صلاة دائمة أمام أيقونة «خلاص شعب روما»
تنفيذ وصية البابا فرنسيس بمثواه الأبدي.. لماذا اختار كنيسة سانتا ماريا لدفنه؟

كان البابا فرنسيس قد أوصى في وصيته الخاصة أن تُدفن رفاته في بازيليك سانتا ماريا ماجوري، الكنيسة التي لطالما أحبها وأودع صلواته فيها طوال فترة بابويته.
كتب فرنسيس في وصيته: "طوال حياتي، كنت أضع ثقتي في العذراء مريم. ولهذا السبب، أطلب أن تستقر رفاتي الفانية – بانتظار يوم القيامة – في البازيليك البابوية لسانتا ماريا ماجوري."
صلاة دائمة أمام أيقونة "خلاص شعب روما"
على مدار سنوات حبريته، اعتاد فرنسيس الصلاة أمام أيقونة العذراء الشهيرة "Salus Populi Romani" (خلاص شعب روما)، رمز الحماية للأمة ولرحلاته الرسولية حول العالم، تماشيًا مع التقاليد اليسوعية العريقة.
كان يبدأ رحلاته ويختمها بالركوع أمام هذه الأيقونة، موكلاً جميع تحركاته إلى رعاية مريم العذراء.

زيارة خاصة بعد المرض
حتى في لحظاته الصحية الصعبة، لم يتخلَّ البابا عن هذا التقليد.
فبعد خروجه من مستشفى جيميلي في روما عقب معاناته الطويلة مع الالتهاب الرئوي المزدوج، حرص فرنسيس – رغم وضعه الصحي – على إرسال أحد مساعديه لوضع الزهور أمام الأيقونة نيابة عنه، تأكيدًا على استمرارية هذا الرابط الروحي العميق.
مراسم الدفن الخاصة وبساطة الرسالة
مع دخول نعشه إلى بازيليك سانتا ماريا ماجوري، اختتمت المراسم العامة لوداع البابا فرنسيس.
وبدأت بعد ذلك مراسم الدفن الخاصة، تنفيذًا لوصيته التي طلب فيها أن يكون قبره بسيطًا في الأرض، دون زخرفة، ولا نقش سوى كلمة واحدة: "Franciscus."
نهاية تتماهى مع مسيرة الحياة
هكذا اختار فرنسيس أن ينهي حياته بنفس البساطة والتواضع التي ميزت سنوات خدمته: قريبًا من الله، متواضعًا بين الناس، ومثبتًا أن العظمة الحقيقية تكمن في التواضع والمحبة.
وصية تجسد روح فرنسيس
اختار البابا فرنسيس أن تكون وصيته انعكاسًا حقيقيًا لحياته: لا مظاهر فخمة، ولا نقوش مذهبة، بل قبر بسيط يحمل فقط اسمه "فرانسيس".
بهذا القرار، أكد البابا أن رسالته لم تكن مرتبطة بالألقاب أو الرموز، بل بحب الإنسان وخدمة الفقراء والمهمشين.
لحظة صامتة في بازيليك سانتا ماريا ماجوري
بين جدران كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري، التي طالما احتضنت صلواته، دخل نعش فرنسيس في صمت مهيب.
لم تكن هناك كلمات كثيرة، ولا طقوس معقدة، فقط صلوات هامسة ودموع صامتة تملأ أرجاء الكنيسة، وكأن الجميع فهموا أن الصمت أبلغ تكريم لرجل أعاد للكنيسة صوت المحبة الخالص.
رحلة حياة تنتهي حيث بدأت صلاته
منذ الأيام الأولى لحبريته، جعل البابا فرنسيس من زيارته لأيقونة "خلاص شعب روما" عادة لا تنقطع.
واليوم، يعود محمولاً إلى نفس المكان الذي أودع فيه آماله وهمومه طوال سنوات، ليجد راحته الأبدية أمام السيدة العذراء التي رافقته في كل محطات رحلته.