عاجل

حيثيات إعدام المتهم بقتل سعودي وتقطيع جثمانه في الجيزة

محكمة
محكمة

أودعت الدائرة 21 بمحكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار عبدالعزيز محمد فاروق وعضوية المستشارين خالد أحمد البحيري وأحمد عبدالتواب خليفة ومحمد سمير التوني، حيثيات الحكم بإعدام المتهم بقتل سعودي في الجيزة لسرقته.

وقالت المحكمة في حيثيات الحكم، بعد الاطلاع على الأوراق وسماع طلبات النيابة والمرافعة الشفوية والمداولة قانونا، وحيث أن الواقعة حسبما استقرت في يقين المحكمة واطمأن اليها ضميرها وارتاح لها وجدانها مستخلصة من أوراق الدعوى وما تم فيها من تحقيقات وما دار بشأنها بجلسة المحاكمة - تتحصل في أن المتهم العامل بالأجرة وكان مسئول عن حديقة المسكن من قبل شراء المجني عليه له وبعد تملكه للعين أوكل للمتهم الاشراف على الحديقة مقابل مبلغ شهري اعلي من قبل ثم توطدت العلاقة بينهما فأصبح المجنى عليه يعتمد على المتهم في أداء طلباته، حيث كان يسافر بلده المملكة العربية | السعودية وقبل العودة وأصدقائه يبلغ المتهم حتى يكون في استقبالهم لأداء وشراء مستلزماته، وقد توطدت العلاقة حتى أن المجني عليه رحمه الله أصبح يعتمد عليه وبالفعل أصبح زراعه اليمني والخادم الأمين فأعطاه غرفة في العين بدلا من الغرفة التي كان يقطن فيها اسفل احد العقارات.

وبالفعل واقف المتهم وكأن أبواب السماء تفتحت له يقطن في غرفة أوسع وأحسن بكثير وكذا بالمسكن بأكمله حال سفر المجني عليه لحراسته والقيام على تنظيفه ورعايته، وكان المجني عليه رحمه الله لا يبخل عليه في شيء يطلبه حتى أنه قام بمساعدته في زواج نجلته وشراء مستلزماتها، الا أنه قالوا قديما أتق شر من أحسنت اليه، وبدون مقدمات وقبل أربعون يوما من ارتكاب الواقعة قرر المتهم التخلص من المجني عليه وأخذ يحركه حقد أسود دفين وغل في نفسه المريضة معللا أنه يصرف مبالغ كبيرة على زجاجات الخمر وجلساته الخاصة وأصدقائه وهذه المبالغ تكفي المساعدته وآخرين يحتاجون للمال، غير قانع ما قسمه الله له ولم يذكر احسان المجني عليه اليه ولكن قديما قالوا خيرا تفعل شرا تلقي، أن النفس الأمارة بالسوء ونفسه المريضة التي لا تشبع ولا تقنع تسلطت عليه وأخذ قيودها شیطان مريد، فقرر قتله والتخلص منه، وبالفعل اختمرت بذهنه الفكرة الشيطانية لإزهاق روحه فبدء بالتنفيذ بالفعل.

ويوم الواقعة انتهز فرصة تواجد صديق المجني عليه ويدعي أبو دنيا ودلف الي المسكن لتأمين جريمته النكراء فقام بفصل الكهرباء عن كاميرات المراقبة وخرج مسرعا وأبلغ المجني عليه أن الكاميرات أصابها عطل الا أن صديق المجني عليه أعاد التيار الكهربائي لها، فأخذ يرسم خطة أخري حتى يتخلص منه بعد أن فشلت الأولي، بينما يفكر متي تحين اللحظة المناسبة لقتل المجني عليه وكأن شيطانه يسمع كلامه ويهيا له الظروف لتنفيذ جريمته النكراء، فبعد سويعات يغادر صديق المجني عليه أبو دنيا الى المطار وجاءت اللحظة التي خطط لها منذ زمن بعيد ( حوالي أربعون يوما ( لقد فكر ودبر طويلا بهدوء وروية وأخيرا حانت اللحظة التي انتظرها لقتل من أحسن اليه وأواه وساعدته في زواج نجلته ولم يبخل عنه الا أن النفس أمارة بالسوء، وقالوا قديما اتق شر من أحسنت اليه، فدلف للمسكن وعلى الفور قام بفصل الكهرباء عن كاميرات المراقبة ثم أبصر المجني عليه مستلقي علي جلسة بين اليقظة والمنام فأخذ زجاجة خمر فارغة وجاء من خلفه وكال له الضربات على رأسه ثم الزجاجة الثانية والثالثة | عدة ضربات بتركيز على رأسه في نفس المكان بقوة شديدة حتى ان الزجاجات تهشمت جميعا على رأسه حتى فقد الوعي وأخذ ينزف بغزارة فتوجه الى المطبخ وأحضر كيس بلاستيكي ووضعه على راسه محاولة للسيطرة على انتشار دم المجني عليه في المكان.

