إغلاق أو دمج أكثر من 100 مكتب وإدارة داخل وزارة الخارجية
تخفيض الدور الدبلوماسي الأمريكي في إفريقيا يفتح الباب أمام نفوذ صيني متزايد

أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، خطة إعادة هيكلة جذرية لوزارة الخارجية، تشمل تقليص الميزانية بنسبة 50% وخفض عدد الموظفين بنحو 15%، ووفقًا لمذكرة داخلية اطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس، تشمل الخطة إغلاق أو دمج أكثر من 100 مكتب وإدارة داخل الوزارة.
وأكد روبيو أن الهدف من هذه الإجراءات هو "تفكيك البيروقراطية المتضخمة" وإعادة توجيه الوزارة نحو ما وصفه بـ"المصالح الوطنية الجوهرية"، وبينما ستُلغى العديد من الإدارات المرتبطة بحقوق الإنسان، فإن مكتب الشؤون الأفريقية سيبقى قائمًا، في تراجع عن مسودة أمر تنفيذي سابق اقترحت إلغاؤه.
تهديد للنفوذ الأمريكي في إفريقيا
وبحسب محللين تحدثوا إلى مجلة نيوزويك، فإن أي تراجع في الدور الدبلوماسي الأمريكي في القارة الأفريقية سيُفسح المجال أمام دول منافسة - وفي مقدمتها الصين - لتعزيز نفوذها في المنطقة.
وقال أليكس فاينز، مدير برنامج أفريقيا في معهد "تشاتام هاوس": "إذا انسحبت الولايات المتحدة، فستتجه الدول الأفريقية بسرعة نحو تنويع شراكاتها الدولية، وسينصب تركيزها الدبلوماسي على الصين وروسيا والهند وتركيا ودول الخليج وأوروبا."
الكونجرس يستعد لمعركة حاسمة
تتطلب هذه التعديلات موافقة الكونجرس، حيث يُتوقع أن تثير جدلاً واسعًا، خصوصًا بين الجمهوريين الذين يدعمون خطط روبيو، والديمقراطيين الذين يرون فيها تهديدًا لـ"القوة الناعمة" الأمريكية.
وقال السيناتور الديمقراطي برايان شاتز: "إعادة الهيكلة هذه تثير مخاوف جدية بشأن قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على قيادتها العالمية وتحقيق أهدافها الأمنية والإنسانية."
الصين تملأ الفراغ الأمريكي
الصين، التي تُعد بالفعل الشريك التجاري الأكبر لأفريقيا، تبدو في وضع مثالي للاستفادة من أي فراغ دبلوماسي أمريكي محتمل. فقد استثمرت بكثافة في البنية التحتية من خلال مبادرة "الحزام والطريق"، ولها وجود قوي في مشاريع التعدين والموارد الطبيعية.
وقال كوبوس فان ستادن، الباحث في "المعهد الجنوب أفريقي للعلاقات الدولية": "تراجع الدور الأمريكي الميداني - من خلال تقليص USAID ووسائل الإعلام المدعومة من الدولة - سيفسح المجال أمام قوى أخرى لتوسيع نفوذها في القارة."
وأشار إلى أن الصين تعتمد في تواصلها مع أفريقيا على استراتيجية شاملة تشمل التنمية والدبلوماسية المنتظمة وتأكيدها على دورها كأكبر شريك تجاري للقارة.
خسارة محتملة للصفقات الاستراتيجية
في ظل التوجه الأمريكي الجديد، قد تواجه واشنطن صعوبة متزايدة في إبرام صفقات استراتيجية عالية القيمة في أفريقيا، خاصة في قطاعات الطاقة والمعادن النادرة، والتي تُعد من أولويات إدارة ترامب الجديدة.