تحذير من كارثة إنسانية وشيكة في القطاع
أكثر من 3 آلاف شاحنة مساعدات جاهزة لدخول غزة والاحتلال يمنعها
حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مؤكدة أن الأوضاع بلغت "مستوى ما بعد الكارثة".
وقال المتحدث باسم الأونروا، في تصريحات اليوم السبت، إن "الحياة تنفد في قطاع غزة"، مشيراً إلى أن الوكالة لم تعد تملك أي مواد إغاثية لتوزيعها على سكان القطاع.
وأوضح المتحدث أن إسرائيل تمنع دخول أكثر من 3 آلاف شاحنة محمّلة بالمساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطبية، والتي تنتظر السماح لها بالعبور إلى غزة.
وأشار إلى أن هذه الشاحنات تشمل شحنات حيوية، بينها تطعيمات مخصصة للأطفال، في سابقة وصفها بأنها الأولى من نوعها في مناطق النزاعات المسلحة.
تحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة
وأكدت الأونروا أن منع إدخال المساعدات يهدد بمفاقمة الأوضاع الصحية والغذائية بشكل خطير، في ظل تدهور البنية التحتية الصحية ونقص الأدوية والمياه الصالحة للشرب، محذرة من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى انتشار الأوبئة والمجاعة بين سكان القطاع المحاصر.
وتناشد الوكالة المجتمع الدولي التحرك العاجل للضغط من أجل إدخال المساعدات الإنسانية دون شروط، لضمان توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة لسكان غزة.
دور الأونروا في غزة
وتُعد وكالة الأونروا أحد أبرز الفاعلين الإنسانيين في قطاع غزة، حيث تقدم خدمات حيوية لنحو 1.7 مليون لاجئ فلسطيني، بما يشمل التعليم والرعاية الصحية والإغاثة الطارئة.
وتدير الوكالة عشرات المدارس والمراكز الصحية ومرافق الإغاثة، وتشكل شبكة الأمان الأساسية لسكان القطاع، لا سيما في ظل الحصار المفروض منذ أكثر من 17 عاماً.
ومع تصاعد العمليات العسكرية وتفاقم الأزمة الإنسانية، أصبحت الأونروا الجهة الأممية الرئيسية في تأمين المساعدات الغذائية والطبية للسكان.
موقف المجتمع الدولي من منع المساعدات
وأثار استمرار منع دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة موجة من الانتقادات الدولية، حيث طالبت منظمات أممية ودول كبرى، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، بضرورة فتح المعابر والسماح الفوري بوصول الإغاثة إلى السكان المدنيين.
وأكدت عدة تقارير دولية أن حرمان المدنيين من المساعدات الأساسية قد يرقى إلى مستوى انتهاك للقانون الدولي الإنساني. وتزايدت الدعوات لإجراء تحقيقات مستقلة بشأن تداعيات الحصار على الوضع الإنساني في القطاع، وسط تحذيرات من وقوع كارثة إنسانية وشيكة.
