دراسة: الولايات المتحدة مهددة بعودة الحصبة بسبب تراجع التطعيمات
حذر باحثون أمريكيون من أن الحصبة قد تعود لتصبح مرضًا متوطنًا في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة، إذا استمرت معدلات تطعيم الأطفال في الانخفاض، مما قد يؤدي إلى إصابة نحو 51 مليون شخص بالمرض خلال ربع قرن، وفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة "جاما" الطبية.
القضاء على الحصبة في أمريكا
كانت الولايات المتحدة قد أعلنت القضاء على الحصبة داخل حدودها عام 2000، بفضل حملات التطعيم المكثفة بلقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (MMR)، مما اعتُبر إنجازًا صحيًا بارزًا. ومع ذلك، ومع تراجع معدلات التطعيم مؤخرًا، عادت الحصبة للظهور، حيث سجلت البلاد أكثر من 900 حالة إصابة هذا العام وحده، وفقًا لبيانات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC).
تراجع خطير في معدلات التطعيم
أظهرت الدراسة أن معدلات التطعيم ضد الحصبة تتراوح حاليًا بين 87.7% و95.6% حسب الولاية، وهي أقل من النسبة الآمنة الموصى بها عالميًا والبالغة 95% لضمان المناعة المجتمعية. وتفاقمت هذه الأزمة بعد جائحة كوفيد-19، إذ تراجعت معدلات تطعيم الأطفال في مرحلة رياض الأطفال إلى 92.7% خلال العام الدراسي 2023-2024.
سيناريوهات مستقبلية مقلقة
بناءً على النموذج الرياضي الذي اعتمدته الدراسة، إذا استمر التراجع في معدلات التطعيم بنسبة 10% إضافية، قد تسجل الولايات المتحدة 11.1 مليون إصابة بالحصبة خلال 25 عامًا. أما إذا انخفضت معدلات التطعيم إلى النصف، فستشهد البلاد 51.2 مليون إصابة بالحصبة، إضافة إلى ملايين الإصابات بأمراض أخرى مثل الحصبة الألمانية وشلل الأطفال والدفتيريا، ما قد يؤدي إلى 10.3 مليون حالة دخول للمستشفيات و159 ألف وفاة.
أهمية استمرار حملات التطعيم
شدد الباحثون على أن الحفاظ على معدلات تطعيم مرتفعة أمر بالغ الأهمية لمنع تفشي الأمراض المعدية. وأكد الدكتور مجيب باسيط، الخبير في نمذجة انتشار الأمراض، أن هذه الدراسة تبرز بوضوح الآثار الكارثية المحتملة لتراجع التطعيمات على الصحة العامة.
ودعا الباحثون المواطنين إلى اتخاذ موقف فعّال عبر الالتزام بتطعيم الأطفال، حفاظًا على صحة المجتمع بأسره.
دروس من تجارب سابقة
تشير دراسات سابقة إلى أن الأمراض المعدية مثل الحصبة سرعان ما تعود للانتشار في المجتمعات التي تتراجع فيها مستويات المناعة الجماعية. وعلى سبيل المثال، شهدت ولايات أمريكية مثل نيويورك وكاليفورنيا تفشيًا محدودًا للحصبة خلال العقد الماضي بعد تراجع معدلات التطعيم، مما استدعى تدخلاً طارئًا من السلطات الصحية لاحتواء الفيروس ومنع تحوله إلى وباء واسع النطاق.