ثم راوده خاطر هل لازال المجني عليه بعد ذلك كله على قيد الحياة فأحضر لاصق وأخذ يلفه على وجهه حتى يتأكد أنه فارق الحياة تماما، وبعد أن أيقن أن المجني عليه فاضت روحه الى بارئها، أخذ يفكر بهدوء نفس في كيفية التخلص من جريمته فهداه شيطانه الا أن يقوم بدفن الجثة بالحديقة فتوجه الى حانوت لبيع الأكياس وقام بشراء أكياس كبيرة الحجم وعاد للمسكن وقام بقطع حبل الستائر وقام بتكبيل يد المجني عليه وقدمه وقرر أن يدفن جثة المجني عليه بالحديقة الا أن نفسه المريضة حدثته أنه يمكن بسهولة العثور على جثمان المجني عليه وظهور رائحة ويفتضح أمره، فأخذ يفكر بروية فهداه شيطانه الى فعلة تقشعر منها الأبدان فقرر بمنتهي الراحة والهدوء أن يقوم بالتمثيل بجثة المجني عليه ويقطعها أجزاء صغيرة حتى يلقيها بصناديق القمامة، وبالفعل أحضر أكياس كثيرة وتوجه الي المطبخ واستل سكين كبير وقام بسحب جثمان المجني عليه لدورة المياه حتى يقوم بتقطيع الجثمان على روية وبدون استعجال وتفادي لآثار الدماء فوضع حاجز قماش على باب دورة المياه لتفادي تناثر الدماء اثناء التقطيع.

وبدء بهدوء نفس بتقطيع المجني عليه الا أنه اصطدم بعظام المجني عليه لا تستجيب للسكين فتوجه للحديقة واستل منها سلاح ابيض ( بلطة ) والتي تستخدم في تقطيع الأشجار وأخذ باستخدامها | التكسير العظام والسكين لتقطيع اللحم حتى أنه من قوة الضربات الفصل العظام حدثت حفرة بأرضية دورة المياه، أي نفس | مريضة هذه وأي بشر هذا الذى يتعامل مع المجني عليه وكأنه أضحية يقوم بهدوء نفس بالتمثيل بالمجني عليه وفصل العظام واللحم وتقطيعه إلى أجزاء صغيرة ثم عينها بالأكياس وكأنها معدة لتفريقها والتصدق بها، أي وحشية هذه ان قتل انسان المد عند الله من هدم الكعبة المشرفة فما بال فتله واصل رقبته ولحمه وعظامه ووضعه بأكياس صغيرة ولم يحرك المتهم ساكنا بمنتهي الهدوء والارتباح، وبعد أن فرغ تماما وأعد أكياس جثة المجني عليه أخذ يمحو آثار جريمته الوحشية البشعة، بدء بتغيير ملابسه ووضعها في كيس تمهيدا للتخلص منها مع أجزاء المجني عليه واخذ ملابس اخري من الضحية والتي ملابسه وفرش دورة المياه بصندوقين قمامة مختلفين.

