مصر تسرع للطاقة المتجددة وتوسع الربط الكهربائي لتعزيز أمن الطاقة الإقليمي

تواصل مصر تنفيذ خططها الطموحة لتعزيز أمن الطاقة وتحقيق الاستدامة، من خلال التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة وتطوير البنية التحتية للربط الكهربائي مع الدول المجاورة.
4500 ميجاواط من طاقة الرياح لدعم الشبكة القومية
وفي هذا السياق، صرح الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة، لـ"نيوز رووم"، بأن وزارة الكهرباء، بالتعاون مع القطاع الخاص، تستهدف إضافة نحو 4500 ميجاواط من طاقة الرياح إلى الشبكة القومية خلال العام المالي الحالي، في إطار جهود تلبية الطلب المتزايد على الكهرباء وتقليل نسب انقطاع التيار.
70% من مشروع الربط الكهربائي مع السعودية اكتمل
وأشار القليوبي إلى أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يشهد تقدمًا كبيرًا، حيث تم تنفيذ نحو 70% من الأعمال حتى الآن، مع توقعات ببدء التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى بقدرة 1500 ميجاواط في منتصف عام 2025، على أن تصل القدرة الإجمالية إلى 3000 ميجاواط عند اكتمال المشروع.
خطط لتحديث محطات الكهرباء استعدادًا لفترات الذروة
وفيما يتعلق بتحديث محطات الكهرباء، أوضح القليوبي أن الحكومة تسعى لتحديث المحطات العاملة بالمازوت، ضمن خطط استعداد لمواجهة أي زيادات مفاجئة في معدلات الاستهلاك، خصوصًا في فترات الذروة.
تراجع إنتاج حقل ظهر يزيد الضغوط على شبكة الغاز
أما بالنسبة لإمدادات الغاز الطبيعي، فقد أشار القليوبي إلى الانخفاض الحاد في إنتاج حقل ظهر، الذي تراجع من 3.8 إلى نحو 2 مليار قدم مكعب يوميًا، مما يمثل حوالي 25% من إجمالي الإنتاج المحلي.
وأوضح أن مصر تنتج حاليًا نحو 5 مليارات قدم مكعب يوميًا، في حين تبلغ الاحتياجات المحلية نحو 6 مليارات، مما يفرض ضغوطًا إضافية على شبكة الإمداد ويؤكد أهمية مضاعفة جهود الاستكشاف والإنتاج.
استراتيجية طموحة لزيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء
واختتم القليوبي تصريحه لـ"نيوز رووم"، بالتأكيد على أن الحكومة تضع ضمن أولوياتها تنويع مصادر الطاقة وزيادة الاعتماد على الطاقة المتجددة، عبر خطة تستهدف إضافة نحو 4500 ميجاواط من مشروعات الطاقة المتجددة خلال الفترة المقبلة، إلى جانب تكثيف عمليات البحث والاستكشاف في البحر الأحمر، بما يسهم في تحقيق أهداف الاستدامة وتعزيز الأمن الطاقي لمصر.
مشروعات ضخمة للطاقة المتجددة مع تحالفات دولية
وفي سياق متصل، وقّعت مصر خلال عامي 2023 و2024 عدة اتفاقيات لإنشاء مشروعات طاقة رياح ضخمة، من بينها اتفاقية مع تحالف يضم شركتي "أكوا باور" السعودية و"حسن علام" المصرية لإنشاء محطة طاقة رياح بقدرة 1.1 غيغاواط في منطقتي خليج السويس وجبل الزيت.
كما تم توقيع اتفاقية مع شركة "سيمنس جاميسا" الإسبانية لإنشاء محطة رياح بقدرة 500 ميجاواط في منطقة خليج السويس.
مصر تستهدف 42% طاقة متجددة في مزيج الكهرباء بحلول 2030
تأتي هذه الجهود في إطار استراتيجية مصر لزيادة مساهمة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء إلى 42% بحلول عام 2030، مما يعزز من مكانة مصر كمركز إقليمي للطاقة في المنطقة.