سوريا تلمح لتطبيع العلاقات مع إسرائيل والشرع يتجاهل الجولان وتل أبيب تشترط

أبدى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع اهتمامه بالانضمام إلى اتفاقات أبراهام لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، بحسب ما زعم تقرير لصحيفة جيروزاليم بوست. وخلال اجتماعات عقدها مع النائبين الجمهوريين مارلين ستاتزمان وكوري ميلز، أشار الشرع إلى انفتاحه تجاه هذا المسار، متجنبًا الإشارة إلى مسألة هضبة الجولان، التي كانت نقطة خلاف تاريخية بين البلدين واعترفت الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل عليها خلال عهد الرئيس دونالد ترامب.
تجاهل الجولان
عدم ذكر الشرع لموضوع الجولان، الذي يُعتبر تقليديًا محور أي نقاش سوري-إسرائيلي، يمثل تطورًا بالغ الأهمية. ويعكس هذا الموقف تحولًا محتملاً في المقاربة السورية تجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ويُنظر إليه كخطوة تحتاج إلى متابعة دقيقة وحذرة من جانب صناع القرار في تل أبيب وواشنطن.
انقسام داخلي
شهدت الأوساط السياسية في إسرائيل انقسامًا حادًا حيال هذه الإشارات القادمة من دمشق. فمن جهة، يبدي المتفائلون استعدادًا لدعم أي فرصة للسلام مع دولة عربية جديدة، بينما يعبّر المشككون عن قلقهم إزاء خلفية الشرع المرتبطة بتيارات جهادية، وهو ما يثير المخاوف من احتمالات انقلاب الموقف لاحقًا.
شروط إسرائيلية
وفق ما أورده التقرير، فإن إسرائيل مطالبة بإدارة هذا الانفتاح بحذر، مع طرح خمسة شروط جوهرية لضمان سلام حقيقي ومستدام:
الاعتراف الكامل بالسيادة الإسرائيلية على الجولان وعدم طرح الانسحاب كخيار.
ضمان أمن الطائفة الدرزية في جنوب سوريا، دعمًا للروابط المجتمعية عبر الحدود.
إدانة صريحة للجهادية والإرهاب، بما في ذلك استنكار هجمات حماس في 7 أكتوبر.
ترتيبات حدودية تؤمّن إسرائيل وتمنع استخدام سوريا كنقطة تهريب للسلاح الإيراني إلى حزب الله.
إصلاح شامل للمناهج والإعلام السوري بهدف الاعتراف بشرعية إسرائيل وإنهاء خطابات الكراهية.
رؤية سلام
يشير التقرير إلى أن هذه الشروط ليست تعجيزية بل ضرورية لبناء سلام يختلف عن تجارب السلام الباردة مع مصر والأردن. ويحث صناع القرار الإسرائيليين على اغتنام الفرصة لإحداث تغيير ثقافي حقيقي داخل سوريا، شبيه بما حدث مع الإمارات والمغرب، حيث يقترن السلام بالاحترام المتبادل والاعتراف التاريخي بالشعب اليهودي كجزء أصيل من الشرق الأوسط.
مكاسب محتملة لإسرائيل
في حال قبول سوريا بهذه الشروط، ستحقق إسرائيل اتفاق سلام جديد دون تقديم تنازلات استراتيجية مؤلمة. أما إذا تم رفضها، فستكون إسرائيل قد أظهرت استعدادها للسلام أمام المجتمع الدولي، مع كشف أي نوايا عدائية مستترة لدى القيادة السورية.