عاجل

سيدة لا تعرف المستحيل .. كابتن شيماء رفاعي تقهر السرطان والظروف الصعبة

شيماء رفاعى
شيماء رفاعى

بإيمان قوي ونفس راضية وعزيمة من حديد؛ تقف كابتن "شيماء رفاعى" ابنة مدينة بيلا بمحافظة كفرالشيخ ؛مدربة الإيروبكس والزومبا صامدة قوية تتحدى نفسها وتتحدى مرض "السرطان" والظروف الصعبة وهى مبتسمة يملؤها الأمل فى غد أفضل لايملكه إلا الله؛ وتقدم رسالة انسانية لكل مرضى السرطان مفادها أن هذا المرض لا يحب الاستسلام قاوموه بكل ماتبقى لديكم من قدرة  بكل ما تيسر لكم من عزيمة ؛ فبذلك تضربوه فى مقتل ولاتدعوه سببًا يزهق أرواحكم . 

حياة كابتن شيماء رفاعي 

قالت " كابتن شيماء" أنها كانت تمارس الرياضة منذ طفولتها وهى فى الصف السادس الابتدائى وكانت تعشق المشاركة فى مسابقات الجري ورمي الجولة أثناء الدراسة؛ وبعد فترة فضلت مجال المصارعة واحترفته وشاركت كلاعبة فى منتخب مصر وأحرزت 4 ميداليات فضية وبرونزيتان ؛ كما دخلت ايضا وشاركة فى لعبة التايكوندوا وحصلت على الحزام الأسود إلى أن توقفت عن الرياضة ؛ وتزوجت وانجبت طفليها.

ست بمية راجل

وكأي سيدة مصرية جدعة؛ خرجت من بيتها لتساند زوجها أعباء الحياة؛ وبدأت رحلة كفاحها والبحث عن فرصة عمل فلم تجد سوى الرياضة مجالًا يساندها على تلبية احتياجات بيتها وأولادها؛ وظلت تبحث وتبحث حتى وجدت فرصة كمدربة للمصارعة والتايكوندوا؛ ولكنها أردات أولا أن تعيد شيماء لما كانت عليه قبل الزواج ؛ وقالت "تعرضت لزيادة فجائية فى الوزن وصلت 113 كيلو؛ وكنت 51 كيلو من قبل الزواج وحتى بعد انجاب أبنائي؛ فقلت لازم أخس؛ وأول فلوس أخدتها من الشغل كانت 1000 جنيه وصرفتها في الجيم ".

رحلة التحديات

بدأت رحلة قطار التحديات التى مرت بها " كابتن شيماء رفاعى" بالتخلص من الوزن الزائد الذى كان يعيق حركتها لتعود متألقة من جديد فى مجال الرياضة والتدريب؛ واستطاعت فى مدة قصيرة 3 شهور أن تصل إلى وزن 60 كيلو جرامًا حيث فقدت 53 كيلو وزن زائد؛ ووصفت تلك المرحلة "بالمرحلة الشاقة "فى مشوارها ؛ ولكنها بإرادة فولاذية نجحت فى اتباع نظام غذائي صحي وامتنعت عن السكريات، كما اتبعت برنامجًا رياضيًا مكثفًا من خلال الجري في أماكن مفتوحة ؛ وأضافت " التخسيس محتاج صبر وإرادة قوية "؛ فهدفها الأول والاخير كان "الشغل والحياة ".

لم تتوقف "شيماء  رفاعي" عند تلك المحطة بل ظلت تسبح عكس التيار وتقاوم أمواج الحياة المتلاطمة والمحطمة على صخرة صمودها وعزمها وحسن ظنها بالله وأخذها بالاسباب؛ واخذت تعلم نفسها بنفسها من خلال الاطلاع على الانترنت كل مايخص "الزومبا والايروبكس والكارديو" باعتبارهما رياضات جديدة ومنتشرة وحصلت على عدد من الدبلومات والشهادات فى هذا المجال؛ وبعدها رسمت لنفسها طريقًا واسلوبًا خاص بها فى مدينة بيلا وذاع صيتها في هذا المجال؛ واستأجرت مكان وجهزته لإعطاء دروس وتدريبات في هذه الرياضات .

القاتل الصامت

وأخذت " شيماء تصارع الزمن وتجتهد فى مجالها حتى تحقق انتشارًا أكبر ويساعدها ذلك على توفير دخل مناسب للانفاق على المكان والأجهزة وتكون سندًا لزوجها الذي تخرج فى كلية التجارة ولم يجد فرصة عمل مناسبة ويعمل "سائق توكتوك " ؛ وكانت تعمل 12 ساعة يوميًا  من التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساءًا دون كلل أو ملل ؛ فهى كأي أم مصرية تريد مستقبل أفضل لأبنائها وأن تلبي كل ما يحتاجونه دون المطالبة به ؛ولكن سرعان ما صدمتها الظروف وتعرضت لوعكة صحية كانت بداية مشوارها مع القاتل الصامت؛ ففي أحد الأيام شعرت بأعراض "المغص والقئ والاسهال" و"حالة من التكسير الكلي بجسمها بالكامل" وذهبت فى استشارات طبية والتي كانت تؤكد أن تلك الأعراض سببها التعرض لدرجات حرارة عالية خلال التدريبات مما يتسبب فى رفع درجة حرارة الجسم وينتج عنه تلك الأعراض.

