مصرفيون: توسع البنوك المصرية فى أفريقيا يدعم تمويل عمليات الاستيراد والتصدير

تسعى البنوك المصرية جاهدة من خلال خطة استراتيجية طموح نحو التوسع في قارة أفريقيا من خلال تدشين فروع ومكاتب تمثيل، بهدف زيادة حجم التبادل التجاري ، وتعزيز العلاقات المصرية الإفريقية، بجانب تنمية وحماية الاستثمارات في بين دول القارة السمراء.
وقال خبراء مصرفيون إن ضخ التمويلات والتسهيلات المختلفة للمستثمرين تأتي على رأس أولويات الجهاز المصرفي، مؤكدين أن تمويل عمليات الاستيراد والتصدير يهدف إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية الضخمة داخل دول القارة الافريقية في مختلف المجالات أبرزها قطاعات الصناعة والزراعة، والطاقة .
وأضافوا في تصريحات صحفية لـ«نيوز رووم» أن افتتاح فروع بنوك مصرية داخل عدد من الدول الأفريقية خلال السنوات الماضية ساهم بشكل جيد في تصنيف الجدارة الائتمانية للعملاء.
وأشاروا إلى أن بنوك «الأهلي المصري، والتجاري لدولي، ومصر، والقاهرة»، تمثل التواجد المصري داخل القارة السمراء أبرزها دول «أثيوبيا، والسودان، وكينيا، وأوغندا، جنوب أفريقيا، وكوت ديفوار».
مراسم استقبال رسمية عكست عمق العلاقات الثنائية بين البلدين:
وفي الأسبوع الماضي، أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيارة رسمية إلى جيبوتي، حيث استقبله الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله في قصر الرئاسة بالعاصمة، في مراسم استقبال رسمية عكست عمق العلاقات الثنائية بين البلدين.
وصرح السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن اللقاء بين الرئيسين تضمن جلسة مباحثات ثنائية، أعقبتها جلسة موسعة بحضور وفدي البلدين، وتم خلالها تناول سبل تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات ذات الأولوية، كما شهد الرئيسان التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، التي تستهدف دعم التعاون في مجالات التعليم العالي، الشباب والرياضة، الإعلام، الصحة والطاقة.
كما أعلن الرئيس السيسي عن تأسيس "مجلس الأعمال المصري الجيبوتي المشترك"، وتدشين مقر بنك "مصر – جيبوتي" خلال الأيام المقبلة، في إطار تعزيز الشراكة الاقتصادية وتشجيع الاستثمارات المتبادلة.
وخلال الآونة الأخيرة أنتهى بنك مصر من إجراءات إطلاق بنك تابع له فى العاصمة جيبوتى والمقرر افتتاح أول فرع خلال الشهر الجاري، بحسب مصدر مسؤول.
البنك يستهدف إطلاق فرع بالصومال خلال الفترة المقبلة :
أوضح مصدر مسئول أن تدشين بنك مصر جيبوتى يأتى ضمن خطة اعتمدها البنك للتوسع في أفريقيا تنفيذا لتوجيهات الحكومة والبنك المركزي المصري، مضيفًا أن البنك يستهدف إطلاق فرع بالصومال ، مشيرا إلى تحويل مكتب تمثيل البنك فى كينيا إلى فرع خلال 3 سنوات من افتتاحه.
وفي سياق متصل قال مصدر مسئول إن تدشين بنك مصر جيبوتي ، يستهدف تعزيز دعم حجم التجارة بين مصر وجيبوتي وتعزيز المصالح المشتركة.
وأوضح المصدر أن تأسيس مقر بنك مصر جيبوتي سيساهم في زيادة البرامج التمويلية المختلفة للمستثمرين بهدف تمويل عمليات الاستيراد والتصدير للاستفادة من الفرص الاستثمارية الضخمة داخل دول جيبوتي فى مختلف المجالات أبرزها قطاعات الصناعة والزراعة.
