عاجل

لحظة نادرة في التاريخ.. وداع لم يشهده العالم منذ قرون

وداع لم يشهده العالم منذ قرون.. روما في حالة شلل تام احترامًا للبابا فرنسيس

موكب نعش البابا فرنسيس
موكب نعش البابا فرنسيس

مع مرور موكب نعش البابا فرنسيس عبر شوارع روما، بدا وكأن الزمن قد توقف، حيث أُغلقت معظم الطرق المؤدية إلى وسط المدينة، وتوقفت حركة السير، بينما خيم الصمت المهيب على أرجاء العاصمة الإيطالية، في مشهد لم يشهده الجيل الحالي من قبل.

لحظة استثنائية في تاريخ الكنيسة

مع دقات الأجراس البطيئة، شعر الجميع أنهم شهود على حدث تاريخي لا يتكرر إلا كل عدة قرون.

ورغم أن سبعة باباوات آخرين دُفنوا في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري، إلا أن مشهد وداع البابا فرنسيس، بهذه الرمزية وهذه الحشود العالمية، لم يسبق أن شهده العالم الحديث.

تحوّل المشاعر من الفضول إلى الإجلال

على مدار الأسبوع السابق للجنازة، كان العديد ممن تواجدوا في روما يتابعون الاستعدادات بدافع الفضول التاريخي.

لكن في يوم الجنازة، تغير المزاج العام بالكامل؛ إذ امتلأت الشوارع بمشاعر الاحترام، والتقدير، والحب العميق لشخصية البابا فرنسيس، ولرسالته الإنسانية الشاملة.

صلاة وصمت.. وحب عابر للحدود

في كل زاوية من ساحة القديس بطرس، وفي كل شارع من شوارع روما القديمة، كان الناس يقفون في صمت خاشع، أو يهمسون بصلواتهم، أو يتبادلون نظرات الامتنان لهذه اللحظة الروحية.

A general view of the white popemobile with Vatican flags fluttering on the front. It is carrying the Pope's coffin and is flanked by police officers on bikes

كان وداع فرنسيس ليس فقط تكريمًا لرجل دين، بل احتفالًا عالميًا بالرحمة، والعدالة، والمحبة التي غرسها في قلوب الملايين.

أجواء تخترق الزمن

كان الصمت الذي خيم على روما لا يشبه الصمت المعتاد، بل كان صمتًا مفعمًا بالرهبة والتأمل، كأن المدينة بأكملها توقفت لالتقاط أنفاسها أمام لحظة خالدة في تاريخها الطويل.

الجدران العتيقة، والأزقة المرصوفة بالحجارة، والكنائس القديمة، جميعها بدت كأنها تشارك في هذا الحزن النبيل.

The coffin of late Pope Francis is transported from St Peter's Basilica

دقات الأجراس تكتب النهاية

مع كل دقة بطيئة من أجراس كاتدرائية القديس بطرس، شعر الحضور أن التاريخ يُدوّن صفحة جديدة.

كانت تلك الدقات لا تنعي رحيل البابا فرنسيس فقط، بل تحتفل بحياته التي وهبها لقيم السلام، والرحمة، والدفاع عن الإنسان أينما كان.

حضور يفيض بالحب والإجلال

لم تكن الحشود التي ملأت ساحة القديس بطرس وشوارع روما مجرد جمهور يتابع حدثًا تاريخيًا، بل كانت قلوبًا خاشعة مليئة بالحب والامتنان.

كان المزيج الفريد من الجنسيات واللغات، والدموع التي اختلطت بالابتسامات، يصنع لوحة إنسانية نادرة، لا تجمعها إلا شخصية استثنائية مثل البابا فرنسيس.

وداع يتجاوز الجغرافيا والزمان

بينما كان موكب نعش فرنسيس يشق طريقه ببطء نحو سانتا ماريا ماجوري، كان الوداع يتجاوز حدود روما ليصل إلى كل من آمن برسالة الرجل الذي جسد ببساطته عمق الإيمان الحقيقي.

كانت مشاعر الإجلال التي عمت العاصمة الإيطالية انعكاسًا لصدى أوسع امتد إلى العالم بأسره.

تم نسخ الرابط