الحوثيون لم ينسوا الحرب بعد.. هل هذا توقف مؤقت أم استراتيجية جديدة؟

رغم التوقف المؤقت لهجمات جماعة الحوثي اليمنية ضد أهداف إسرائيلية، أقامت الجماعة عرضا عسكريا أعلنوا فيه تخرج 8000 مقاتل من "دورات طوفان الأقصى".
وأثار ذلك التساؤل حول ما إذا كان هذا التوقف استراحة محارب أم تحضيرا لجولة جديدة من الصراع.
وخلال الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة الفلسطيني، استمرت حوالي 15 شهرا، أعلنت حركة الحوثي دعمها للفلسطينين؛ حيث شنت عدة غارات علي مواقع تابعة للجيش الإسرائيلي.
الحوثيون لم يتم ردعهم
وفي تقرير لها، تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست"، ماذا حدث للحوثيين الآن، هل تم ردعهم؟ مشيرة إلى أنه على الرغم من أن إسرائيل شنت عدة جولات من الغارات الجوية على أماكن حساسة تابعة للجماعة، مستهدفة مناطق في ميناء الحديدة وأماكن أخرى في اليمن، إلا أنه، لا يبدو أن هذه الغارات الجوية ردعت الحوثيين.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن "الحوثيون أوقفوا هجماتهم، لكنهم لم ينسوا الحرب".
ومؤخرًا، أقامت جماعة الحوثي عرضا عسكريا في محافظة الحديدة في اليمن أعلنوا فيه تخرج 8000 مقاتل من "دورات طوفان الأقصى".
ورأت الصحيفة الإسرائيلية أن ذلك العرض بمثابة رسالة حول دعم حماس، لأن الحوثيين أطلقوا على الدورة اسم هجوم حماس في السابع من أكتوبر.
استعراض عسكري كبير
وقالت قناة المسيرة التابعة للحوثيين، في تقرير، إن "الاستعراض العسكري الكبير عكس مستوى الجاهزية القتالية لخريجي دورات طوفان الأقصى الذين يمثلون قوات احتياطية مدربة على مختلف الأسلحة والإعداد البدني والثقافة العسكرية المبنية على مرجعية إيمانية جهادية راسخة للحفاظ على السيادة الوطنية وحماية الأرض والدفاع عن دين الله والمظلومين".
وأضاف التقرير أن خريجي هذه الدورات أصبحوا الآن مستعدين لمواجهة "مخططات ومؤامرات الثالوث الشرير الأمريكي البريطاني الصهيوني ومن يدور في فلكه".
وأضاف التقرير أن ذلك يأتي في إطار استمرار دعم الحوثيين للشعب الفلسطيني.
صواريخ الحوثيين تلاحق الاحتلال في عمق داره
من نوفمبر 2024 إلى يناير 2025، سعى الحوثيون إلى جعل أنفسهم الجبهة الرئيسية لمواجهة إسرائيل، وزادوا من استخدامهم للصواريخ الباليستية لاستهداف وسط الدولة المحتلة.
وقد أثارت صواريخ الحوثيين إنذارات في أنحاء إسرائيل، مما دفع الملايين إلى الملاجئ.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست: "استمر هذا لمدة شهرين، وأظهروا أنهم قادرون على إطلاق الصواريخ كل بضعة أيام. إلا أنهم منذ وقف إطلاق النار في يناير، ظل الحوثيون هادئين".
واعتبرت الصحيفة الإسرائيلية أن التزام الحوثيين بوقف إطلاق النار بما يتماشى مع جماعات المقاومة الاخرى في فلسطين ولبنان، مشيرة إلي أن ذلك كان "جزءًا من خطة تسعى إلى توحيد الساحات ضد إسرائيل، وفتح عدة جبهات" ضد جيش الاحتلال، الذي شن هجمات جنونية علي قطاع غزة عقب هجوم حماس الواسع في 7 أكتوبر.
وكانت جماعة الحوثي قد أكدت أنها تهاجم إسرائيل تضامنا مع غزة.
وقد أجرت حماس محادثات مع إيران وحزب الله والجهاد الإسلامي الفلسطيني على مدى السنوات العديدة الماضية حول العمل بشكل أوثق. وكان الحوثيون جزءا متزايدا من هذه المناقشات.
وبدأ الحوثيون حملتهم ضد إسرائيل ببطء في أعقاب السابع من أكتوبر، وقاموا باستهداف إيلات وجنوب إسرائيل بالطائرات بدون طيار والصواريخ.
ثم بدأوا في استهداف السفن في البحر الأحمر التي قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل. حتى أنهم احتجزوا أكثر من سفينة. وفي وقت لاحق، تدرجوا في استخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ بعيدة المدى لاستهداف وسط إسرائيل.