ترامب يستعرض أجندته الدولية في مؤتمر مشترك مع رئيس وزراء النرويج

في مؤتمر صحفي مشترك عُقد في العاصمة الأمريكية واشنطن، استغل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الفرصة لتسليط الضوء على رؤيته السياسية والعسكرية تجاه أوروبا، والعلاقات الدولية مع كل من النرويج وأطراف الصراع في أوكرانيا، جاء ذلك خلال لقائه برئيس وزراء النرويج، حيث تناول النقاط الجوهرية في سياسات بلاده الدفاعية والدبلوماسية.
تعزيز التعاون الدفاعي
أفاد رامي جبر، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من واشنطن، بأن ترامب ركّز في تصريحاته على أهمية العلاقة الدفاعية بين الولايات المتحدة والنرويج، مؤكدًا أن الأخيرة تمثل شريكًا استراتيجيًا ضمن منظومة حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وشدد ترامب على أن واشنطن تلتزم بدعم الحلف، لكنها في الوقت ذاته تطالب الدول الأعضاء بزيادة مساهماتهم المالية، داعيًا إلى رفع الإنفاق الدفاعي من 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لكل دولة عضو، ويأتي هذا التصريح في سياق سعي ترامب الدائم إلى تقاسم أعباء الدفاع بشكل أكثر عدلاً بين شركاء الناتو.
العلاقات العسكرية
أوضح ترامب أن التعاون العسكري بين بلاده والنرويج يعكس نموذجًا ناجحًا في التحالفات الدفاعية، حيث تلعب النرويج دورًا مهمًا في دعم البنية التحتية للناتو، خصوصًا في ظل التوترات الأوروبية الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، وأكد أن العلاقات بين البلدين ليست فقط قائمة على التعاون العسكري، بل تشمل أيضًا جوانب اقتصادية وتكنولوجية متعددة.
انتقادات حادة لزيلينسكي
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، لم يوفر ترامب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من الانتقاد، خاصة فيما يخص تصريحاته الأخيرة حول شبه جزيرة القرم، واعتبر ترامب أن تلك التصريحات "تضر بمحادثات السلام"، وأن هذه القضايا يجب طرحها داخل غرف التفاوض وليس عبر الإعلام.
وقال إن أوكرانيا لم تبذل جهودًا كافية لاستعادة القرم منذ احتلالها قبل أحد عشر عامًا، مما يُضعف موقفها التفاوضي ويجعل من الصعب تحقيق تقدم في محادثات السلام الجارية.
بوتين ليس بمنأى
وفي تحول لافت، وجه ترامب أيضًا سهام الانتقاد للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى أنه كان يتوقع من بوتين وقف الضربات العسكرية على أوكرانيا، إلا أن القصف ما زال مستمرًا، واعتبر أن هذا التصعيد من جانب روسيا يعقّد المشهد السياسي ويؤخر الوصول إلى حل سلمي.
وقال ترامب: "أعتقد أن بوتين يمكنه إنهاء الضربات، لكن يبدو أن هناك إصرارًا على استمرار النزاع"، في إشارة إلى حجم التحديات التي تواجه أي محاولة لوقف إطلاق النار أو استئناف المفاوضات الفعلية.

أجندة خارجية واضحة
يُظهر المؤتمر الصحفي أن ترامب لا يزال يتمسك برؤية خارجية حادة، تضع مصالح الولايات المتحدة في المقدمة، وتحمّل الحلفاء مسؤولية أكبر، وبينما يؤكد دعمه للناتو، لا يتردد في انتقاد قادة أوكرانيا وروسيا على حد سواء، مما يعكس مقاربة تتسم بالضغط السياسي والواقعية، لكنها لا تخلو من الجدل داخليًا وخارجيًا.