وتابع أن تدشين بنك مصر جيبوتي ينعكس بشكل إيجابى على تصنيف الجدارة الائتمانية لرجال الأعمال، مشيرا إلى أن إلى أن القارة الأفريقية بشكل عام لديها قدرات وإمكانيات متنوعة لم تستغل، وهى دائما محط أنظار العالم إذ أنها تعد مصدرا مهما للثروات.
« الأهلي المصري والقاهرة» تقرر زيادة حصتها في رأسمال (أفريكسيم بنك)
وكان قرر البنك الأهلى المصرى زيادة حصته فى رأس مال البنك الأفريقى للتصدير والاستيراد (أفريكسيم بنك) بمبلغ 326.6 مليون دولار، وتم سداد %40 بقيمة 130.6 مليون دولار المطلوبة حاليا من الزيادة المقررة، كما أعلن بنك القاهرة، زيادة استثماره فى البنك الأفريقي للتصدير والإستيراد «أفريكسم بنك» بقيمة 82 مليون دولار ، ليصل إجمالى استثماراته إلى نحو 115 مليون دولار
ومن جهة أخرى قال ماجد فهمي الخبير المصرفي، إن بعض البنوك المحلية قامت بتدشين عدد الفروع ومكاتب التمثيل داخل العديد من الدول الإفريقية، موضحًا أن استراتيجية القطاع المصرفي تتمثل في تدعيم حركة التجارة البينية بين مصر ودول القارة السمراء وذلك في إطار تنفيذ توجيهات الدولة والبنك المركزي المصري.
البنوك تستهدف زيادة الفرص الاستثمارية الضخمة
وأوضح أن البنوك المصرية تسعى للاستفادة من الفرص الاستثمارية الضخمة، داخل القارة السمراء، مشيًرا إلى أن المصارف قامت بفتح المزيد من الاعتمادات المستندية ومستندات التحصيل للمستثمرين خلال السنوات الماضية بهدف لتمويل عمليات التصدير والاستثمار.
وأشاد بأن قارة أفريقيا لديها قدرات وإمكانيات متنوعة لم تستغل، مشيًرا إلى أن دول عالم تنظر للقارة السمراء على أنها مصدر الثراء، مضيفًا أن مصر هي البوابة الإفريقية لدول العالم نظرًا لموقعها الجغرافي.
مصر تستحوذت على 18.6% من تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر في القارة :
تصدرت مصر قائمة أبرز الوجهات الاستثمارية في إفريقيا، حيث استحوذت على 18.6% من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى القارة السمراء، ووفقًا لتقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (UNCTAD) لعام 2024،
وقادت مصر دول شمال إفريقيا، حيث حازت على نسبة 75.8% من إجمالي تدفقات الاستثمار الأجنبي إلى المنطقة، وهذا يعكس ثقة المستثمرين الدوليين في الاقتصاد المصري وقدرته على استيعاب الاستثمارات الكبرى والصناعات الثقيلة.
كما بلغ إجمالي الاستثمارات المصرية في القارة الإفريقية أكثر من 14 مليار دولار حتى نهاية عام 2024، وفقًا لتصريحات رسمية صادرة عن وزارة الخارجية المصرية، وركزت هذه الاستثمارات على قطاعات البنية التحتية والطاقة المتجددة والزراعة والتكنولوجيا.
كما أظهر تقرير صادر عن البنك الدولي لعام 2024، أن مصر تُعد واحدة من أبرز خمس وجهات تجارية في إفريقيا، وقد ساهمت صادراتها من المنتجات الصناعية، والكيماويات، والسلع الزراعية في تحقيق نمو ملحوظ في حجم التبادل التجاري مع دول القارة السمراء.
وأكد تقرير البنك الدولي، أن هذه المساهمات التجارية جعل من مصر شريكًا اقتصاديًا محوريًا في التنمية التي تشهدها دول القرة الإفريقية.
بينما كشف تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن صادرات مصر لدول إفريقيا تجاوزت 6.5 مليار دولار خلال عام 2024.
بينما أشارت بيانات البنك الإفريقي للتنمية إلى أن مصر قدمت تمويلات بقيمة 1.2 مليار دولار لمشروعات تنموية في دول إفريقيا خلال عام 2024.