عاجل

رحلة "سماح".. ضاعت فيها البسمات وتاه الأمل

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تعد قصة "سماح" واحدة من أبرز القصص التي تجسد قوة وصبر الأم المصرية. نشأت سماح في أسرة بسيطة، وتزوجت من شاب يعمل في مهنة مهنية. كانت حياتها تسير بشكل طبيعي حتى عصفت بها صدمات الحياة، لتجد نفسها وحيدة مع أطفالها، تواجه تحديات لم تكن تتوقعها.

أزمة الحياة

مرت "سماح" بتجربة قاسية بعد أن فقدت زوجها في حادث مروع أثناء عمله في أحد مشاريع البناء. سقط زوجها من سقالة عالية، وتم نقله إلى المستشفى ليظل في العناية المركزة تسعة أيام، ليعود بعدها إلى ربه. بعد وفاة زوجها، تراكمت عليها ديون ضخمة من تكاليف العلاج، ولم يكن هذا هو الكابوس الوحيد.

طرد من المنزل

في وقت لاحق، جاء قدر آخر ليزيد من معاناتها، حيث قام والد زوجها، الذي كان يسكنون في منزله، بطردها من المنزل بعد وفاته. عاشت "سماح" مع أطفالها في ظروف صعبة، بلا مأوى، مضطرة للبحث عن مكان جديد. هذا الوضع جعلها تشعر بالوحدة والعجز.

اختفاء سامح

لكن أسوأ ما حدث كان اختفاء ابنها الوحيد "سامح"، الذي كان في مرحلة التعليم الإعدادي. كان سامح قد شهد جريمة سرقة معدات من ورشة رخام في المنطقة، وبسبب شجاعته، أبلغ عن اللصوص. لكن للأسف، بعد أسبوع من هذا البلاغ، اختفى سامح بشكل غامض، مما شكل صدمة كبيرة لسماح.

رحلة البحث

منذ اختفاء سامح، بدأت "سماح" رحلة البحث المرهقة عنه. زارت كل الأماكن التي قد تكون نقطة بداية لمعرفة مكانه. ترددت على مراكز الشرطة وتحدثت مع جيرانه وزملائه في المدرسة، لكن محاولاتها لم تكلل بالنجاح. ولم تنتهي معاناتها عند هذا الحد، بل تلقت مكالمات من مجهولين يطلبون منها نسيان ابنها.

التحديات اليومية

على الرغم من فقدان الأمل في العثور على ابنها، استمرت "سماح" في حياتها اليومية، حيث كانت تضطر للعمل لتوفير احتياجات أطفالها. كما تحملت مسؤولية تربية "سهيلة" و"سارة" في ظل الظروف الصعبة. كانت تواجه ضغوطًا نفسية ومالية هائلة، لكنها كانت مصممة على الاستمرار من أجل أطفالها.

إصرار الأمل

ورغم كل الأزمات التي مرّت بها، لم تفقد "سماح" الأمل في المستقبل. كانت تعيش على أمل أن يعيد الله إليها ابنها المفقود، وتظل تجد القوة لتربية أطفالها على القيم والمبادئ التي غرستها فيهم منذ ولادتهم. بالنسبة لها، كان كل يوم هو فرصة جديدة لمواجهة التحديات والتمسك بالأمل.

لم تدري الام ماذا تفعل؟، وقد زاد حملها بعد فقد والدها المسن لبصره، من كثرة البكاء علي حفيده سامح، لتجد نفسها وحيدة في تلك الازمات الطاحنة. و منذ شهر يوليو الماضي وهي تجوب الأرض بحثا عن سامح، ولكن دون جدوى.

وترددت عشرات المرات علي مركز شرطة البدرشين،  تتوسل وتطلب المساعدة، و لكن كل المحاولات بائت بالفشل. ثلاثة أشهر كاملة تتجرع فيها تلك الأم العذاب، تبكي على  حالها، وشوقا لابنها الوحيد. حتي باتت تتمنى حتي أن تعثر علي جثته، وتحتضنها الحضن الأخير و تودعه إلى قبره. 

تم نسخ الرابط