عاجل

استشاري: الأجهزة الإلكترونية تسبب التوحد وتأخر النطق للأطفال

إدمان الأطفال للشاشات
إدمان الأطفال للشاشات

أكد الدكتور نور أسامة، استشاري الطب النفسي وتعديل السلوك، أن الإفراط في استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية يُعد سببًا رئيسيًا لظهور عدد من الاضطرابات الوظيفية والتعليمية في المراحل العمرية المبكرة. 

وأوضح خلال لقائه ببرنامج "الحياة انت وهي" مع الإعلامية راندا فكري، المذاع عبر قناة الحياة، أن هذه الاضطرابات تشمل صعوبات في القراءة والكتابة، مشكلات في الحساب، بالإضافة إلى التهتهة وضعف النطق، وكلها أعراض ترتبط بشكل وثيق بزيادة التعرض غير المنضبط للشاشات.

سلوكيات مقلقة

وأشار الدكتور أسامة إلى أن إدمان الشاشات لا يتوقف عند حدود التأثير الأكاديمي، بل يمتد ليشمل مظاهر سلوكية أكثر تعقيدًا، الأطفال المدمنون على استخدام الهواتف والأجهزة الذكية يصبحون أكثر ميلاً إلى العنف، ويطرحون أسئلة تفوق أعمارهم، غالبًا بعد بحثهم الشخصي عبر الإنترنت.

ولفت إلى أن هذه الظاهرة تفتح الباب أمامهم لتلقي معلومات غير مناسبة لمرحلتهم العمرية، وتعرضهم لما وصفه بـ"الإرهاب المعلوماتي" الذي يتسلل إليهم عبر الألعاب الإلكترونية أو المحادثات في منصات التواصل.

الاستقطاب الإلكتروني

في تحذير واضح، تحدث الدكتور نور عن خطر الاستقطاب الإلكتروني، مشيرًا إلى أن بعض الجماعات المتطرفة تستغل هذه المساحات المفتوحة لتجنيد الأطفال، مستغلة فضولهم وتواجدهم المكثف في العالم الرقمي، موضحًا أن الأطفال يصبحون هدفًا سهلاً حينما يغيب الإشراف الأبوي أو التوجيه التربوي، خاصة حين يلجأون للإنترنت كمصدر أساسي للمعلومة دون مرجعية أو رقابة.

ومن أبرز نتائج التعرض المطول للمحتوى العنيف، بحسب الدكتور أسامة، هو ما سماه بـ"التلذذ بالعنف"، حيث يبدأ الطفل في تقمص أدوار عنيفة من الألعاب والمحتوى المرئي، ثم إسقاطها على الواقع. ويظهر ذلك في سلوكيات عدوانية تجاه الأصدقاء أو الأشقاء، أو حتى الحيوانات، ما يستدعي تدخلاً مبكرًا من الأهل والمربين لاحتواء الظاهرة قبل تطورها.

<strong>برنامج الحياة أنت وهى</strong>
برنامج الحياة أنت وهى

التكنولوجيا تحت السيطرة

في ختام حديثه، شدد الدكتور نور أسامة على أهمية أن تلعب الأسرة دورًا فاعلًا في تنظيم استخدام الأطفال للتكنولوجيا، موضحًا أن الحل لا يكمن في المنع التام، بل في التوجيه والتوازن. 

ودعا إلى توفير بدائل واقعية تُمكن الطفل من تطوير مهاراته الاجتماعية والذهنية، مثل الألعاب الجماعية، الأنشطة الرياضية، والقراءة التفاعلية، مشيرًا إلى أن بناء علاقة صحية مع التكنولوجيا يبدأ من داخل المنزل، ويُبنى على الحوار والثقة والتواصل المستمر.

تم نسخ الرابط