«الأصفاد والأقفاص».. مشاهد خروج المستوطنين من سيناء فى 25 أبريل 1982

في مثل هذا اليوم، تحتفل مصر بعيد تحرير سيناء، وخروج أخر جندي ومستوطن إسرائيلي من أرض شبه جزيرة سيناء المصرية، ولكن ما لا يعرفه الكثيرون بأن خروجهم كان معركة شرسة مع قوات الشرطة الإسرائيلية المعنية بالإخلاء.

ففي بعض الحالات، اضطرت القوات الإسرائيلية إلى السلاسل لربطهم وجرهم إلى خارج المستوطنات. 

مشاهد خروج المستوطنين من سيناء

في فيلم وثائقي بعنوان «سيناء» للمنتج التليفزيونى أوشر أسولين، تم عرضه على جزأين فى عام 2022 على القناة 11 التابعة لهيئة البث الإسرائيلية «كان»، كشف عن مشاهد العنف التي وقعت أثناء عمليات إخلاء المستوطنين اليهود من سيناء. 

كان مستوطني "ياميت" هم الأكثر عنفًا من بين مستوطنات سيناء، التى تراوحت أعدادها من 12- 18 مستوطنة بناها الاحتلال خلال 15 عامًا من احتلال شبه الجزيرة، فى أعقاب حرب الأيام الستة.

وفي تقرير أرشيفي لصحيفة "هآرتس"، أوضح كيف تحصن المستوطنين بأسطح المنازل قبل أن يجرهم الجنود الإسرائيليون إلى الحافلات، وتستخدم عناصر الشرطة الإسرائيلية السلاسل لربطهم وجرهم إلى خارج المستوطنات.

وفى بعض الحالات اضطُرت القوات المعنية بعمليات الإخلاء إلى وضع المستوطنين الرافضين الخروج فى أقفاص.

«أوقفوا الانسحاب من سيناء»

على مدار ثلاث سنوات في أعقاب توقيع معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية عام 1979، واجهت السلطات الإسرائيلية محاولات عنيفة من المستوطنين، لمنع تفكيك الدفيئات الزراعية وغيرها من المعدات فى المستوطنات الزراعية فى شمال سيناء.

قادت تلك المحاولات حركة «أوقفوا الانسحاب من سيناء» الذين نقلوا واضعى اليد إلى المستوطنات، وبدأوا بزراعة المحاصيل فى حملة لإجبار إسرائيل على رفض إخلاء وتفكيك المستوطنات.

كما حاول المستوطنون فى منتجع «ياميت»، أول مستوطنة حضرية أُنشئت فى شبه الجزيرة المصرية خلال حرب عام 1967، منع الحكومة الإسرائيلية من تفكيك ونقل نصب تذكارى ضخم لجنود الكتيبة المدرعة الإسرائيلية المكونة من 187 جنديًا والتى اخترقت الخطوط المصرية عام 1967، إلى صحراء النقب، وغيرها من محاولات مقاومة الانسحاب الإسرائيلى من مستوطنات سيناء.

وبحسب تقرير أرشيفي لصحيفة "التلجراف" قضت مجموعة مسلحة من النساء الإسرائيليات ساعات النهار على سطح أحد هذه المبانى على مدار أسبوعين لمنع هدم النصب التذكاري.

المستوطنات اليهودية في سيناء

هناك بعض المصادر تشير إلى أن عدد مستوطنات سيناء وصل إلى 18 مستوطنة، وكان أبرزها منتجع "ياميت – Yamit"، أكبر وأشهر المستوطنات الإسرائيلية في سيناء.

أقيمت قرب العريش، على مقربة من الحدود مع غزة. وكانت مدينة نموذجية مخطط لها أن تتحول إلى مركز حضري يضم عشرات الآلاف من السكان.

وتم تفكيكها بالكامل قبل الانسحاب، وهُدمت منازلها لتفادي استخدامها لاحقًا. ووصل عدد مستوطني سيناء إلى ما يقرب من 4500 مستوطن إسرائيلي.