أوبن أيه آي توسّع إمكانيات البحث الذكي.. توفير الـ"Deep Research" مجانًا

في ظل الانتشار الواسع للذكاء الاصطناعي والبحث الذكي ومحاولات الدمج في مختلف المنتجات، تبرز بعض الأدوات المفيدة رغم تكلفتها العالية، ومن أبرزها ميزة "البحث العميق" (Deep Research) في ChatGPT، والتي قررت أوبن أيه آي أخيرًا توفير نسخة مجانية منها للجميع.
أعلنت الشركة عن إطلاق نسخة خفيفة الوزن من الميزة، مدعومة بنموذجها اللغوي الجديد o4-minي، الذي وُصف بأنه "أكثر كفاءة من حيث التكلفة مع الحفاظ على جودة عالية". الأهم من ذلك، أن هذه النسخة متاحة مجانًا دون اشتراك مدفوع.
لماذا تُعد هذه الميزة مهمة؟
تقوم ميزة "البحث العميق"، كما يشير اسمها، بإجراء بحث تفصيلي عبر الويب حول أي موضوع وتقديم النتائج في شكل تقرير مُعد بدقة، يشبه البحث الأكاديمي أكثر من مجرد ردود دردشة عابرة.
يُمكن تضييق نطاق البحث ليشمل مصادر محددة مثل الأوراق العلمية أو البيانات الصحفية للشركات، مع توفير إجابات مُنظمة في صفحات متعددة تشمل الاستشهادات المصدرية والعناوين والجداول والنقاط الرئيسية. باختصار، تُنجز الميزة في دقائق ما قد يستغرق ساعات من البحث والكتابة للإنسان.
ما الجديد في النسخة المجانية؟
أوضحت أوبن أيه آي أن المستخدمين المجانيين سيحصلون على 5 استعلامات شهريًا ضمن ميزة البحث العميق، مقارنة بمحاولة واحدة سابقًا. أما مشتركو الخدمة المدفوعة (ChatGPT Plus) بـ 20 دولارًا شهريًا، فسيحصلون على 25 استعلامًا، بينما تصل الحصة إلى 250 استعلامًا شهريًا للحزمة الاحترافية (Pro) بقيمة 200 دولار).
وعند استنفاد الحد المسموح، ينتقل المستخدمون تلقائيًا إلى النسخة الخفيفة، التي أكدت الشركة أنها "قريبة في الذكاء من النسخة الأصلية"، مع اختلاف رئيسي في طول الردود دون المساس بعمق المحتوى.
هذه الخطوة تُعتبر بشرى سارة للمستخدمين الذين يعجزون عن تحمل تكاليف الاشتراك، لكنهم يبحثون عن أدوات ذكاء اصطناعي قادرة على إنجاز مهام بحثية جادّة، بعيدًا عن الترفيه أو إنشاء الصور الفنية.
بهذه الخطوة، تعزز أوبن أيه آي وصول الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى شريحة أوسع، مع منافسة مباشرة لأدوات مثل جيميني من جوجل وكوبايلوت من مايكروسوفت وبيربلكسيتي.

تأسست شركة OpenAI في عام 2015 كمختبر أبحاث مستقل في مجال الذكاء الاصطناعي، بهدف تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي متقدمة بطريقة آمنة ومسؤولة. بدأت كمؤسسة غير ربحية بتمويل من شخصيات بارزة مثل إيلون ماسك وسام ألتمان وغيرهم، ثم تحولت لاحقًا إلى نموذج تجاري يسمح لها بتوسيع نطاق البحث والتطوير.
تركّز OpenAI على تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي العامة، وأبرز منتجاتها تشمل ChatGPT، الذي يُعد أحد أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي تطورًا في معالجة اللغة الطبيعية، إلى جانب DALL·E لإنشاء الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي، وCodex، الذي يساعد في كتابة التعليمات البرمجية تلقائيًا.
تلتزم الشركة بمبدأ تطوير ذكاء اصطناعي قوي يخدم البشرية، وتسعى لتحقيق توازن بين الإبداع التقني والأمان الأخلاقي، خاصة مع تطور نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل GPT-4. كما تتعاون مع مايكروسوفت في توفير قدرات الذكاء الاصطناعي للمستخدمين عبر منتجات مثل Copilot في برامج الإنتاجية.
تواجه OpenAI تحديات تتعلق بتنظيم الذكاء الاصطناعي وتأثيره على الوظائف والمجتمع، لكنها تواصل الابتكار، مع التركيز على تحسين التفاعل بين البشر والذكاء الاصطناعي لضمان مستقبل آمن ومستدام للتكنولوجيا.