الروبوتات تسيطر على المجال الطبي.. إيلون ماسك: ستتفوق على البشر

لا يكف إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركات "تسلا" و"سبيس إكس"، عن إثارة الجدل بتوقعاته المستقبلية، وهذه المرة جاء بتصريح مثير للاهتمام، وهو أن الروبوتات الجراحية ستتفوق على الأطباء والجراحين البشر خلال خمس سنوات فقط.
خلال حوار أجراه في مؤتمر "VivaTech 2025"، قال ماسك إن التكنولوجيا تتطور بوتيرة متسارعة لدرجة تجعل من قدرة الروبوتات على إجراء العمليات الجراحية المعقدة تفوق قدرة الإنسان، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي والروبوتات الدقيقة ستغيران المشهد الطبي جذريًا.
الربوتات الجراحية تسيطر على الطب
وأوضح إيلون ماسك أن الروبوتات الجراحية لن تكون مجرد أدوات مساعدة في غرف العمليات، كما هو الحال مع بعض الأجهزة الحالية مثل "Da Vinci Surgical System"، بل ستصبح قادرة على اتخاذ قرارات دقيقة وتنفيذ العمليات المعقدة بكفاءة أعلى من البشر، وبأخطاء أقل كثيرًا.
وأشار إلى أن الدقة الفائقة التي تستطيع الآلات تحقيقها في العمليات الدقيقة كجراحات الأعصاب والقلب ستفتح الباب أمام تحسين نسب النجاح وتقليل المضاعفات، مما يؤدي إلى تحسين جودة الرعاية الصحية بشكل عام. وأضاف أن الروبوتات ستكون قادرة على التعلم الذاتي، حيث تطور مهاراتها باستمرار اعتمادًا على البيانات الطبية الهائلة التي تتلقاها.

قلق في الأوساط الطبية
لكن هذا المستقبل المثير لا يخلو من المخاوف. يعرب بعض الخبراء عن قلقهم من أن الاعتماد الكامل على الآلات قد يؤدي إلى تهميش دور الأطباء البشريين، وإثارة تساؤلات أخلاقية حول من يتحمل المسؤولية في حال وقوع خطأ طبي بسبب روبوت.
في المقابل، يرى إيلون ماسك أن هذا التحول لا ينبغي أن يُنظر إليه كتهديد للأطباء، بل كفرصة لإعادة تعريف دورهم. فبدلاً من تنفيذ العمليات الروتينية، سيتحول الأطباء إلى مشرفين ومطورين وموجهين لهذه التكنولوجيا، مما يمنحهم وقتًا أكبر للتواصل مع المرضى وتقديم رعاية إنسانية أكثر.
كما أشار ماسك إلى أن شركته "نيورالينك"، المختصة بتطوير شرائح تُزرع في الدماغ، تعمل بالفعل على نماذج أولية لأنظمة روبوتية متقدمة يمكنها إجراء عمليات زرع دقيقة للغاية دون تدخل بشري يُذكر.
من جانبه، علّق عدد من الأطباء وخبراء التكنولوجيا على تصريحات ماسك بأنها "طموحة" لكنها واقعية بالنظر إلى التطورات المذهلة في مجال الذكاء الاصطناعي والروبوتات الطبية.
وفي النهاية، يبدو أن مستقبل الطب قد يشهد ثورة غير مسبوقة في السنوات القليلة المقبلة، حيث يصبح الروبوت الجراح هو القائد داخل غرفة العمليات تحت إشراف الإنسان، وربما بتعاطف أقل لكن بكفاءة أعلى.