مروضة السرطان

وأوضحت أن آلامها أخذت تتزايد فلجأت للاستشارات الطبية لدى أحد أطباء جامعة المنصورة الذي فاجأها بوجود ورم طوله "7 سم " خارج القولون وممتد للأمعاء الغليظة؛ وترددت على المستشفيات الجامعية بطنطا وكفرالشيخ والمنصورة وأجمع الأطباء بعدم استئصال الورم؛ وبعد مزيد من الفحص تم التدخل الطبى وإجراء عملية استئصال للورم وجزء من الأمعاء؛ وتركت الجيم بدون إدارة قوية تمنع تأرجحه وغلقه ولكن تسبب ذلك فى غلقه لفترة وسرعان ما وقفت على قدماي بعد اجراء العملية وعدت من جديد أحمل جرحي بيد وبيدي الأخرى أدرب على تنفيذ الحركات " لبست حزام علشان الأطباء حذروني من حدوث فتاء ؛ لان الجرح كان كبير من تحت الصدر حتى نهاية البطن؛ كنت ماسكة بطني بايد وشغالة بالايد التانية " .

رغم آلامها المتتالية والمرض الذى يهجم عليها ليل نهار ولا يتركها وشأنها؛ أصبحت " شيماء" أقوى مروضة لهذا الداء؛ فاكتشفت منذ أيام من خلال أشعة مقطعية أجرتها على القولون" أن هذا اللعين يسكن القولون" على حد وصفها  كما أظهرت لها التحاليل الطبية وجود 4 إلى 5 خلايا مسرطنة بالدم ؛ ورغم علاجها ب "الكيماوى" وجلساته المؤلمة إلا أنها لم تضعف أو تكل تظل واقفة صامدة على قدميها كل يوم فى عملها مبتسمة وراضية لأكثر من 12 ساعة؛ وأضافت "أنا مكملة علشان أساعد جوزي؛ لأنه بيصرف على أسرتين 8 أفراد؛ أنا وأولادى وأخته الأرملة وأولادها " وأشارت إلى أن ابنها "أحمد " فى الصف الثالث الثانوى وابنتها "هنا " بالصف الثاني الاعدادى؛ كما أن إبن أخت زوجها "مروان" كان من المتفوقين والتحق بكلية الطب البشرى وهو بالفرقة الأولى؛ وابنتها "روزان " الطالبة بالفرقة الثالثة كلية الاداب قسم اللغة الانجليزية .

وتقدم شيماء نموذجًا لسيدة مصرية قوية لا تقهرها الظروف ولا يميتها المرض ولا تعصف بها الأزمات؛ تلعب كل الأدوار فهي الام والزوجة والصديقة والابنة لكل أفراد أسرتها؛ والسند والداعم والقائد فى تقديم الخير للجميع؛ تحرص رغم معاناتها على النزول والعمل وتقول "بنزل الشغل وماشية بالمسكنات؛ احنا لاموظفين ولاعندنا دخل تاني".

الأثر الطيب

وتشجع الكابتن "شيماء " بابتسامتها الصافية كل مرضى ومصابي السرطان بمواجهة المرض وعدم الاكتئاب والاستسلام والحياة بالأمل" طول ما انت ضعيف هتموت؛ المرض دا مش عاوز استسلام ولا اكتئاب؛ أنا كنت من متابعين اللاعب "شيكا" باعتباره رياضي وزميل بالإضافة إلى إصابته بنفس المرض "مؤكدة أنها لابد أن تبدو قوية فى نظر الجميع فهي سند جميع أسرتها وتريد أن تأخذ بايديهم جميعًا إلى بر الأمان وخصوصا ابنها الذى يدرس بالصف الثالث الثانوى ويحتاج لدعم وتركيز قوى ليحقق أحلامه وطموحاته؛ وأيضا رعاية ابنتها ومتابعة مسيرة تعليمها حتى تظل متفوقة .

وأكدت على ضرورة وأهمية العطاء فى الحياة وأن يترك الإنسان أثرا طيبا يخلد ذكراه فى هذه الحياة ؛ فهى تحرص على المشاركة مع صديقاتها فى الاعمال الخيرية وتقديم مساعدات للايتام والمحتاجين " ايدينا فى ايدين بعض نساعد الناس ونجبر بخاطر المحتاج يمكن نكون سبب فى سعادتهم ويكون ذكرى لنا بعد أن نفارق الحياة ؛ والموت بيجى لما العمر بيخلص وينتهى ؛ مش بيجى من المرض ".

حلم بسيط 

وتنهى كابتن "شيماء رفاعى" قاهرة السرطان حديثها بحلم بسيط تمنت أن يحققه الله لها فهى واثقة أنه لامستحيل على تدابير الله وقدرته؛ فقد رزقها الله بعمرة وهى فى ظل تعبها ومرضها ووفر لها كامل نفقاتها؛ واستطردت " كنت بحلم اروح عمرة وجاتلى وكانت ظروفى صعبة وممعيش فلوس ليها؛ فربنا رزقنى بيها "؛ وأضافت أنه بالصبر والرضا يرزقنا الله من حيث لاندرى ولا نحتسب ؛ وأتمنى أن أعيش في راحة وهدوء ويفيض على الله من كرمه ويرزقني مكان أفضل أمارس به عملي وتدريبات بدلًا من المكان الحالي؛ فهو عبارة عن جدران صاج ومع التدريب والحركة والنشاط وارتفاع درجات الحرارة يكون عبارة عن سونة .

تم نسخ الرابط