اليابان تستفز دول الجوار بزيارة ضريح "ياسكوني"

في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة من كوريا الشمالية ودول أخرى، قدم رئيس الوزراء الياباني السابق "شيجيرو إيشيبا" قربان طقسي إلى ضريح "ياسكوني" المثير للجدل.
يأتي هذا التطور ليجدد المخاوف الإقليمية من عودة النزعة العسكرية اليابانية، وسط أجواء مشحونة في آسيا.
ضريح "ياسكوني"
ضريح "ياسكوني" يقع في العاصمة طوكيو، وتم تأسيسه عام 1869 لتكريم أرواح الجنود اليابانيين الذين لقوا حتفهم في الحروب. ويعتبر الضريح رمزًا وطنيًا لبعض اليابانيين، لكنه يظل محل جدل بسبب ضمه أسماء 14 مجرم حرب من الدرجة الأولى الذين أدينوا بعد الحرب العالمية الثانية.
حساساية الضريح
ويثير ضريح "ياسكوني" حساسية شديدة في الصين وكوريا الجنوبية، اللتين عانتا من الاحتلال الياباني، حيث تُفسر زيارة المسؤولين اليابانيين لهذا الضريح على أنها تجاهل لآلام الماضي، وتمجيد للأعمال العسكرية التوسعية.
"شيجيرو إيشيبا"
"شيجيرو إيشيبا" شخصية سياسية بارزة في اليابان، وشغل مناصب رفيعة، منها وزارة الدفاع، ويعرف بمواقفه المحافظة، وتوجهاته نحو تعزيز القدرات الدفاعية اليابانية، مما يضع تحركاته تحت المجهر الدولي.
وبحسب التقارير، أرسل "إيشيبا" القربان الأسبوع الماضي خلال احتفالية سنوية، وجاء هذا التصرف بالتزامن مع زيارات لعدد من المشرعين اليابانيين للضريح، مما زاد من حدة الانتقادات الخارجية.
بيان شديد اللهجة
وأصدرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية بيانًا شديد اللهجة، أدانت فيه تقديم القربان وزيارات المشرعين، واعتبرت أن هذه التصرفات تكشف عن نوايا اليابان نحو إعادة التسلح العسكري.
ووصفت كوريا الشمالية هذه التحركات بأنها "طريق إلى التسلح"، مشيرة إلى أن مثل هذه الممارسات تمهد لتكرار المآسي الماضية، وقد تسرّع انهيار اليابان إذا واصلت هذا النهج.
ولم يكن "إيشيبا" الوحيد، إذ قام عشرات من المشرعين بزيارة الضريح شخصياً لتقديم الاحترام. وتلقى هذه الزيارات السنوية استحسان بعض الأطراف الوطنية، لكنها تثير حفيظة دول الجوار التي ترى فيها استفزازاً متعمداً.
غضب كوريا الشمالية
واستخدمت كوريا الشمالية تعابير قوية مثل "خراب اليابان"، مما يعكس حدة الغضب والقلق من التوجهات اليابانية الحالية، ويضيف التصعيد اللفظي تعقيداً على العلاقات المتوترة أصلاً في المنطقة.
واتهمت بيونج يانج اليابان، بأنها في المرحلة النهائية من تجهيز بنية قانونية وعسكرية، تسمح بشن عمليات هجومية، مستشهدة بإنشاء قيادة العمليات المشتركة لقوات الدفاع الذاتي والتعديلات الدستورية المرتقبة.
مطالب بالاعتذار
لطالما اعتبرت كل من الصين وكوريا الجنوبية أن زيارات المسؤولين اليابانيين لضريح "ياسكوني" تمثل إهانة لضحايا الاحتلال الياباني، وتعبر هذه الدول بانتظام عن احتجاجها الرسمي وتطالب اليابان باعتذارات واضحة وصادقة.
الاستعمار الياباني
ولا يزال التاريخ الاستعماري الياباني يلقي بظلاله على علاقاتها مع الدول المجاورة؛ فقد حكمت اليابان شبه الجزيرة الكورية من عام 1910 إلى 1945، وارتكبت العديد من الفظائع في الصين خلال الحرب العالمية الثانية.
وتأتي هذه التطورات في وقت حساس؛ حيث تحاول اليابان وكوريا الجنوبية تحسين علاقاتهما، خاصة في ظل التهديدات الإقليمية المشتركة مثل البرنامج النووي الكوري الشمالي. ومع ذلك، يبدو أن مثل هذه الأحداث تعيد التوترات إلى السطح.