عاجل

السودان على مفترق طرق..صراع الحكومات الموازية وأفق السلام المفقود

رئيس مجلس السيادة
رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان

في ظل أجواء مشحونة بالتوترات السياسية ودوامة المعارك العسكرية وتقسيم البلد المقسمة، قبل ذلك، تبرز صورة جديدة للصراع بين الأطراف المتنازعة في السودان، حيث أعلن رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، عن نيته في تشكيل حكومة جديدة.

وأشار البرهان إلى أن هذه الحكومة قد تحمل اسم "حكومة حرب" أو "حكومة لتصريف الأعمال"، وذلك بهدف استكمال مسار الفترة الانتقالية ودعم الجيش في صراعه ضد مليشيات الدعم السريع.

التوجهات المستقبلية 

 

أشار رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، في خطاب ألقاه خلال اختتام مشاورات القوى السياسية الوطنية والمجتمعية، إلى التعديلات التي أدخلت على الوثيقة الدستورية التي تم توقيعها عام 2019، موضحا أن الوثيقة أصبحت أكثر توافقًا مع الظروف الحالية مقارنة بتوقيعها مع الأطراف السابقة.

وأعلن البرهان، أن الحكومة الجديدة ستتكون من شخصيات ذات كفاءات مستقلة، مع إعطاء رئيس الوزراء الحق في تشكيل هيئات استشارية وأجسام داعمة لها، كما أكد على أن الجيش لن يتدخل في مهام الحكومة المستقبلية بعد اعتماد الوثيقة الدستورية.

التحضيرات السياسية للمستقبل

ويسعى البرهان لتحضير الأرضية السياسية للمرحلة القادمة، خاصة مع توقعات بإعادة سيطرة الجيش على الخرطوم قريبا، كما أنه يعمل على بناء تحالفات سياسية واستعدادات للتفاوض بهدف إنهاء الحرب. 

وأوضح البرهان أن المرحلة المقبلة تتطلب حكومة تنفيذية قادرة على مواجهة التحديات الكبرى المتعلقة بإعادة تأهيل البنية التحتية المتضررة وتحسين الوضع الاقتصادي والخدمي.

الوضع السياسي الراهن

 

وتمثل تصريحات البرهان، محاولة لإيجاد أفق سياسي جديد،لكنها قد تؤدي إلى تعقيد الوضع الراهن، خصوصا مع تزايد مكالب السودانيين بوقف القتال ومعالجة آثاره.

وأعرب رئيس مجلس السيادة السوداني عن خوفه من تدخل حزب المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية لأهداف سياسية، متهما إياهم بإشعال الحرب في محاولة للعودة إلى الساحة السياسية.

الحكومة الموازية في مناطق الدعم السريع

وأفادت التقارير أن مليشيات الدعم السريع تستعد للإعلان عن حكومة في المناطق التي تسيطر عليها، تضم شخصيات سياسية ومدنية، حيث بدأ "تحالف تنسقية" مشاورات لتشكيل الحكومة المنتظرة، وسط إشارات لانقسام بعض التحالفات التي كانت تدعم موقفا موحدا ضد الحرب، ومن المتوقع أن تشمل الحكومة الموازية هياكل حكومية على مستوى الولايات، تتضمن هيئات تنفيذية وتشريعية تحدد بناء على حجم السكان في كل ولاية.

التحديات السياسية وتأثير تشكيل الحكومتين

ويعد إعلان البرهان عن تشكيل حكومة جديدة خطوة استباقية لتحركات مليشيات الدعم السريع، التي تجهز بالفعل للإعلان عن حكومة في المناطق الخاضعة لسيطرتها، ولن يؤثر تشكيل حكومتين في السودان بشكل كبير على سير العمليات العسكرية، لكن من المرجح أن يزيد من تعقيد الوضع السياسي في البلاد، مما قد يؤثر على مستقبل السودان السياسي.

الآثار الإنسانية وتداعيات الصراع

 

منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023، تسببت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في سقوط أكثر من 20 ألف قتيل وتشريد نحو 14 مليون شخص، وتواصل الجهود الدولية والمحلية للضغط على الأطراف المتنازعة من أجل وقف القتال، وإنهاء النزاع الذي يهدد بتحويل السودان إلى كارثة إنسانية بسبب نقص الغذاء وتدهور الأوضاع الأمنية.

يعكس الوضع الحالي في السودان تعقيدا سياسيا وعسكريا عميقا، حيث تسعى الأطراف المختلفة لتشكيل حكومات موازية في مناطق سيطرتها، ما يزيد من حالة الانقسام ويعقد فرص التوصل إلى حل شامل، ومع استمرار تداعيات الحرب وأثرها الكبير على المدنيين، تزداد الحاجة الملحة إلى تدخل دولي حازم لإيجاد حل سلمي يضمن استقرار البلاد ويضع حدا للمعاناه الإنسانية.

تم نسخ الرابط