عاجل

كيفية التعامل.. أسباب غير مرضية تؤدي إلى سرعة ضربات القلب

أسباب غير مرضية لسرعة
أسباب غير مرضية لسرعة ضربات القلب

قد يشعر العديد من الأشخاص بسرعة في ضربات القلب أو بما يُسمى "الخفقان"، وهي حالة تحدث عندما يشعر الشخص بأن قلبه ينبض بسرعة أو بقوة أو بشكل غير منتظم. يمكن أن يكون الخفقان مزعجًا للغاية، وقد يتم الشعور به في الصدر أو الحلق أو حتى الرقبة، وقد يسبب القلق لدى بعض الأفراد.

 ورغم أن خفقان القلب يمكن أن يرتبط ببعض الحالات المرضية، إلا أن هناك عدة أسباب غير مرضية قد تؤدي إلى حدوثه، وهي تتعلق بحالات فسيولوجية طبيعية ولا تشير بالضرورة إلى وجود مرض. 

في هذا المقال، سنستعرض أهم الأسباب غير المرضية التي قد تؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع هذه الحالة.

ما هو خفقان القلب؟

خفقان القلب هو شعور غير مريح يحدث عندما ينبض القلب بسرعة، بشكل قوي أو بشكل غير منتظم. قد يصاب الشخص به في أي وقت من اليوم وقد يشعر به في عدة أماكن مثل الصدر أو الحلق أو الرقبة. يختلف الخفقان في شدته، فقد يكون شعورًا عابرًا لا يدوم طويلاً، أو قد يكون مستمرًا ومزعجًا لدرجة تجعل الشخص يشعر بالقلق والخوف.

أسباب خفقان القلب غير المرضية (الفسيولوجية):

هناك العديد من الأسباب غير المرضية التي يمكن أن تؤدي إلى خفقان القلب، وهذه الأسباب غالبًا ما تكون طبيعية ولا تشير إلى مشاكل صحية خطيرة. وفيما يلي أبرز هذه الأسباب:

التوتر والقلق

التوتر النفسي والقلق من أبرز العوامل التي قد تساهم في زيادة معدل ضربات القلب. عندما يشعر الشخص بالتوتر أو القلق، يُفرز الجسم هرمونات مثل الأدرينالين والنورأدرينالين التي تؤثر على الجهاز العصبي، مما يؤدي إلى زيادة في سرعة نبضات القلب. هذا الشعور قد يظهر في مواقف مختلفة مثل التحدث أمام الجمهور أو مواجهة تحديات كبيرة في الحياة الشخصية أو العملية.

 الجهد البدني الزائد

عندما يقوم الشخص بممارسة تمارين رياضية مكثفة أو يقوم بنشاط بدني شديد، يحتاج الجسم إلى المزيد من الأوكسجين في العضلات وأعضاء الجسم الأخرى. لذا، يستجيب القلب لهذه الحاجة عن طريق زيادة معدل ضرباته لضخ كمية أكبر من الدم الغني بالأوكسجين إلى مختلف أنحاء الجسم. يُعتبر الخفقان أثناء ممارسة الرياضة أمرًا طبيعيًا ولا يحتاج إلى القلق ما دام لا يصاحبه أعراض أخرى مثل الألم أو الدوخة.

تناول الكافيين والنيكوتين أو الكحول

من المعروف أن الكافيين الموجود في المشروبات مثل القهوة والشاي، وكذلك النيكوتين الموجود في السجائر، يمكن أن يؤدي إلى زيادة في معدل ضربات القلب. كما أن الكحول أيضًا يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في نظم القلب، مما يسبب الخفقان. الأشخاص الذين يفرطون في تناول هذه المواد قد يعانون من زيادة في سرعة ضربات القلب بشكل مؤقت.

 الحمى

عندما يصاب الجسم بالحمى بسبب عدوى أو التهاب، يرتفع معدل ضربات القلب كاستجابة طبيعية لارتفاع درجة حرارة الجسم. هذا يحدث بسبب محاولة الجسم محاربة العدوى وزيادة تدفق الدم إلى المناطق المتأثرة بالحرارة. وبالتالي، قد يشعر الشخص بخفقان مؤقت في قلبه أثناء إصابته بالحمى.

