أوكرانيا بين قيود الطاقة والتصعيد العسكري.. وترامب يثير المخاوف بشأن مستقبل كييف

مع استمرار الهجمات الروسية على البنية التحتية الحيوية الأوكرانية، فرضت كييف قيودا طارئة على الطاقة، في محاولة للتعامل مع الأضرار التي لحقت بمنشآتها.
وفي الوقت نفسه، يتصاعد التوتر العسكري مع تزايد الضربات المتبادلة، حيث تعرضت منشأة صناعية في جنوب روسيا لأضرار يُشتبه أنها نتيجة هجوم أوكراني.
وفي ظل هذه التطورات، تتباين مواقف الادارة الأمريكية؛ إذ يترك الرئيس الأمريكي الباب مفتوحا أمام احتمالات إمكانية عقد مفاوضات مع روسيا للوصول لاتفاق بوقف انهاء الحرب علي أوكرانيا، بينما تسعى الإدارة الأمريكية إلى ضمان استمرار تدفق الدعم العسكري لكييف عبر حلفائها الأوروبيين.
أوكرانيا تفرض قيودا طارئة على الطاقة
فرضت أوكرانيا قيودا طارئة على الطاقة، صباح الثلاثاء، حيث قال وزير الطاقة جيرمان جالوشينكو إن هجوما روسيا على البنية التحتية للغاز كان جاريا.
من جهة أخرى، تسبب هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية في إلحاق أضرار بمنشأة صناعية في منطقة ساراتوف جنوب روسيا، وفقًا لما أعلنه حاكم المنطقة في وقت مبكر اليوم. وقال العقيد الأوكراني أندريه كوفالينكو إن الهجوم استهدف مصفاة ساراتوف النفطية التي تزود الجيش الروسي بالوقود، لكنه لم يصرح بشكل مباشر بأن الهجوم الأوكراني كان وراء ذلك.
وأعلنت هيئة الطيران الروسية "روسافياتسيا" تعليق الرحلات الجوية في مطار المنطقة بالإضافة إلى مطارات في قازان، أوليانوفسك، وكيروف؛ بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ترامب يترك الباب مفتوحا
من جهة اخري، ترك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الباب مفتوحا أمام احتمال أن تكون أوكرانيا "جزءا من روسيا يوما ما"، مشيرًا إلى أنه ينبغي على الولايات المتحدة المطالبة بموارد كييف الطبيعية مثل المعادن النادرة مقابل المساعدات الأمريكية.
وفي مقابلة مع فوكس نيوز، قال ترامب: "قد يتم التوصل إلى اتفاق، وقد لا يتم. قد تصبح أوكرانيا روسية يومًا ما، أو قد لا تصبح. لكننا نقدم لهم كل هذه الأموال، وأقول إنه يجب أن نستعيدها".
تدفق الأسلحة إلى أوكرانيا مستمر
من جانبه، أكد المبعوث الأمريكي الخاص الجديد إلى كييف، كيث كيلوج، أمس، أن الأسلحة التي تمت الموافقة عليها خلال رئاسة جو بايدن لا تزال تتدفق إلى أوكرانيا.
وقال كيلوج، في مقابلة مع وكالة رويترز للأنباء: "ليس هناك حاجة فورية لتغيير النهج خلال الـ 24 ساعة القادمة".
كما أفادت رويترز، نقلاً عن شخصين مطلعين على الأمر، أن إدارة ترامب تخطط للضغط على الحلفاء الأوروبيين لشراء المزيد من الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا - كما فعلوا في عهد إدارة بايدن - قبل بدء محادثات السلام المحتملة مع موسكو.
ومن المتوقع أن يناقش كيلوغ هذا الموضوع مع الحلفاء الأوروبيين، خلال مؤتمر ميونيخ الأمني الذي يبدأ يوم الجمعة. وإذا تم تأكيد هذا التطور، فقد يكون ذلك مطمئنًا للقادة الأوكرانيين بشأن استمرار تدفق الأسلحة.
ورفض كيلوج تأكيد هذه الخطة لـ "رويترز"، لكنه قال إن: "الولايات المتحدة تفضل دائما بيع الأسلحة المصنوعة في أمريكا لأنها تقوي اقتصادنا. هناك العديد من الخيارات المتاحة، وكل شيء مطروح حاليا".
وينظر المسؤولون في الإدارة الأمريكية إلى أن إتمام صفقات شراء الأسلحة من أوروبا كحل بديل، مما يسمح لواشنطن دعم كييف دون استخدام أموال دافعي الضرائب الأمريكيين.
وقال الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، إن أوروبا ستدفع ثمن الأسلحة الأمريكية لأوكرانيا.
محادثات السلام المحتملة
وفيما يتعلق بإمكانية بدء محادثات السلام، قال كيلوج: "لا أقول إننا في بداية عملية التخطيط للسلام، لأننا كنا نفكر في ذلك مسبقا".
وأضاف أن المسؤولين الأمريكيين في ميونيخ سيقدمون توقعاتهم للحلفاء، مشيرا إلى أن واشنطن ترغب أيضا في الاستماع إلى آرائهم.
زيارة مرتقبة للمبعوث الأمريكي إلى أوكرانيا
وقد أكد الرئيس الأمريكي، الاثنين، أن كيلوج سيزور أوكرانيا قريبا. وأفاد مصدر في مكتب الرئيس الأوكراني لوكالة "فرانس برس" أن كيلوج سيصل إلى أوكرانيا في 20 فبراير الجاري.
كما صرح المتحدث باسم الرئيس الأوكراني، سيرجي نيكيفوروف، أن الرئيس زيلينسكي سيلتقي بنائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس، يوم الجمعة على هامش مؤتمر ميونيخ.
رفض عرض أوروبي للغاز في ترانسنيستريا الموالية لروسيا
رفضت منطقة ترانسنيستريا، الموالية لروسيا في مولدوفا،الاثنين، عرضا أوروبيا جديدا للغاز، على الرغم من معاناتها من أزمة طاقة حادة منذ توقف إمدادات غازبروم عبر أوكرانيا.
وذكرت القيادة الانفصالية أن المنطقة ستعتمد بدلاً من ذلك على الغاز الممول من روسيا، والذي يتم نقله من المجر التي تتلقى إمداداتها عبر خط "ترك ستريم" الذي يمر عبر تركيا.
ومن جهتها، انتقدت مولدوفا هذا القرار، واصفة إياه بأنه تكتيك لزعزعة الاستقرار من قبل روسيا. وقال رئيس الوزراء المولدوفي، دورين ريتشيان: "عرض الاتحاد الأوروبي كان بمثابة حل لتحرير المنطقة من الابتزاز وعدم الاستقرار في مجال الطاقة".
وأضاف أن "روسيا لن تسمح لها بقبول المساعدة الأوروبية لأنها تخشى فقدان السيطرة على المنطقة".