توزيع القربان والاستعداد لوداع النعش في جنازة البابا فرنسيس بساحة القديس بطرس

قاد الكاردينال جيوفاني باتيستا ري قداس جنازة البابا فرنسيس، وقام بتقديس الخبز والنبيذ، وسط ترديد الجوقة الدينية "الصلاة الربانية" بلحن مهيب عبر مكبرات الصوت.
وعقب القداس، أدت جموع الكرادلة والزعماء العالميين والمصلين طقس "علامة السلام"، حيث صافح الحاضرون من حولهم متبادلين تحية "السلام معك"، في مشهد رمزي جسد وحدة الإنسانية.
وشهدت هذه اللحظة مصافحة لافتة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون.
توزيع القربان المقدس وسط الحشود
تزامنًا مع ترتيل نشيد المناولة اللاتيني المأخوذ من المزمور 129: "من الأعماق صرخت إليك يا رب، يا رب استمع صوتي"، بدأ توزيع القربان المقدس.
قام الكهنة بتقديم الخبز والنبيذ المقدس إلى الكرادلة أولاً، ثم إلى الحشود التي تكدست خلف الحواجز الأمنية.
لوحظ أن العديد من المصلين ركعوا في أماكنهم أثناء تلقي المناولة، رغم الزحام الشديد، في مشهد عميق من الخشوع والإيمان.
طقس تسليم الروح
بعد الانتهاء من توزيع القربان، دخلت المراسم مرحلة التأمل والصلاة الختامية، حيث قال الكاردينال ري باللغة اللاتينية: "دعونا نُسلم إلى رحمة الله الحنونة روح البابا فرنسيس، أسقف الكنيسة الكاثوليكية، الذي ثبّت إخوته وأخواته في إيمان القيامة."
كما تم استدعاء أسماء عشرات القديسين الكاثوليك في ترتيل جماعي، ليطلبوا شفاعتهم للبابا الراحل.
مشاركة الطقوس البيزنطية
في لمسة رمزية على وحدة الكنائس الكاثوليكية، تلا ممثلو الكنائس الشرقية الكاثوليكية صلاة جنائزية من الطقس البيزنطي باللغة اليونانية، بحضور ممثلين عن الكنائس الـ23 التي ترتبط بالشراكة الكاملة مع الفاتيكان رغم استقلاليتها.
الأجواء الموسيقية.. مزيج من البساطة والروحانية
تميزت الموسيقى المصاحبة للجنازة باستخدام الترتيل الغريغوري أو "Plainchant"، وهو أسلوب بسيط من الغناء الليتورجي يرجع إلى القرون الأولى للمسيحية.
أدى أعضاء كورال كنيسة السيستين الشهيرة – المؤلف من 20 رجلاً و30 صبيًا – الأناشيد، مع تداخل بعض المقاطع الأكثر تعقيدًا بالتعدد اللحني (Polyphony)، مما أضفى طابعًا روحانيًا خالصًا بعيدًا عن الفخامة الزائدة المعتادة في جنازات أخرى مثل جنازة الملكة إليزابيث الثانية.
لقاءات قادة العالم خلف الكواليس
نشرت الرئاسة الأوكرانية صورًا جمعت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب داخل كاتدرائية القديس بطرس، حيث عقدا لقاءً خاصًا وصفه البيت الأبيض بأنه كان "مثمرًا".
كما ظهرت صور أخرى تجمع بين ترامب وزيلينسكي ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في مشهد نادر جمع قادة دوليين كبارًا على هامش مراسم الجنازة.
مشهد مؤثر من الحشود العالمية
على أطراف ساحة القديس بطرس، ساد الهدوء والصمت بين الحشود الدولية الكبيرة التي تابعت القداس عبر الشاشات العملاقة، ولم يكسر الصمت سوى اللحظات التي انطلقت فيها التراتيل الجماعية أو لحظة التصفيق حينما ظهر نعش البابا محمولاً.
ورُصدت أعلام من الأرجنتين ولبنان وفنزويلا والبوسنة والهرسك مرفوعة وسط الجموع، في دلالة على الامتداد العالمي لرسالة البابا فرنسيس.
ورغم حرارة الجو، تمكن الأطفال وكبار السن من الوصول إلى الساحة، فيما تطوع البعض لتوزيع المياه بين الجماهير المتكدسة، في مشهد يعكس روح التضامن التي أرادها البابا دائمًا.
الاستعدادات لوداع النعش
مع اقتراب ختام القداس، بدأ الكرادلة يغادرون أماكنهم عائدين إلى داخل كاتدرائية القديس بطرس، بينما تقدم حاملو النعش لرفعه استعدادًا لنقله في موكب مهيب إلى مثواه الأخير في كنيسة سانتا ماريا ماجوري، تنفيذًا لوصيته بالدفن ببساطة وتواضع.