القيء.

انتفاخ وشعور بعدم الارتياح في المعدة.

علامات الجفاف مثل العطش الشديد وجفاف الفم.

أحيانًا، وجود دم أو مخاط في البراز، وهو مؤشر على عدوى أكثر شدة.
في معظم الحالات، تبدأ الأعراض بالتحسن خلال يوم أو يومين مع الراحة والترطيب، إلا أن استمرار الأعراض أو تفاقمها يتطلب التدخل الطبي الفوري.

خطوات عملية للوقاية قبل وأثناء السفر

الوقاية هي السلاح الأقوى لتفادي إصابة المسافرين بالنزلات المعوية، ولتحقيق ذلك، ينصح الأطباء باتباع النصائح التالية:

قبل السفر:

استشر طبيب السفر للحصول على نصائح خاصة بالوجهة التي ستقصدها.

احصل على التطعيمات اللازمة إن وجدت (مثل لقاح الكوليرا أو التيفوئيد لبعض الدول).

جهز حقيبة إسعاف شخصية تشمل أدوية مضادة للإسهال ومحاليل معالجة الجفاف.


أثناء السفر:

اشرب فقط من زجاجات مياه مغلقة أو مغلية مسبقًا.

تجنب الثلج في المشروبات، فقد يكون مصنوعًا من مياه ملوثة.

تناول الأطعمة الساخنة والمطهية جيدًا، وابتعد عن السلطات النيئة.

اغسل يديك جيدًا بالماء والصابون أو استخدم معقم اليدين بانتظام.

قشر الفواكه بنفسك ولا تتناول الفواكه المعدة مسبقًا.


ماذا تفعل عند الإصابة بإسهال المسافرين؟

عند ظهور الأعراض، يجب التركيز على:

تعويض السوائل والأملاح: عبر تناول الماء النظيف أو محاليل معالجة الجفاف.

الراحة التامة: لمنح الجسم فرصة لمقاومة العدوى.

تناول وجبات خفيفة: مثل الأرز المسلوق أو البطاطس أو الموز.

الابتعاد عن الأطعمة الدهنية أو الحارة: التي قد تزيد من تهيج الأمعاء.
بعض الحالات قد تستفيد من تناول أدوية مثل لوبيراميد للسيطرة على الإسهال، ولكن ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدامها، خصوصًا إذا كان الإسهال مصحوبًا بدم أو ارتفاع حاد في درجة الحرارة.

كيف يتم التعامل مع الأطفال المصابين؟

الأطفال معرضون بشكل أكبر لمخاطر الجفاف نتيجة الإسهال، ولذا من الضروري:

توفير سوائل بانتظام، مثل ماء نظيف، عصائر طبيعية أو محلول معالجة الجفاف.

مراقبة علامات الجفاف مثل جفاف الفم، قلة الدموع، أو انخفاض عدد مرات التبول.

عدم إعطاء الأطفال أدوية مضادة للإسهال دون إشراف طبي.

استشارة الطبيب فورًا إذا استمرت الأعراض أو ظهرت علامات الجفاف الشديد.

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


متى يجب طلب المساعدة الطبية؟

رغم أن معظم حالات إسهال المسافرين تتحسن من تلقاء نفسها، إلا أن التوجه للطبيب يصبح ضروريًا في الحالات التالية:

استمرار الإسهال أكثر من 3 أيام دون تحسن.

ظهور دم أو مخاط في البراز.

ارتفاع الحرارة إلى ما فوق 38.5 درجة مئوية مع أعراض أخرى شديدة.

علامات واضحة للجفاف مثل الدوخة الشديدة أو عدم القدرة  علي التبول

لا ينبغي أن تكون النزلات المعوية عائقًا أمام استمتاعك برحلتك. بالوعي، والالتزام بإجراءات النظافة الأساسية، والحرص على مصادر طعامك ومياهك، يمكنك تقليل خطر الإصابة بشكل كبير. وفي حال وقوع الإصابة، فإن التشخيص المبكر والعلاج السليم يضمنان لك التعافي السريع والعودة إلى مغامرتك بأقصى سرعة.

تم نسخ الرابط