عاجل

ارتباط روحي بكاتدرائية سانتا ماريا ماجوري

الإيمان البسيط.. مشاعر أمل وتواصل حي رغم لحظة الوداع في جنازة البابا فرنسيس

جنازة البابا فرنسيس
جنازة البابا فرنسيس

على الرغم من أن مراسم وداع البابا فرنسيس كانت مهيبة ومليئة بالخشوع، إلا أن الشعور العام بين الحاضرين لم يكن حزنًا عميقًا بقدر ما كان مزيجًا من الأمل والرجاء.

شهدت الساحة لحظات من التصفيق العفوي، وكأنها انعكاس لرغبة البابا نفسه بأن يكون موته امتدادًا لحياة مليئة بالفرح الروحي، وليس ختامًا للفراق.

رسالة البابا.. الموت ليس النهاية

حتى في وداعه، حافظ البابا فرنسيس على رسالته الكبرى: أن الموت ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة في حياة الإيمان والرجاء.

وكانت التصفيقات، والوجوه المبتسمة رغم الدموع، بمثابة شهادة حيّة على أن إرث فرنسيس سيبقى نابضًا في قلوب من آمنوا برسالته.

وحدة كونية للكنيسة

في ذلك اليوم، تجسدت الكونية الحقيقية للكنيسة الكاثوليكية، حيث اجتمع شعوب من ثقافات وقارات مختلفة في ساحة القديس بطرس بروح واحدة، متحدين بالإيمان والمحبة.

كان مشهدًا مؤثرًا يدل على أن الرسالة التي حملها فرنسيس - رسالة الوحدة والانفتاح - تجاوزت كل الحدود الجغرافية والعرقية.

ارتباط روحي بكاتدرائية سانتا ماريا ماجوري

اختيار البابا فرنسيس لكنيسة سانتا ماريا ماجوري كمثواه الأخير لم يكن قرارًا عابرًا، بل كان تعبيرًا عميقًا عن ارتباط روحي دام لعقود.

لطالما اعتاد فرنسيس الصلاة أمام الأيقونة القديمة للعذراء مريم في هذه الكاتدرائية، قبل وبعد كل رحلة رسولية، ليطلب الحماية والتوفيق.
واليوم، يعود إليها ليرقد في سلام، قريبًا من المكان الذي كان يضع فيه آماله وصلواته.

لحظات تعبير صادقة عن الامتنان

كان كل تصفيق، وكل نظرة مرفوعة نحو السماء، وكل دمعة مختلطة بالابتسامة، شهادة حية على حجم الامتنان الذي يكنّه الناس للبابا فرنسيس.

لم يكن الحاضرون يودعون مجرد زعيم ديني، بل كانوا يودعون صديقًا وقف دائمًا إلى جانب المهمشين، ومدّ الجسور بدل بناء الجدران.

حضور الإيمان البسيط والإنساني

كان الإيمان الذي شعر به المشاركون في الجنازة بسيطًا وعميقًا في آنٍ واحد، لا يعتمد على طقوس فخمة، بل يستند إلى المحبة الخالصة والمرافقة الإنسانية التي كان فرنسيس يدعو إليها دائمًا.

تجسد ذلك حين اصطف الناس من جميع الأعمار والجنسيات، بملابس عادية ووجوه مشرقة، ليقدموا تحية أخيرة لرجل أحبهم وأحبوه.

سانتا ماريا ماجوري.. نهاية رمزية لمسيرة الحياة

مع اقتراب موكب النعش من كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري، كان الكثيرون يدركون أن هذه الرحلة لم تكن مجرد عبور جغرافي عبر روما، بل كانت عبورًا رمزيًا من حياة مليئة بالعمل من أجل العدالة، إلى الراحة الأبدية.

اختار البابا أن ينهي رحلته في مكان بدأ فيه الكثير من صلواته وتوسلاته، مؤكداً أن مسيرته كانت وستبقى متجذرة في بساطة الإيمان وأصالته.

صدى عالمي للمحبة والسلام

لم يكن المشهد في روما محليًا فقط، بل كانت هناك قلوب كثيرة حول العالم تتابع اللحظة، تبكي، تصلي، وتستذكر كيف أن بابا الفقراء والأمل أعاد إلى الكنيسة بُعدها الإنساني العميق.

كان وداع البابا فرنسيس مناسبة تذكّر الجميع أن القيم التي دعا إليها – الرحمة، التواضع، الوحدة – باقية، وستواصل إلهام الأجيال القادمة.

تم نسخ الرابط