عاجل

التخصيب والبرنامج الصاروخي.. نقاط الخلاف بالجولة الثالثة لبحث البرنامج النووي

واشنطن وطهران
واشنطن وطهران

بدأ مفاوضون كبار من الولايات المتحدة وإيران، اليوم السبت، جولة ثالثة من المحادثات غير المباشرة في العاصمة العمانية مسقط، لمناقشة البرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد الإعلان عن تحقيق تقدم في الاجتماعات الأخيرة التي استضافتها العاصمة الإيطالية روما.

وتأتي هذه الجولة بوساطة سلطنة عمان، التي لعبت دوراً محورياً في تسهيل التواصل بين الجانبين اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية منذ عام 1980.

مفاوضات تقنية تسبق اللقاءات السياسية

وأوضح التلفزيون الرسمي الإيراني أن المحادثات ستنطلق بداية بجلسات تقنية على مستوى الخبراء، تهدف إلى وضع إطار عمل لاتفاق نووي محتمل، تليها لقاءات غير مباشرة بين المفاوضين الرئيسيين، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ومبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عبر وسطاء عمانيين.

وتعد هذه الاجتماعات أعلى مستوى من التواصل بين واشنطن وطهران منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي عام 2018.

ترمب: واثقون من إمكانية التوصل لاتفاق

وفي تصريحات أدلى بها لمجلة "تايم"، الجمعة، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ثقته في إمكانية إبرام اتفاق جديد مع إيران، محذراً في الوقت ذاته من أن بلاده تحتفظ بخيار العمل العسكري إذا فشلت الجهود الدبلوماسية.

وأكد ترمب أن هدف بلاده هو منع إيران من امتلاك سلاح نووي، معتبراً أن استمرار الحوار يمثل فرصة لتفادي التصعيد العسكري.

التوترات النووية بين واشنطن وطهران

كان الرئيس ترمب قد أعلن في 2018 انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، وأعاد فرض عقوبات اقتصادية واسعة على طهران ضمن سياسة "أقصى الضغوط". كما أمر في يناير 2020 بشن غارة جوية أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.

رداً على ذلك، بدأت إيران منذ عام 2019 بتسريع برنامجها النووي، متجاوزة القيود المفروضة بموجب الاتفاق، بما في ذلك رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى مستويات قاربت 60%، وهو ما يقترب من درجة النقاء اللازمة لصنع أسلحة نووية، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية.

التخصيب والبرنامج الصاروخي

تشير التصريحات الرسمية إلى أن طهران مستعدة للتفاوض على بعض القيود المتعلقة بأنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الأمريكية، لكنها ترفض بشكل قاطع التخلي عن برنامج تخصيب اليورانيوم أو تسليم مخزونها من المواد النووية المخصبة، معتبرة ذلك "خطوطاً حمراء لا يمكن تجاوزها".

وفي موازاة ذلك، تطالب دول أوروبية مشاركة في المشاورات بأن يتضمن أي اتفاق مستقبلي قيوداً على تطوير إيران للصواريخ الباليستية القادرة على حمل رؤوس نووية، وهي مسألة تصر طهران على اعتبارها خارج نطاق التفاوض.

وأكد دبلوماسيون غربيون أن البرنامج الصاروخي يمثل إحدى أكبر العقبات أمام التوصل إلى تسوية شاملة، وسط استمرار تباعد المواقف رغم الالتزام المعلن من الجانبين بمواصلة المسار الدبلوماسي.

تم نسخ الرابط