ألمانيا: ارتفاع طلبات اللجوء للكنيسة مع تراجع الحماية

قالت الكنيسة الإنجيلية الألمانية (EKD) في تصريحات صحفية، الأحد، لمجموعة فونكي الإعلامية (Funke Mediengruppe)، بأن عددًا متزايدًا من اللاجئين في ألمانيا يلجأون إلى الكنائس طلبًا للحماية، لا سيما من خطر الترحيل.
وقالت متحدثة باسم الكنيسة الإنجيلية الألمانية لوكالة الأنباء الألمانية (DPA)، مستندةً في تقديرها إلى تقارير من الكنائس الإقليمية: "ارتفع عدد طلبات اللجوء بشكل ملحوظ في العديد من الأماكن نتيجةً لزيادة الضغط من أجل الترحيل، حيث تضاعفت الطلبات أحيانًا بأكثر من أربعة أضعاف".
وأضافت أن التقارير أشارت إلى أن العديد من الطلبات لم تُلبَّ بسبب ارتفاع الطلب، مما ترك العديد من اللاجئين دون حماية من إجراءات السلطات.
كما أعلن التحالف الجديدة برئاسة فريدريش ميرز - الحزب الديمقراطي المسيحي المحافظ- عن نيته ترحيل عدد أكبر من طالبي اللجوء مقارنةً بالماضي، بعد أن بدأ عدد عمليات الترحيل بالارتفاع مجددًا بعد أن كان منخفضًا نسبيًا في عام 2020.
لماذا يلجأ طالبو اللجوء إلى الكنيسة؟
أشارت رئيسة اللجنة المسكونية الألمانية للجوء الكنسي ديتليند يوشيمز، إلى "تزايد الخوف وانعدام الأمن بين الأشخاص الذين لا يملكون إقامة مضمونة" ونتيجةً لذلك، فإن الخوف المتزايد من الترحيل يؤدي إلى "زيادة حادة في عدد طلبات الحماية الكنسية".
ووفقًا للمكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين (BAMF)، فقد حصل 617 طالب لجوء للحماية في الكنيسة في الربع الأول من عام 2025، مقارنةً بـ 604 في الفترة نفسها من العام الماضي.
كما وفرت الكنائس في ألمانيا مأوى مؤقت للاجئين بموجب امتياز خاص لا يستند إلى أساس قانوني متين، بل يُمنح وفقًا للتقاليد المسيحية والإنسانية في البلاد.
ويمكن للاجئين الذين يحصلون على مأوى في الكنائس الحصول على حماية مؤقتة من الترحيل للسماح بإعادة تقييم قضايا اللجوء الخاصة بهم والبحث عن خيارات قضائية أخرى.
تكون معظم الحالات ما يسمى بحالات دبلن، حيث يكون الشخص الذي يطلب الحماية قد تقدم بالفعل بطلب اللجوء في دولة أخرى من دول الاتحاد الأوروبي ويتم ترحيله إلى هناك.
تزايد الانتقادات للجوء الكنسي
مع تزايد الدعوات السياسية لتشديد إجراءات الترحيل، تفاقم وضع اللجوء الكنسي. حيث تشهد اللجنة المسكونية الألمانية للجوء الكنسي تزايد تهديدات الشرطة للاجئين الذين لجأوا إلى الكنائس، كما واجه مسؤولو الكنيسة عقوبات لمنحهم اللجوء.
مع ذلك، دافعت اللجنة المسكونية الألمانية للجوء الكنسي عن هذه الممارسة، قائلة إن اللجوء في الكنيسة لم يُمنح إلا بعد دراسة متأنية، وكملاذ أخير لمنح طالبي الحماية فرصة الاعتراف بمحنتهم.