عاجل

من الجنازات في مصر لجنازة روما: لعنة السيلفي تصيب بابا الفاتيكان أيضًا

البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

في مشهد كان من المفترض أن يسوده الصمت والخشوع فقط ، اضطر مسؤولو الفاتيكان إلى مطالبة الزوار بعدم التقاط صور "سيلفي" أثناء مرورهم أمام نعش البابا الراحل فرنسيس في كاتدرائية القديس بطرس. 

 ووفقًا لما نقلته شبكة سي إن إن، فقد طلب المسؤولون من الزوار وضع هواتفهم جانبًا احترامًا للبابا، بعدما انتشرت مقاطع مصورة تُظهر مئات الأشخاص يرفعون هواتفهم لتوثيق لحظة المرور أمام التابوت.

السيلفي يغزو وداع البابا فرنسيس

المشهد الذي ظهر في جنازة البابا لا يختلف كثيرًا عن المشاهد التي أصبحت مألوفة في بعض الجنازات المصرية، حيث تُرفع الهواتف فوق الرؤوس لتوثيق المراسم، حتى في لحظات الحزن.

وفي كلتا الحالتين، يبدو أن الهواتف الذكية قد تغلبت على مشاعر التأمل والرهبة، وجعلت من الجنازات مناسبات لالتقاط الصور السيلفي ، في ظاهرة تُثير أسئلة كثيرة حول احترام الموت ومكانة الراحلين.

130ألف زائر وشكاوى من عدم الانضباط

بحسب بيان صادر عن الفاتيكان، نقلته شبكة سي إن إن، فقد حضر ما يقرب من 130 ألف شخص لتقديم واجب العزاء للبابا فرنسيس، واصطف كثيرون لساعات طويلة لرؤيته وهو مسجّى في نعش مفتوح..

بينما انحنى البعض في صمت للصلاة، شوهد آخرون يرفعون هواتفهم عالية في محاولات لالتقاط صور، وهو ما دفع بالانتقادات للانتشار عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل.

وقد ذكّرت السلطات الكنسية بأن تصوير البابا بعد وفاته لا يجوز إلا بإذن خاص من الكاميرلينغو، السلطة المؤقتة في الفاتيكان، استنادًا إلى تعليمات رسمية تعود إلى عام .1996

مقاطع "تيك توك" تثير الغضب

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على "تيك توك" – بحسب شبكة سي إن إن – العديد من الزوار وهم يتوقفون أمام التابوت لالتقاط صور سيلفي، مما أثار موجة من الغضب، واعتبر الكثيرون هذا السلوك "غير محترم" لحرمة الموقف.

وبحلول يوم الخميس، شدد الفاتيكان على الزوار بضرورة الامتناع تمامًا عن التصوير أثناء المرور بالنعش.

وداع رسمي ومسار تاريخي للجنازة

يُسمح للمعزين بتوديع البابا شخصيًا ،قبل أن تُقام مراسم الجنازة الرسمية اليوم السبت،وستتحرك الجنازة من ساحة القديس بطرس إلى كنيسة سانتا ماريا ماجوري عبر قلب العاصمة الإيطالية روما، مرورًا بالمنتدى الروماني والكولوسيوم، في موكب مهيب يحضره قادة سياسيون ودينيون وشخصيات بارزة.

أين اختفت هيبة الموت ؟

تطرح جنازة البابا الراحل أسئلة عميقة حول علاقتنا المعاصرة بالموت، فبدلًا من الخشوع والصمت، أصبحت الكاميرا الهاتفية حاضرة في كل مشهد، كأننا في سباق لتوثيق كل لحظة مهما كانت قدسيتها.

مشهد جنازة البابا فرنسيس، بما حمله من تصرفات غير مألوفة، يعكس ظاهرة عالمية لم تعد حكرًا على منطقة أو ثقافة بعينها، من القاهرة إلى روما، لعنة السيلفي تطغى على المهابة، وتعيد تشكيل طقوس الوداع.

تم نسخ الرابط