جدل العقوبات والتعويضات.. واشنطن تكثف جهودها لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية

شهدت الأيام الماضية تحركات دبلوماسية مكثفة بين مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وأوكرانيين في باريس ولندن، سعياً لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ فبراير 2022.

وكشفت وثائق سرّبتها مصادر مطلعة لرويترز عن تفاصيل مقترحات ومضاداتها، التي أظهرت تبايناً واسعاً في المواقف بشأن قضايا رئيسية مثل الأراضي المحتلة والعقوبات الأمنية وترتيبات ضمان الأمن في أوكرانيا.

خلافات عميقة حول قضايا الأراضي

بحسب الوثائق، اقترح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف أن تعترف الولايات المتحدة رسمياً بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم وأجزاء أخرى من جنوب وشرق أوكرانيا، إلا أن المسؤولين الأوروبيين والأوكرانيين رفضوا هذا الطرح، مؤكدين أن أي نقاش حول الوضع الإقليمي يجب أن يُؤجل إلى ما بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، دون تقديم أي اعتراف بشرعية الاحتلال الروسي.

ترتيبات الأمن وموقف أوكرانيا من الناتو

اقترحت واشنطن توفير ضمانات أمنية قوية لأوكرانيا دون انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، في حين شددت أوكرانيا وأوروبا على أهمية الحصول على ضمانات ملزمة شبيهة بالبند الخامس للناتو، مع الإبقاء على حرية تشكيل تحالفاتها العسكرية، ما أثار قلق موسكو.

الجدل حول العقوبات والتعويضات

بخصوص العقوبات، دعت واشنطن إلى رفع العقوبات المفروضة منذ 2014 مقابل الاتفاق، بينما طالبت كييف والدول الأوروبية بإبقاء العقوبات قائمة حتى تحقيق سلام مستدام، مع وضع آلية لإعادة فرضها في حال خرق روسيا للاتفاق. كما نصّت المقترحات الأوروبية على مطالبة موسكو بتعويضات مالية عن الأضرار الناجمة عن الحرب، عبر الأصول الروسية المجمدة في الخارج.

تحركات دبلوماسية في موسكو

في تطور لافت، وصل المبعوث الأمريكي ويتكوف إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مما يشير إلى تصاعد الضغط الأمريكي للتوصل إلى اتفاق سريع. وتأتي هذه التحركات وسط تصريحات من نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، الذي لوّح بانسحاب واشنطن من جهود الوساطة إذا لم يتم إحراز تقدم ملموس.

مخاوف أوروبية من الضغوط الأمريكية

عبّر دبلوماسيون أوروبيون عن قلقهم من أن تسعى واشنطن إلى دفع الأطراف نحو اتفاق متسرع، خشية فقدان الزخم الدبلوماسي، مما قد يضع كييف في موقف تفاوضي صعب. ورغم الأجواء المشحونة، وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي محادثات لندن بأنها "بناءة"، مع إقراره بصعوبتها.