صلاح حليمة: مصر وجيبوتي شراكة استراتيجية تتجه نحو آفاق أوسع

أكد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، أن العلاقات المصرية الجيبوتية تشهد تطوراً كبيراً، وأنها تتجه نحو آفاق أكثر اتساعًا على كافة المستويات، لا سيما في المجالين الاقتصادي والتجاري، موضحًا أن الشراكة بين البلدين تستند إلى تاريخ طويل من التعاون، وتُدعم اليوم بإرادة سياسية واضحة نحو تعزيز المصالح المشتركة.
التعاون التجاري
أشار السفير حليمة، في مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن العلاقات التجارية بين القاهرة وجيبوتي تشهد نمواً مضطرداً، موضحاً أن هناك اهتماماً خاصاً بإنشاء منتدى رجال الأعمال بين البلدين، وهو ما يُعد خطوة مهمة لتشجيع الاستثمار المشترك، موضحًا أن هناك تركيزاً على قطاعات محددة مثل أمن الطاقة، وتطوير البنية التحتية، وإنشاء مناطق حرة، بالإضافة إلى بناء القدرات البشرية، وهو ما سيسهم في إحداث طفرة في العلاقات الثنائية.
ووصف حليمة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى جيبوتي بأنها تمثل "نقطة تحول" كبيرة في مسار التعاون بين البلدين، مشيراً إلى أن هذه الزيارة أرست دعائم لشراكة استراتيجية حقيقية من خلال توقيع عدد من الاتفاقيات، وتفعيل آليات التعاون على مستوى الرؤساء ورجال الأعمال، مما يعكس جدية الطرفين في الدفع بالعلاقات إلى آفاق جديدة.
تحديات أمنية مشتركة
في سياق متصل، تطرق السفير إلى التحديات الأمنية التي تواجه مصر وجيبوتي في منطقة البحر الأحمر، مشيراً إلى أن الاضطرابات المتزايدة في هذه المنطقة الحيوية تؤثر بشكل مباشر على الأمن القومي للبلدين، بل وعلى الأمن العربي والدولي بشكل عام.
وأكد أن قناة السويس، باعتبارها أحد أهم الممرات البحرية العالمية، تتأثر بأي تصعيد أمني في البحر الأحمر، لا سيما في ظل التوترات الناتجة عن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، والذي امتد تأثيره إلى المنطقة البحرية.

الأمن والاستقرار الإقليمي
أوضح السفير أن المخاطر التي تفرضها التحركات الإرهابية في البحر الأحمر تُعد تهديداً مباشراً للاستقرار الإقليمي، مشدداً على ضرورة تعزيز التعاون الأمني بين الدول المطلة على البحر الأحمر، وعلى رأسها مصر وجيبوتي، لمواجهة تلك التحديات والتصدي لأي محاولات لزعزعة الأمن.
واختتم السفير حليمة بالتأكيد على أن العلاقات بين مصر وجيبوتي تحمل فرصاً واعدة لتعزيز التنمية والاستقرار في المنطقة، لكنها في الوقت ذاته تواجه تحديات مشتركة تتطلب تنسيقاً مستمراً ورؤية استراتيجية واضحة، الشراكة بين البلدين، كما شدد على أنه ليست فقط اقتصادية، بل تشمل أبعاداً أمنية واستراتيجية تخدم مصالح الشعبين وتدعم الاستقرار الإقليمي والدولي.