ثم قام بتكسير شريحتين الهاتفين الخاصين بالمجني عليه والقاهما بالطريق وعاد مرة أخري الى الشقة وبدء بتنظيف الأرضية والسجاد وإزالة آثار الدماء بمنتهي الهدوء، وبعد ذلك قام بتعبئة أكياس أجزاء المجنى عليه بجردل كبير حتى يخرج للتخلص منهم الا أنه أيقن أن القاء الأكياس بصناديق القمامة سوف يفضح أمر جريمته النكراء ويسهل التفكير فيه وتحوم حوله الشكوك فهداه شيطانه الذي اتخذه وليه ومولاه الى فكرة القاء أكياس اشلاء المجني عليه داخل بالوعة صرف متواجدة بعقار بالشارع واختار ذلك العقار بحكم معرفته به وتواجده بالمنطقة، وبالفعل أخذ بنقل الأكياس على عدة مرات بروية وهدوء حتى فرغ وأحكم غطاء البالوعة وهال عليه التراب حتى لا يلفت الأنظار، وعاد للمسكن وقام بأخذ الكارت البنكي للمجني عليه لعلمه بالرقم السري الخاص به وتوجه الي ماكينة البنك وحاول سحب أي مبالغ | متواجدة بالكارت للاستيلاء عليها واستولى على المبلغ المتواجد بالكارت البنكي، وتفتق ذهنه الي التوجه الي مسكن آخر خاص بالمجني عليه بالمنطقة السياحية بأكتوبر حيث كان بحوزته المفتاح ودلف للعين واستولي على كارت بنكي آخر خاص بشقيق المجنى عليه وتوجه لماكينة البنك وحاول تجربة أرقام عشوائية لكارت الفيزا الخاص بشقيقه الا أنه فشل ثم عاد الى المسكن.

وقاموا اشقاء المجني عليه اللذين اكتشفوا غيابه وغلق هواتفه يتواصلون معه فتظاهر بالقلق على المجني عليه وأنه قد ذهب للطبيب ولا يعرف عنه شيء، وفى اليوم التالي طرق بباله هاجس انتشار رائحة للجثة من البالوعة فهداه شيطانه الا احضار مواد بناء مثل الأسمنت والرمل ووضعهما على غطاء البالوعة، وبعد الانتهاء من مهمته واخفاء أي من المعالم على جريمته الوحشية أراد أن يجني ثمار ما اقترفه ولكن المبلغ المستولي عليه بكارت الائتمان الخاص بالمجني عليه قليل ولم يستطع الحصول على ما بداخل كارت الائتمان الخاص بشقيق المجني عليه فتذكر السيارة التي كانت مستأجرة من قبل المجني عليه ويوجد مبلغ تأمين كبير، وعلى الفور اتصل بالمعرض وقام بتسليمهم السيارة واستولي على مبلغ عشرة آلاف جنية قيمة التأمين بصفته يعمل عند المجني عليه وهو من أرسله لاستلام المبلغ وكذا قام بالاستيلاء على بعض الأغراض التي تنفعه بالمسكن وتقابل مع شقيق زوجته وسلمه المبلغ وبعض الأغراض لتسليمها لأسرته.

وأعترف المتهم طواعينا وبإرادة حرة بالتحقيقات تفصيلا بارتكاب الواقعة وكذا بجلسات تجديد الحبس وبجلسة المحاكمة وقام بالإرشاد عن مكان أشلاء المجني عليه، حيث جاء اعترافه مطابقا للواقع والذي أكد فيه عزمه وانتواء نيته على ازهاق روح المجني عليه بعد تفكير بهدوء وروية وقرر التخلص من المجني عليه الذي كان يحقد عليه وينكر عليه صرفه للأموال على أصدقائه وجلساته ويري أنه أولى بتلك الأموال والتي ممكن أن تحل مشاكله ومشاكل أناس كثيرة، ومن ثم وقبل تنفيذ جريمته الوحشية بأربعين يوما أخذ يدبر ويخطط بهدوء وروية حتى نفذ مخططه الشيطاني وقام بتقطيع المجني عليه اربا وتكسير عظامه والقائه بالبالوعة بعد تنظيف محتويات المسكن من أي آثار وفصل كاميرات المراقبة ووضع الأسمنت والرمل على غطاء البالوعة تفاديا لأي رائحة لأجزاء المجني عليه، ثم استولي على هاتفي المجني عليه وكارت الفيزا الخاص به وبشقيقه ومبلغ تأمين السيارة المستأجرة وبعض المحتويات بالمسكن.

