"المناوي": ترامب شخصية متقلبة

علق عبد اللطيف المناوي، الكاتب والمحلل السياسي، على لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في الفاتيكان، مؤكدًا أن شخصية الرئيس الأميركي متقلبة .

شخصية متقلبة

وقال المناوي خلال تصريح تليفزيوني: "في الواقع ما حدث هو أمر متوقع في حالة ترامب المتقلبة في التعامل مع القضايا المختلفة.. هو يبدأ بالضغط الشديد في اتجاه معين وعندما يختبر هذا الضغط في ذلك الاتجاه، يكتشف أنه قد لا يكون هذا هو الاتجاه الصحيح الذي يؤدي إليه، فبالتالي يعود ليناول مرة أخرى".

وتابع: "و نتيجة لقاء الرئيس الأميركي مع الرئيس الأوكراني، وضح أن هناك حالة من حالات التوحد الأوروبي في هذه المسألة وحالة رفض تامة".

وأضاف: "إعادة التسليح لأوروبا والتعامل مع مستقبل بدون أمريكا في أوروبا والنيتو بدون الولايات المتحدة الأمريكية، كل هذه الأمور أعتقد انها ضاغطة على الرئيس الأمريكي نفسه، حتى لو كان فوق المؤسسات إلا أن هناك ضغوط داخلية".

 ضرب المدنيين

وأردف: "وعملية ضرب المدنيين رغم أنها ليست مسألة جديدة، بل مسألة دائمة ومستمرة ولكن أيضا هذا البُعد الأخلاقي.. أعتقد أن ترامب يحاول أن يكسب نتيجة حالة التوتر في داخل المجتمع الأمريكي، محاولا أن يبدو أنه الرئيس المهتم بالمدنيين".

واختتم: "أظن أيضًا بوتين يبدو أنه لم يحاول أن يستغل الفرصة التي يضغط فيها ترامب بعنف لدفع أوكرانيا إلى القبول بوقف إطلاق النار، عندما شعرت روسيا بأنها تحقق انتصارات على الأرض".

لقاء ترامب و زيلينسكي

والتقى الزعيمان الأمريكي والأوكراني داخل كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، وجهًا لوجه في محادثة استمرت قرابة 15 دقيقة، وأظهرت اللقطات المصورة حوارًا مكثفًا بين الرجلين، وسط أجواء جنائزية جمعت عدداً من قادة العالم.

ووصف "زيلينسكي" الاجتماع بأنه "قد يصبح تاريخيًا"، بينما اعتبره البيت الأبيض "مثمرًا للغاية"، في وقت تتسارع فيه الجهود الدولية لإنهاء الحرب في أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات.

تفاصيل الحوار

رغم قصر مدة المقطع المصور، استطاعت خبيرة قراءة الشفاه "نيكولا هيكلينج" تحليل الكلمات المتبادلة بين الزعيمين. وبحسب تحليلها، قال زيلينسكي لترامب: "أود منك أن تفعل ذلك ولكن ليس بهذه الطريقة"، ليرد عليه ترامب قائلاً: "إنها استراتيجية مثيرة للاهتمام، فهي توفر لك الطمأنينة".

وأكدت "هيكلينج" أن الحوار تخلله نوع من التفاهم الضمني، في وقت بدا فيه الزعيمان متفقين على أهمية اللقاء.

لحظات توتر

المشهد لم يخلُ من توتر، فقد انضم لاحقًا إلى الجلسة كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزعيم حزب العمال البريطاني كير ستارمر. ورصدت "هيكلينج" ما وصفته بـ"تبادل بارد" بين ترامب وماكرون؛ حيث شد ترامب الرئيس الفرنسي نحوه قائلاً: "أبطئ، دعني أحضر."، ثم أضاف بتحذير واضح: "أنت لست في المكان المناسب هنا.. لا ينبغي لك أن تكون هنا".

في تلك اللحظة، أومأ "زيلينسكي" موافقًا، بينما بدا القس المتواجد بالقرب من اللقاء وكأنه يبتعد بشكل غير مريح عن المجموعة.

مواجهة قديمة 

يأتي هذا اللقاء في أعقاب الاشتباك الشهير بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض خلال فبراير/شباط، حين قال ترامب بحدة للرئيس الأوكراني: "ليس لديك الأوراق." تصريحات أثارت جدلاً واسعًا حينها.

ورغم توتر العلاقة في الماضي، أظهر هذا اللقاء تغيرًا في النبرة، حيث نشر وزير الخارجية الأوكراني "أندريه سيبيها" صورةً للقاء وكتب عبر منصة "X": "لا حاجة للكلمات لوصف أهمية هذا اللقاء التاريخي.. زعيمان يعملان من أجل السلام في كاتدرائية القديس بطرس".

تفاؤل أوكراني

وعبر قناته على "تليجرام"، وصف زيلينسكي اللقاء بأنه "ممتاز" وقال: "ناقشنا الكثير من الأمور على انفراد، ونأمل في تحقيق نتائج في كل ما تناولناه، وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط، سلامٌ موثوق ودائم يمنع اندلاع حربٍ أخرى". وأضاف: "اجتماعٌ رمزيٌّ للغاية، ومن المُحتمل أن يُصبح تاريخيًا إذا حققنا نتائج مشتركة".