عاجل

هل يجوز التبرؤ من الأقربين جزاء ما فعلوا؟.. أشرف الفيل يجيب

الشيخ أشرف الفيل
الشيخ أشرف الفيل

شدد الشيخ أشرف الفيل، أحد علماء الأزهر الشريف، على أهمية أن يدرك الإنسان مكانته ودوره الحقيقي في الحياة، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى قد خلق لكل فرد وظيفة ومقامًا يجب أن يحترمه ويسعى إلى أدائه على أكمل وجه.

دور الأسرة والفرد

وفي لقاء له عبر برنامج "اسأل مع دعاء"، المذاع على قناة النهار الفضائية، أوضح الشيخ أشرف أن البداية الحقيقية لترسيخ مكانة الفرد تبدأ من الأسرة، لافتًا إلى أن الأب والأم يمثلان الركائز الأساسية في الأسرة، ولكل منهما مكانة طبيعية ينبغي الحفاظ عليها واحترامها.

وأكد أن من الضروري تعريف الأبناء بطبيعة عمل الوالدين، حتى يدركوا الجهد الذي يبذلونه ويستفيدوا من تجاربهم العملية عبر الحوار والنقاش المفتوح داخل المنزل، مبينًا أن هذا التواصل يقوي العلاقة بين الآباء والأبناء، ويزرع قيم الاحترام والتقدير في نفوسهم منذ الصغر.

حسن الظن بالأقربين

انتقل الشيخ الفيل للحديث عن أهمية حسن الظن، خاصة مع الأقربين، معتبرًا إياه من ركائز الدين الإسلامي وأحد أساسيات التعامل مع الآخرين.

وأوضح أن الإنسان مطالب دائمًا بإحسان الظن بأقرب الناس إليه، سواء كانوا من أفراد أسرته أو مجتمعه القريب، مشيرًا إلى أن سوء الظن قد يؤدي إلى القطيعة وزرع الشكوك في العلاقات الاجتماعية، وهو أمر نهى عنه الشرع الحنيف.

التعامل بالحسنى

ضرب الشيخ أشرف مثالًا واقعيًا يتعلق بالدعاة والمصلحين، قائلاً إن وجود أبناء غير ملتزمين دينيًا لداعية أو عالم لا ينبغي أن يكون مدعاة للنفور أو القطيعة، بل يتطلب قدرًا كبيرًا من الصبر والحلم.

وأضاف أن التعامل بالحسنى مع الأبناء، حتى وإن بدت عليهم علامات الانحراف أو الابتعاد عن الطريق القويم، هو السبيل الأصح لعودتهم إلى الطريق الصحيح، مؤكدًا أن العنف والقسوة غالبًا ما تكون لهما نتائج سلبية تؤدي إلى مزيد من التمرد والانفصال النفسي.

<strong>برنامج اسأل مع دعاء</strong>
برنامج اسأل مع دعاء

الصبر مفتاح الفرج 

واختتم أحد علماء الأزهر حديثه بالتأكيد على أن الصبر هو السلاح الأقوى في تربية الأبناء وإصلاحهم، قائلاً: "طريق الهداية قد يكون طويلًا وشاقًا، لكنه بحاجة إلى المثابرة والتعامل برفق"، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نُزع من شيء إلا شانه".

ودعا الشيخ الأسر إلى تبني أسلوب الحوار الهادئ والتربية بالقدوة الحسنة، بعيدًا عن العنف أو التوبيخ المستمر، باعتبار أن القدوة العملية في السلوك والكلام هي السبيل الأنجح لترسيخ القيم الدينية والأخلاقية في نفوس الأجيال الجديدة.

تم نسخ الرابط