...
سياسي عراقي لـ ترامب: قناة السويس مصرية خالصة حفرت بعرق ودماء وسواعد أبنائها

انتقد الخبير السياسي العراقي لقاء مكي التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن استخدام قناتي السويس وبنما دون دفع أي رسوم للسفن المريكية، بما يعد مخالفًا للوائح والقوانين الدولية.
وقال مكي فى تغريدة له من خلال حسابه عبر منصة “إكس” : “ مؤكدًا أن نعرف أن الولايات المتحدة هي من قام بشق قناة بنما وظلت تديرها نحو 90 عاما حتى العام 1999، لكن ما دخل الأميركيين بقناة السويس حتى يدعي ترامب أن بلاده هي سبب وجودها؟ وحتى مع رغبته في إثارة جعجعة، فإن الأمر يبعث على التندر أكثر من الاستغراب أو الاحتجاج.
وتابع لقاء مكي فى تغريدته: " فقناة السويس انتهى شقها قبل 156 عاما حينما كانت امريكا في خضم الحرب الأهلية، ولا تعرف مايجري خارج حدودها. شارك في حفر قناة السويس نحو مليون مصري، مات منهم بسبب ظروف العمل السيئة 120 ألفا، من هنا اعتزاز المصريين بها، فهي من نضح عرقهم ودمهم سواء يوم بنوها أو يوم أمموها أو يوم حرروها”.

وقد طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عبر تدوينة له بمواقع التواصل الاجتماعي، أصدرها بتاريخ أول أمس السبت، 26 أبريل، طالب فيها بعبور السفن الأمريكية –التجارية والعسكرية- مجانًا عبرقناتي بنما والسويس، تحت ادعاء أنه "لولا أمريكا ماكان هناك وجودًا لهاتين القناتين".
وبتقصي وقائع التاريخ نجد أن تصريحات ترامب واهية، وهي أشبه بتصريحات العملاق الذي يقف على أرجل من ورق، لن تصمد أمام رياح الحقيقة، فقناة السويس مصرية أصيلة يرجع تاريخ التفكير فيها، قبل أن يسمع العالم بقارة العالم الجديد بآلاف الأعوام.
فأول من فكر في ربط البحرين الأبيض المتوسط والأحمر كان هم قدماء المصريين، حيث أن قناة سيزوستريس، حيث بدأ التفكير في إنشاء قناة تصل بين البحرين منذ أواخر عهد الملك «أمنحتب الأول» وتحديدًا في القرن الـ 20 ق.م، إذ طُرحت حينها فكرة ربط البحرين الأحمر والأبيض لتأمين حدود مصر الشرقية.
تنفيذ القناة
والحقيقة أن الفكرة تم تنفيذها بالفعل في عام 1847 ق.م، وتحديدًا في عهد الملك سنوسرت الثالث (1878 ق.م - 1839 ق.م)، حيث شَق قناة للربط بين البحرين الأحمر والأبيض المتوسط عن طريق النيل، سُميت بـ «قناة سيزوستريس»، وسيزوستريس هو الاسم اليوناني للملك سنوسرت الثالث، وكان الهدف من تلك القناة هو توطيد التجارة وتيسير المواصلات بين الشرق والغرب.
موقف أمريكا من قناة السويس
عندما أنشأ المهندس الفرنسي ديلسبس «الشركة العالمية»، كانت مقسمة على 400 ألف سهم، بقيمة 200 مليون فرنك، وخُصص لكل دولة كبيرة عددًا معينًا من الأسهم، وكان نصيب مصر 92.1 ألف سهم بنسبة 23%، والحكومة الفرنسية 207 ألف سهم بنسبة 51.75%.
خصصت الشركة لدول إنجلترا والولايات المتحدة والنمسا وروسيا 85 ألف سهم، لكن هذه الدول رفضت المشاركة في اكتتاب القناة، ما دفع مصر إلى الاستدانة وشراء نصيبهم لتمتلك 177.4 ألف سهم، بنسبة 44.3%، ولترفع نصيبها من الأرباح إلى 31%.
لم تستفد مصر من حصتها بـ «القناة» سوى 6 أعوام، وفي عام 1875، اشترت انجلترا نصيب مصر مقابل 4 مليون جنيه استرليني، بسبب تراكم ديون الخديوي إسماعيل الشخصية، وفي عام 1880، اشترى البنك العقاري الفرنسي حق مصر في الحصول على 15% من الأرباح.
مصر تستعيد القناة وتطورها
في 26 يوليو 1956، استعادت مصر «القناة»، بعد قيام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميمها، واتخذتها فرنسا وانجلترا ذريعة للتحالف مع إسرائيل وشن عدوانًا ثلاثيًا على مصر.
بحلول عام 1963، سددت مصر 28.3 مليون جنيه، بالعملة الصعبة، قيمة 800 ألف سهم، تعويضًا للمساهمين عما يملكوه من أسهم وحصص تأسيس، بحسب موقع هيئة قناة السويس.
عقب هزيمة مصر في حرب 1967، أغلقت القناة لمدة 8 سنوات، حتى افتتحها الرئيس الأسبق محمد أنور السادات في 29 مارس 1975، بعد نحو عام ونصف من نصر أكتوبر 1973.
طوال 87 عامًا منذ افتتاح «القناة» عام 1869، وحتى تأميمها عام 1956، لم تنفذ الشركة التي أدارت «القناة»، سوى 7 مشروعات لتطويرها، فيما عملت مصر منذ استعادة «القناة»، على تنفيذ مشاريع مختلفة لتعظيم الاستفادة منها، وفي عام 1980، بلغ حجمها 14 ضعف ما كانت عليه عند الافتتاح، و4 أضعاف عند التأميم.