الرسوم الجمركية تؤثر على واردات المواد الخام البتروكيميائية للصين

في خطوة قد تؤثر بشكل كبير على صناعة البلاستيك العالمية، أشار بنك "جولدمان ساكس" في تقرير له إلى احتمال أن تعفي الصين، أكبر منتج للبلاستيك في العالم، واردات المواد الخام البتروكيميائية مثل الإيثان و غاز البترول المسال (LPG) من الرسوم الجمركية إذا سارت المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في الاتجاه الإيجابي.

وقد صرح محللو البنك، ومنهم دان سترويفن، في التقرير بأن "إذا اتسمت مفاوضات الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة والصين بالإيجابية، فقد تأتي واردات المواد الخام البتروكيميائية على رأس قائمة الإعفاءات الصينية لأسباب تاريخية واقتصادية"، مشيرين إلى أن هذه المواد كانت قد حصلت على إعفاءات من القيود الجمركية خلال عام 2018.

تأثيرات الحرب التجارية

تسببت الحرب التجارية المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم في إحداث اضطرابات كبيرة في صناعة البلاستيك في الصين، حيث أن المصانع الصينية تعتمد بشكل كبير على الإمدادات الأميركية من المواد الخام البتروكيميائية، ما يضعها في مأزق مع فرض القيود الجمركية. 

ومنذ فرض هذه القيود، قامت الصين بإعادة توجيه بعض شحنات غاز البترول المسال، حيث تم استبدال الشحنات الأميركية المخصصة للصين بشحنات من الشرق الأوسط.

وقد لفت المحللون في تقرير "جولدمان ساكس"  إلى أن كلا البلدين، الولايات المتحدة والصين، "يعتمد بشكل متبادل على شراكتهما التجارية في الإيثان والبروبان". 

و أشاروا أن مصانع إزالة الهيدروجين من البروبان في الصين تعمل بكفاءة أكبر مع البروبان الأميركي مقارنة بنظيره الشرق أوسطي.

مستقبل العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين

من جانبها، أعلنت الإدارة الأميركية، بقيادة الرئيس دونالد ترامب، عن استئناف المفاوضات التجارية مع الصين، في محاولة لإيجاد حلول للنزاع المستمر بين البلدين. 

ومع ذلك، نفت الصين في وقت لاحق وجود أي مفاوضات جارية، حيث طالبت واشنطن بإلغاء جميع الرسوم الجمركية الأحادية كشرط مسبق لأي اتفاق تجاري.

وفي الوقت الذي تواصل فيه الحرب التجارية بين البلدين التأثير على الأسواق العالمية، تظل صناعة البلاستيك في الصين واحدة من القطاعات الأكثر تضررًا من هذه التوترات التجارية. إذ تعتمد الصناعة بشكل كبير على المواد الخام المستوردة من الولايات المتحدة لتلبية احتياجاتها الإنتاجية.

ويتضح من تقرير "جولدمان ساكس" أن المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تكون لها تأثيرات كبيرة على صناعة البلاستيك في العالم. 

وفي حالة تحسن العلاقات التجارية، يمكن أن يشهد العالم فترة من الاستقرار في إمدادات المواد الخام البتروكيميائية، مما يساهم في إعادة هيكلة اقتصادات الدول المنتجة والمستهلكة لهذه المواد الحيوية.