عاجل

بساطة الرحيل.. وداع البابا الذي أحب الفقراء ودعا إلى العدالة الاجتماعية

تابوت البابا فرانسيس
تابوت البابا فرانسيس

 

في وداعه الأخير، تجسدت روح البابا فرنسيس المتواضعة في صندوقه الخشبي البسيط، فهذا الصندوق، الذي حمل جثمانه خلال مراسم الجنازة، لم يكن مجرد وعاء للدفن، بل كان رسالة صامتة عن حياة مكرسة للبساطة والزهد.

صندوق البابا فرنسيس

وصُنع الصندوق من خشب بسيط وغير مزخرف، مما يعكس تفضيل البابا فرنسيس للعيش المتواضع، وكان التصميم خاليًا من أي زخارف أو تزيينات فاخرة، مع التركيز على الوظيفة الأساسية.

ويرمز الصندوق إلى تواضع البابا فرنسيس، الذي دعا باستمرار إلى البساطة في الحياة والقيادة، ويذكرنا الصندوق بأن الموت يساوي بين جميع البشر، بغض النظر عن مكانتهم أو ثروتهم.

ومن خلال بساطته، يدعو الصندوق إلى التركيز على الجوهر الروحي للحياة بدلاً من المظاهر الدنيوية.

وجاء اختيار الكنيسة الكاثوليكية للخشب البسيط يمكن ان يفسر على انه تشجيع على الحفاظ على البيئة، وتم تبطين الصندوق بالزنك، وهو أمر معتاد في الدفن البابوي، ولكن الصندوق الخارجي ظل متواضعا.

الرمز


ويعتبر صندوق البابا فرنسيس تذكيرًا قويًا بأهمية العيش ببساطة وخدمة الآخرين، وذلك في عالم غالبًا ما يتم فيه تقدير الثروة والمكانة، كان صندوقه بمثابة تذكير بضرورة التركيز على القيم الروحية والإنسانية.


ويعتبر صندوق البابا فرنسيس أكثر من مجرد قطعة أثاث؛ لقد كان رمزًا قويًا لحياته ورسالته. من خلال بساطته، ترك لنا تذكيرًا دائمًا بأهمية التواضع والعيش ببساطة.

مع ختام قداس جنازة البابا فرنسيس المهيب في ساحة القديس بطرس، انتقل المشهد إلى المرحلة الثانية من مراسم وداع البابا فرنسيس، حيث بدأ موكب نقل نعشه إلى مثواه الأخير في كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري في قلب العاصمة روما.

مسار موكب الوداع

بحسب المخطط الرسمي للمسار، سيغادر الموكب مدينة الفاتيكان متجهًا عبر نهر التيبر، ليمر خلال شوارع وسط روما التاريخية.

وسيتوجه الموكب إلى ساحة فينيسيا (Piazza Venezia)، مرورًا بالقرب من الكولوسيوم، أحد أشهر معالم روما، قبل أن يتجه شمالًا وصولًا إلى كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري.

هذا المسار الرمزي يربط بين أبرز معالم العاصمة الإيطالية، ليكون وداع البابا رحلة عبور عبر قلب التاريخ، الثقافة، والإيمان.

مراسم دفن مغلقة على العامة

أعلنت الفاتيكان أن مراسم دفن البابا فرنسيس داخل كاتدرائية سانتا ماريا ماجوري ستتم بشكل خاص، ولن تكون مفتوحة للجمهور أو وسائل الإعلام.

وتتماشى هذه الرغبة مع وصية البابا فرنسيس الذي طلب أن تكون جنازته ودفنه بسيطين، بعيدًا عن مظاهر الفخامة، انسجامًا مع مسيرته التي كرّسها لخدمة الفقراء والمهمشين.

وداع على وقع الأجراس والترانيم

بينما يتحرك الموكب ببطء عبر شوارع روما، تتعالى أجراس الكنائس، وتُسمع التراتيل الدينية في الخلفية، في مشهد يجسد رحلة وداع استثنائية لرجل تجاوز بإرثه حدود الكنيسة ليترك بصمة في قلب الإنسانية جمعاء.

موكب جنائزي يعبر معالم روما التاريخية

بينما يشق نعش البابا فرنسيس طريقه عبر شوارع العاصمة الإيطالية، تحوّل الموكب إلى مشهد عابر للزمن، حيث مر عبر معالم روما الأثرية مثل الكولوسيوم وساحة فينيسيا.

وقف المارة على جانبي الطريق في صمت، رافعين الصلوات أو ملوحين بيدهم تحية وداعية لهذا الرجل الذي شكل رمزًا عالميًا للسلام والدعوة إلى العدالة الاجتماعية.

صمت مهيب وأجواء خاشعة

رغم الحشود الغفيرة التي اصطفت لمتابعة مرور النعش، ظل الصمت سيد الموقف.

أجواء خاشعة خيمت على المدينة التي بدت وكأنها توقفت احترامًا لهذه اللحظة التاريخية، التي لا تتعلق فقط بوداع شخصية دينية، بل بإغلاق صفحة مؤثرة من مسيرة الإنسانية في خدمة الفقراء والمستضعفين.

تم نسخ الرابط