عاجل

خبير عن زيارة البرهان: الوضع الإنساني وإعادة الإعمار يتصدران المباحثات

الدكتور رمضان قرني
الدكتور رمضان قرني

كشف الخبير في الشؤون الإفريقية، الدكتور رمضان قرني، عن أبرز الملفات المتوقع مناقشتها خلال زيارة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني إلى القاهرة، اليوم الاثنين، ويأتي في مقدمتها دور مصر لإعادة إعمار السودان.

وقال الدكتور رمضان قرني في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم": تحظى زيارة الفريق عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة في هذا التوقيت بأهمية خاصة وفق العديد من المتغيرات لعل أهمها استمرار التنسيق والتشاور بين قيادات البلدين في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها السودان في ضوء مرور أكثر من عامين على اندلاع الحرب".

الوضع الإنساني والأمني يفرض نفسه على زيارة البرهان

وتابع: "واقع الحال أن هذا الوضع الإنساني والأمني والسياسي يفرض أجندة خاصة على أجندة العلاقات المصرية السودانية التي تتمتع بخصوصية تاريخية وثقافية وحضارية بين البلدين في ضوء الجوار الجغرافي وفي ضوء الميراث والتاريخ المشترك في ضوء العلاقات الاجتماعية والأسرية المتنامية بين البلدين، وأيضًا في ضوء مقتضيات وتطورات الأمن القومي لمصر والسودان".

إعادة إعمار السودان

وتوقع الخبير في الشؤون الإفريقية، أن تحظى أجندة البرهان في القاهرة بالعديد من الملفات المهم، ولعل أبرز الملفات التي يمكن توقعها في هذا الإطار، هو ملف إعادة الإعمار في ضوء المشاورات والتنسيقات السياسية المصرية السودانية في الآونة الأخيرة خاصة بعد لقاء السفير المصري في السودان مع قيادات الدولة السودانية وزيارة وفد من رجال الأعمال المصريين إلى السودان والالتقاء بوزيرة التخطيط في السودان والعديد من المسئولين وإعلان الحكومة السودانية مباشرة أنها ترغب في دعم مصري لعملية إعادة الإعمار خاصة في عمليات إصلاح محطات الطاقة الكهربائية وإصلاح السدود وإصلاح قطاع البنية التحتية.

وأكد "رمضان قرني"، أن هذه القطاعات الثلاث تحديدًا تُعد أبرز القطاعات المتضررة من الحرب في السودان لذلك يسعى البرهان لمناقشتها، وتابع: “ربما شاهدنا في الآونة الأخيرة استمرار المسيرات التي تطلقها ميليشيات الدعم السريع على محطات الكهرباء في السودان في العديد من الأماكن وهو الأمر الذي أدى إلى انقطاعات متواصلة وطويلة الأمد في العديد من المدن السودانية ومن ثم إن إصلاح هذه المنشآت وهذه المحطات، متوقعًا أن يحظى بأولوية مهمة لدى الطرف السوداني”.

وشدد على أن السدود مسألة في غاية الأهمية، حيث يعول عليها بدرجة كبيرة في عملية التنمية، كذلك ما يتعلق بباقي البنية التحتية تبدو أهمية هذه القطاعات في ضوء تطور مهم شهدته السودان في الآونة الأخيرة وهو نجاح الجيش السوداني في استعادة السيطرة على الخرطوم والقصر الرئاسي وعلى مطار الخرطوم على مدينة أم درمان تلك المدينة الحيوية في السودان، سيطرة الجيش على هذه المناطق بالتحديد تعني دلالة سياسية ورمزية مهمة لعودة بسط هيمنة الدولة السودانية على كافة المدن الرئيسية والجوهرية في السودان خاصة بعد النجاحات التي تحققت في ولاية الجزيرة ثم وصولًا إلى الخرطوم وأتصور أن المرحلة المقبلة ستشهد تقدمًا للجيش السوداني بأهم منطقتين حيويتين وهي كردفان ودارفور.

الملف الأهم في هذه المرحلة المهمة بين مصر والسودان كما أوضح خبير الشؤون الإفريقية، هو ما يتعلق بإعلان قوات الدعم السريع عن حكومة موازية في المناطق التي تُسيطر عليها وما أسمته بحكومة السلام والوحدة بالتعاون مع بعض الشركاء السياسيين والحلفاء لها بتحالف أطلقوا عليه تحالف تأسيس في فبراير الماضي وأعلنوا بالتبعية دستور مؤقت، مؤكدًا أن هذه المرحلة في غاية الخطورة للدولة السودانية لأنها بتحلق فعليًا بتقسيم السودان وإعلان حكومة موازية للحكومة الشرعية في السودان.

وشدد على أن التنسيق بين مصر والسودان في غاية الأهمية، لأن هذا الملف في ضوء الموقف المبدئي والثابت للقاهرة منذ اللحظة الأولى للحرب في السودان والتي أعلنت صراحة رفض مصر لتقسيم السودان ورفض مصر لأي انتقاص من سيادة السودان إعلان مصر صراحة أهمية وحدة الأراضي السودانية، وبالتالي التنسيق مع مصر في هذا الملف مسألة مهمة، بالنظر أيضًا إلى أن الموقف المصري ساهم في توحيد المواقف العربية والإفريقية الداعمة لوحدة السودان والرافضة لفكرة الحكومة الموازية ربما كان ذلك واضحًا بخروج العشرات من التصريحات العربية والإفريقية التي رفضت مثل هذه الحكومة وبالتالي التنسيق بين مصر والسودان في هذه المرحلة مهم للحفاظ على سيادة السودان والحفاظ على وحدة الأراضي السودانية أمام أي تحركات من قبل قوات الدعم وحلفاءها في الداخل من أجل إعلان حكومة موازية.

تم نسخ الرابط