محمد عز العرب: نزيف هجرة الأطباء يتطلب إصلاحًا جذريًا للقطاع الصحي

كشف الدكتور محمد علي عز العرب، استشاري الكبد والجهاز الهضمي ورئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، عن أرقام مقلقة تتعلق بواقع القطاع الصحي في مصر، مؤكدًا أن نسبة الأطباء الذين يعملون داخل البلاد لا تتجاوز 30% إلى 38% فقط، وهي نسبة تقل كثيرًا عن المعدلات العالمية.

وأوضح عز العرب خلال حواره مع برنامج "أهل مصر" على قناة أزهري، أن هذه الظاهرة تهدد استقرار المنظومة الصحية، داعيًا إلى التعامل مع الأمر بجدية من خلال إجراءات عملية وشاملة.

تطوير التعليم الطبي 

شدد الدكتور عز العرب على أن من أبرز أسباب عزوف الأطباء عن العمل داخل مصر هو غياب بيئة العمل المناسبة، فضلًا عن التحديات المتعلقة بنظام التعليم الطبي.

وأكد أن تطوير منظومة التعليم الطبي يجب أن يكون أولوية قصوى، عبر تحديث المناهج وتوفير برامج تدريبية مستمرة تواكب أحدث التطورات العلمية.

كما دعا إلى ضرورة توفير بيئة مهنية جاذبة، تضمن حقوق الأطباء وتحفزهم على البقاء والعمل داخل الوطن بدلًا من البحث عن فرص بالخارج.

تحسين توزيع الأطباء 

من بين الحلول التي طرحها الدكتور عز العرب، تحسين توزيع الأطباء على مستوى الجمهورية، خاصة في المناطق النائية والمحرومة.

وأشار إلى أن هناك فجوة كبيرة في توزيع الكوادر الطبية، مما يؤدي إلى تكدس الأطباء في المدن الكبرى وحرمان القرى والمراكز الريفية من الخدمات الصحية المناسبة.

وطالب بوضع خطط مدروسة لضمان توزيع عادل وعلمي للأطباء حسب احتياجات كل منطقة، مما يسهم في تحسين مستوى الرعاية الصحية بشكل عام.

تطوير القطاع الصحي

في سياق متصل، دعا الدكتور عز العرب إلى تطوير شامل للقطاع الصحي المصري، مشددًا على أهمية تحسين بنية المستشفيات وزيادة عدد أسرة الرعاية المركزة لتلبية الطلب المتزايد على هذه الخدمات.

كما أشار إلى ضرورة الاهتمام بالتخصصات الطبية النادرة، والعمل على توفير الكوادر المدربة في هذه المجالات، لما لها من دور محوري في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمواطنين.

الأطباء المصريون بالخارج

لفت الدكتور عز العرب إلى أن الأطباء المصريين العاملين بالخارج يمثلون قيمة كبيرة لمصر، داعيًا إلى إعدادهم بشكل جيد قبل سفرهم لضمان حصولهم على فرص مهنية أفضل تليق بكفاءتهم.

وأوضح أن حوالي 4200 طبيب يهاجرون سنويًا، بينما تقدم 7000 طبيب بطلبات للحصول على تراخيص لمزاولة العمل كأطباء أحرار في عام 2023، وهي أرقام تكشف حجم المشكلة وتستدعي التحرك السريع لإصلاح جذري في بنية النظام الصحي المصري.