بعد هجوم دموي على كييف.. للتنازل عن أراضٍ لروسيا
بعد هجوم دموي.. عمدة كييف: أوكرانيا قد تضطر للتنازل عن أراض لروسيا لتحقيق سلام

في تصريحات لافتة أدلى بها عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC)، ألمح إلى أن أوكرانيا قد تضطر إلى التخلي عن بعض الأراضي مؤقتًا كجزء من تسوية سلمية محتملة مع روسيا، رغم إقراره بعدم عدالة هذا السيناريو.
وقال كليتشكو: "إحدى السيناريوهات المطروحة هي تقديم تنازلات إقليمية. الأمر غير عادل، ولكن من أجل السلام – حتى وإن كان مؤقتًا – فقد يكون ذلك حلًا مؤقتًا."
رفض الاحتلال الروسي
ورغم هذه الإشارة إلى خيار مؤلم، شدد كليتشكو، البالغ من العمر 53 عامًا وبطل العالم السابق في الملاكمة، على أن الشعب الأوكراني "لن يقبل أبدًا بالاحتلال الروسي"، في إشارة واضحة إلى تمسك كييف بالسيادة الوطنية ورفضها لأي شرعنة للاجتياح العسكري.
الهجوم الأخير على كييف
جاءت هذه التصريحات في أعقاب واحدة من أكثر الهجمات دموية التي شهدتها العاصمة الأوكرانية منذ شهور، حيث قُتل 12 شخصًا وأصيب أكثر من 80 آخرين إثر قصف صاروخي وهجوم بطائرات مسيرة شنته القوات الروسية.
كييف القلب النابض
وأوضح كليتشكو، خلال مقابلة مع برنامج "توداي" على إذاعة BBC Radio 4، أنه يتحمل مسؤولية العاصمة، واصفًا كييف بـ"القلب النابض" لأوكرانيا التي تمزقها الحرب منذ بدء الغزو الروسي في 2022، والذي أدى إلى سيطرة موسكو على نحو 20% من الأراضي الأوكرانية.
توتر مع زيلينسكي
وبينما أقر بأن الرئيس فولوديمير زيلينسكي وحده هو من يتولى مفاوضات التسوية، أوضح كليتشكو: "الرئيس لا يناقش هذه الأمور معي... ليس هذا دوري." يُذكر أن العمدة وزيلينسكي خصمان سياسيان، وكليتشكو طالما اتهم الرئيس بمحاولة تقويض سلطاته المحلية.
ضغوط من ترامب
وتأتي هذه التصريحات وسط تزايد الضغط من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كييف للقبول بحلول تفاوضية تشمل تنازلات، وخاصة فيما يتعلق بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014. وكان ترامب قد قال مؤخرًا إن "القرم ضُيّعت منذ سنوات"، معتبرًا أنها "لم تعد حتى موضع نقاش"، وهو ما أثار استياء كييف وحلفائها الأوروبيين.
مخاوف أوروبية
في ضوء هذه التطورات، عبّر مسؤولون أوروبيون عن قلقهم من ما وصفوه بتقارب متزايد بين ترامب وروسيا، وهو ما قد ينعكس على مسار الدعم الغربي لأوكرانيا في حال تغيرت السياسات الأميركية مستقبلاً.