عاجل

صراع الشقيانين مع الموت.. عمال أحجار الكولة يذوقون الأمرين من أجل لقمة العيش

أحد العالملين بقنا
أحد العالملين بقنا

ينتشرون مع كل فجر جديد، يبحثون علي لقمة العيش وسط ركام جدران المغارات في وسط الصحراء الوعرة، يملؤون الحياة بالضجيج وهم ينادون على بعضهم البعض حتي يكونوا جماعات، يصلون إلى المغارات الجبلية، بيدهم العصا والشوم الذي يعد أحد الأدوات المساعدة لهم في العمل، هم عمال أحجار “الكولة” المستخدمة في صناعة جراير المياه "البلاص" و"الزير" تحديدا .

“نيوز رووم”، يرصد لكم في تلك السطور، معاناة عمال أحجار الكولة في وسط مغارات الموت التي تدفنهم وهم أحياء في قري مراكز محافظة قنا.

لقمة العيش المرة وسط مغارات الموت

يقول محمود صابر علي ، أحد العاملين باحجار “الكولة”، إننا نخرج إلى المغارات الجبلية للبحث عن “الكولة” وهي المادة التي يستخدمها صناع الفخار في صناعة الجراير الخاصة بالمياه والزير ، وهذه المادة هي التي تحفظ درجة حرارة المياه في الجرة .

ويشير إلى أن مراحل العمل تكون من خلال استخدام عصا نضرب بها من أعلي العمود حتي يسقط دون الضرب في المنتصف حتي لايكون سبب في هدم المغارة بالكامل علي رأس العامل، هذا يحدث في بعض الأحيان بسبب حداثة بعض العاملين مثل الاطفال الصغار الذين لم تتجاوز أعمارهم الــ15 عاما أو أقل يخرج مع والده أو خاله أو عمه كي يتعلم ولكنه يتعلم بعفوية قائلا: "بيتعلم بخشم من غير فهم".

دفنوا أحياء تحت المغارات

ويتابع: “في الأعوام العشر السابقة كنا نسمع كثيرا عن عمال سقطوا احياء تحت مغارات الجبال وكان أخر حادث منذ 3 سنوات تقريبا اب ونجله راحوا ضحية تحت ركام تلك المغارات ولم يكتشف أحد غيابهم إلا بعد مضي عدة ايام وظل البحث مستمر عليهم حتي تم حفر المغارة ووجدوا تحت بطريقة صعبة جدا وكأنهم أحياء محنطين وعودنا بهم الي أسرتهم وكان حزن السنين الاب والابن هما العائل لتلك الاسرة الذين فقدوا تحت ركام هذه المغارة”.

في أحصائية غير رسمية وجدنا أن ما يقرب من 500 شخص راحوا ضحايا تلك الحوادث وللاسف ليس لديهم أي غطاء أجتماعي أو صحي يكون سند لهؤلا العاملين .

هذا ما أكده ضاحي خلف ممد، أحد العاملين في هذا المجال، قائلا: إننا عندما نصاب بأي إصابة لا نجد من يعالجنا وحتى من يخرج مصاب بعاهه فإنه لا يجد من ينفق عليه هو وأسرته فالعاملين في مجال أحجار “الكولة” غير مثبتين في أي جهه حكومية بالاضافة الي أن التأمين الصحي أغلب العاملين غير مقيدين بسبب الجهل والفقر الذين يعيشون فيه .

وطالب ثابت محمد ، أحد العاملين بأحجار “الكولة” أنه لا بد من إيجاد حلول جذرية لفئة العمل بهذا المجال ولا يمكن أن يكون هما يعطوا الحياة للبشر ويكون هذا جزاهم أو نهايتهم الصعبة ، “الماء هو الحياة ” هذا هو الذي أقصده بدون جراير المياه في أغلب بيوت الصعيد لن تكون هناك حياة ، وخاصة بعد ارتفاع اسعار الكهرباء الجميع يلجأ الي الاواني الفخارية للشرب او حتي الطهي .

تم نسخ الرابط