التغيرات الهرمونية

التغيرات الهرمونية التي تحدث في بعض مراحل الحياة مثل الحمل أو الدورة الشهرية يمكن أن تساهم في زيادة معدل ضربات القلب. أثناء الحمل، على سبيل المثال، يحدث تغيّر في مستوى الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون، مما يؤدي إلى زيادة حجم الدم وضغط الدم، مما يمكن أن يسبب تسارعًا في ضربات القلب. أما خلال الدورة الشهرية، فإن التقلبات الهرمونية قد تؤثر أيضًا على توازن الجسم وتؤدي إلى زيادة سرعة ضربات القلب.

أسباب مرضية محتملة لخفقان القلب

بالإضافة إلى الأسباب غير المرضية التي تم ذكرها، قد يكون خفقان القلب ناتجًا عن حالات طبية مرضية، وهي تشمل:

اضطرابات نظم القلب

تُعد اضطرابات نظم القلب من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى تسارع ضربات القلب. على سبيل المثال، قد يعاني الشخص من الرجفان الأذيني أو تسرع القلب فوق البطيني، وهي حالات تتسبب في نبضات قلب غير طبيعية قد تكون سريعة جدًا.

أمراض الغدة الدرقية

فرط نشاط الغدة الدرقية هو حالة تحدث عندما تفرز الغدة الدرقية كمية كبيرة من الهرمونات التي تنظم عملية الأيض في الجسم. هذه الزيادة في الهرمونات قد تؤدي إلى تسارع ضربات القلب بشكل غير طبيعي.

فقر الدم

عندما يكون مستوى الهيموجلوبين في الدم منخفضًا، يحدث فقر الدم، مما يعني أن الأوكسجين الذي يحملّه الدم لا يصل إلى الأنسجة والأعضاء بكفاءة. لتعويض ذلك، يضطر القلب للعمل بجهد أكبر لضخ الدم بسرعة أكبر، مما يؤدي إلى زيادة معدل ضربات القلب.

 انخفاض ضغط الدم

عندما يكون ضغط الدم منخفضًا بشكل غير طبيعي، يحتاج القلب إلى تسريع ضرباته لتعويض قلة الدم المتدفق عبر الجسم. هذه الحالة قد تؤدي إلى الخفقان، وقد يصاحبها أيضًا أعراض أخرى مثل الدوخة والإغماء.

اختلالات في الكهارل

الاختلالات في مستويات الكهارل مثل البوتاسيوم أو المغنيسيوم في الدم قد تؤدي إلى حدوث اضطرابات في ضربات القلب. هذه الاضطرابات قد تجعل ضربات القلب سريعة أو غير منتظمة.

كيفية التعامل مع خفقان القلب؟

 التقييم الذاتي:

إذا شعرت بخفقان في قلبك، من المهم تقييم الحالة بشكل دقيق. هل جاء الخفقان فجأة أو تدريجيًا؟ هل يستمر لفترة قصيرة أو طويلة؟ هل يصاحبه أي أعراض أخرى مثل الدوخة، ألم الصدر، ضيق التنفس، أو الإغماء؟ إذا كان الخفقان مصحوبًا بأي من هذه الأعراض، يجب التوجه إلى الطبيب فورًا لتقييم الحالة.

عندما تذهب إلى الطبيب، قد يطلب منك إجراء بعض الفحوصات لتحديد السبب وراء الخفقان. تشمل الفحوصات الشائعة:

  • تخطيط القلب (ECG): لفحص نظم ضربات القلب.
  • تحاليل دم: لفحص مستويات الهرمونات، الكهارل، وفقر الدم.
  • جهاز هولتر: لمراقبة ضربات القلب على مدار 24-48 ساعة.
  • إيكو للقلب: لفحص القلب بشكل أكثر تفصيلًا.
     

العلاج

علاج الخفقان يعتمد على السبب. إذا كان الخفقان ناتجًا عن القلق أو التوتر، فقد يُوصي الطبيب بتقنيات الاسترخاء أو العلاج السلوكي المعرفي. إذا كان السبب ناتجًا عن اضطرابات في الغدة الدرقية أو نظم القلب، فيجب علاج الحالة الأساسية من خلال الأدوية أو التدخلات الطبية.

خفقان القلب هو ظاهرة شائعة لا تستدعي دائمًا القلق، إلا إذا كان مصحوبًا بأعراض خطيرة أو استمر لفترة طويلة. إذا كنت تعاني من خفقان قلب متكرر أو مصحوب بأعراض أخرى مثل الألم أو ضيق التنفس، فمن المهم استشارة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة وتحديد السبب الدقيق والعلاج المناسب.

تم نسخ الرابط