نائب الرئيس الفلسطيني
«براجماتي وحليف».. إسرائيل تشيد بتعيين حسين الشيخ نائبا للرئيس الفلسطيني

تم الإعلان عن تعيين حسين الشيخ بمنصب نائب الرئيس الفلسطيني من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وهي الهيئة العليا ذات الصلاحيات المحدودة داخل المنظمة، في قرار تاريخي.
ويُعتبر هذا التعيين سابقة أولى، إذ لم يسبق أن تولى أحد منصب نائب رئيس المنظمة إلى جانب رئيسها الحالي، محمود عباس.
حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني
يعد الشيخ، الذي يشغل حاليًا منصب الأمين العام للجنة التنفيذية، من أقرب مساعدي عباس. وقد شغل سابقًا منصب وزير الشؤون المدنية في السلطة الفلسطينية. ويُعرف الشيخ، بعلاقاته الوطيدة مع إسرائيل والولايات المتحدة، ويرى مراقبون أن تعيينه نائبًا قد يعزز فرصه في معركة الخلافة على رئاسة السلطة الفلسطينية بعد غياب عباس.
يُذكر أن منظمة التحرير الفلسطينية الهيئة الممثلة دوليًا للفلسطينيين، وقد أنشأت السلطة الفلسطينية بموجب اتفاقيات أوسلو في التسعينيات، كمقدمة لإقامة دولة فلسطينية مستقلة إلى جانب إسرائيل.
ومع مرور الوقت، أصبحت منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية متداخلتين بشكل متزايد، إذ يترأسهما محمود عباس، وتسيطر عليهما حركة فتح.

وصرح حسين الشيخ بأن السلطة الفلسطينية تعمل على تنفيذ إصلاحات وتشكيل حكومة جديدة استجابةً لمطالب الولايات المتحدة ودول عربية، لكنه أشار إلى أن الدعم المقدم لها لا يزال غير كافٍ.
ويُنظر إلى قرار تعيين الشيخ، المُقرب من عباس، كنائب له باعتباره خطوة ضرورية لطمأنة المجتمع الدولي بشأن مستقبل القيادة الفلسطينية. فعباس، البالغ من العمر 89 عامًا، ظل يرفض لفترة طويلة إدخال إصلاحات داخلية، بما في ذلك تعيين خليفة له، منذ توليه رئاسة المنظمة والسلطة بعد وفاة ياسر عرفات عام 2004.
إسرائيل تشيد بتعيين حسين الشيخ
وصفت صحيفة يديعوت آحرونوت الإسرائيلية الشيخ - مواليد عام 1960- بأنه من الشخصيات المخضرمة في حركة فتح، وبأنه «براجماتي ذو علاقات وثيقة جدًا بإسرائيل».
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التغيير جاء في ظل مساعي الولايات المتحدة ودول الخليج إلى إصلاح السلطة الفلسطينية، التي تمارس حُكمًا ذاتيًا محدودًا في الضفة الغربية، على أمل أن تلعب دورًا محوريًا في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
شغل الشيخ مناصب متعددة، منها مستشار الرئيس الفلسطيني والأمين العام للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. وفي فبراير الماضي، شارك في توقيع رسالة موجهة إلى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، عبر فيها مع وزراء عرب آخرين عن رفضهم لمقترحات تهجير الفلسطينيين من غزة التي طرحتها إدارة الرئيس ترامب.

كما حضر في مايو اجتماعًا مع وزير الخارجية الأمريكي -آنذاك- أنتوني بلينكن، وشهد الاجتماع مشادة كلامية غير معتادة بينه وبين وزير خارجية الإمارات. وأكد الشيخ خلال الاجتماع أن السلطة الفلسطينية تُجري إصلاحات حثيثة لكنها لا تحصل على الدعم السياسي والاقتصادي الكافي.
وبعد شهرين، أدان الشيخ عملية اغتيال إسماعيل هنية، واصفًا إياها بأنها «عمل جبان» وشدد على أهمية تحقيق الوحدة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال.
وقد سبق للشيخ أن اعتُقل من قِبل إسرائيل بين عامي 1978 و1989 بسبب نشاطاته المناهضة للاحتلال، ثم أصبح لاحقًا مسؤول الاتصال الرئيسي مع الحكومة الإسرائيلية ومبعوث عباس إلى القوى الدولية.