وتلك الفترة كان على تواصل مع أشقاء المجني عليه وتظاهر بأنه في غاية القلق ويبحث عنه في كل مكان حتى يبعد الشبهة عن نفسه، لم يعبأ بعطف المجني عليه واعطائه ما يطلبه من المال وكذا قربه منه وأعطاه غرفه بمسكنه وبعد سفره يعيش بالمسكن بمفرده وكأنه صاحبه واستأمنه على سكنه وماله ونفسه وساعده في زواج نجلته ولم يتأخر عنه يوما الا أن الحقد الدفين والغل الأسود والنفس المريضة التي لم تقنع دفعته لفعلته الشنعاء والتي تقشعر منها الأبدان بقتل المجني عليه والتمثيل بجثته وتقطيعها اربا مستخدم سكين وبلطة لتكسير العظام بهدوء نفس وكأنه يذبح أضحية كما أقر بالتحقيقات أنه معتاد على ذبح وتقطيع الأضحية، قال تعالي هل جزاء الاحسان الا الاحسان لقد طوعت له نفسه ارتكاب جريمة الوحشية النكراء، هذا وقد دلت التحريات السرية التي أجراها العميد محمد أمين فهيم رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر أن المتهم يعمل خادم بالأجرة لدي المجني عليه وقد أضمر في نفسه حقد وحسد على المجني عليه وما عنده من أموال ومكثرة المصاريف فقرر التخلص منه والاستيلاء على أمواله وبالفعل أوقف عمل آلات المراقبة وقام بإزهاق | روح المجني عليه وتقطيع جثمانه والقائها ببالوعة بأحد العقارات واستولي على كارت الفيزا ومبلغ تأمين السيارة مستأجرة من المجني عليه وبعض متعلقاته الشخصية، وأنه نفاذا للضبط والاحضار تم ضبط المتهم الذي أقر تفصيليا بارتكاب الواقعة وأرشد عن مكان جثة المجنى عليه والمسروقات.

وحيث أنه لا يفوت المحكمة أن تنهى الدعوى وهي بصدد تقرير العقاب الذي يتناسب مع جرم المتهم، لا تجد له من سبيل للرأفة أو متسع من الرحمة ويتعين القصاص منه حقا وصدقا وعدلا بالقضاء عليه بالحكم سالف البيان اعمالا لقوله تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب لعلكم تتقون) - وقال تعالي (أن النفس الأمارة بالسوء) وقال تعالي (هل الجزاء الاحسان الا الاحسان صدق الله العظيم لقد طوعت له نفسه قتل وسرقة من أحسن اليه وأواه بمسكنه وأعطاه غرفة وراتب وأمنه على نفسه وبيته وماله الا أن النفس المريضة للمتهم قد امتلأت بغل وحقد لم تقنع بعطاء الله فسولت له نفسه اقتراف جريمة وحشية بشعة بقتل المجني عليه والتمثيل بجثمانه وتقطيعه أربا وحمل اشلائه والقائها ببالوعة للصرف ويستولي على أموال ومنقولات، أي نفس هذه الحاقدة الساخطة على ما قسمه الله وتطمع فيما ليس لها وتتخذ الشيطان قرينا فسول له سوء عمله قدير وخطط بهدوء وأعد العدة وعقد العزم وبيت النية على ازهاق روح المجنى عليه ورسم خطته الشيطانية بإحكام وختم الله على قلبه وسمعه وبصره غشاوة، فاصبح كالحجارة بل أشد قسوة ونفذ مخططه الإجرامي بكل دقة واحكام وتخيل أنه في منأى عن أعين الناس وتناسي عين الله التي لا تغفل ولا تنام، غافلا قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن هدم الكعبة عند الله لأهون من ازهاق روح مسلم، وقوله عليه الصلاة والسلام من أعان على قتل مسلم ولو بشق كلمة جاء يوم القيامة مكتوب على جبينه أيس من رحمة الله - لم يعبى بقول الحق تبارك وتعالى ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ) صدق الله | العظيم ، هذا عقاب الآخرة وقد حق عليه عقاب الدنيا جزاء وفاقا بما أقترف يداه من أثم وجرم.

تم نسخ الرابط