شرق الكونغو على شفا الانفجار... قمة إقليمية تبحث حلًا وسط فوضى متصاعدة

تتسارع التطورات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث يهدد النزاع المستمر في المنطقة بجر الدول المجاورة إلى أزمة إقليمية واسعة. في خضم هذه التوترات، انعقدت قمة إقليمية في دار السلام بحضور كبار القادة الأفارقة، بينهم الرئيس الكونغولي والرئيس الرواندي لمناقشة سبل تهدئة الوضع المتفجر، ورغم الدعوات المستمرة لوقف إطلاق النار، فإن الخلافات العميقة بين الأطراف المشاركة في القمة تشير إلى صعوبة التوصل إلى حل سريع أو شامل، مما يترك المنطقة على حافة المزيد من التصعيد.
تفاصيل القمة الإقليمية
جمعت القمة التي عُقدت في دار السلام بتنزانيا، اليوم السبت 8 فبراير، قادة من مجتمع دول شرق إفريقيا (EAC) ومجتمع التنمية في جنوب إفريقيا (SADC)، كما شارك في القمة رؤساء دول كينيا، الصومال، أوغندا، زامبيا وزيمبابوي، وتم تنظيم القمة بعد الهجوم المفاجئ على مدينة غوما في مقاطعة شمال كيفو من قبل جماعة M23 المسلحة المدعومة من رواندا. حسبما ذكرت صحيفة لوموند الفرنسية
الدعوة إلى وقف إطلاق النار
دعا الرئيس الكيني، ويليام روتو، في كلمته إلى "وقف إطلاق النار الفوري" في شرق الكونغو، مطالبًا جماعة M23 بوقف جميع تقدمها العسكري، كما طلب من القوات المسلحة الكونغولية التوقف عن أي أعمال انتقامية قد تساهم في تصعيد العنف.
التطورات الإنسانية والمخاوف الإقليمية
منذ سقوط غوما في الأسبوع الماضي، الذي تسبب في اشتباكات دامية وتدهور الوضع الإنساني، انتقل الصراع إلى مدينة بوكافو في مقاطعة جنوب كيفو المجاورة، حيث أصبح الوضع الأمني غير مستقر، ونتج عن ذلك إغلاق العديد من المدارس والمصارف، مع نزوح العديد من السكان المحليين بسبب القتال المستمر.
الدعوات للتسوية السياسية
وأكد الرئيس الكيني خلال القمة على ضرورة العمل مع جميع الأطراف، بما في ذلك جماعة M23 المسلحة، للوصول إلى حل سياسي، كما أيد الرئيس الرواندي، بول كاغامه، الحلول السياسية للصراع، مع التأكيد على أن رواندا تسعى إلى القضاء على المجموعات المسلحة في المنطقة التي تهدد أمنها.
التوترات بين الأطراف المختلفة
على الرغم من الدعوات المشتركة لوقف إطلاق النار، إلا أن هناك تباينًا واضحًا في مواقف الدول المشاركة في القمة، فبينما أكدت دول SADC على دعمها الكامل لكينشاسا في الحفاظ على سيادتها وسلامتها الإقليمية، دعت دول EAC، التي تضم كلًا من جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، إلى فتح حوار مع جميع الأطراف، بما في ذلك جماعة M23، ومع ذلك، ترفض الحكومة الكونغولية بشكل قاطع هذه الدعوات للحوار مع الجماعة المسلحة، مما يعكس عمق الخلافات بين الأطراف المختلفة حول كيفية التعامل مع الأزمة الحالية.
الوجود العسكري في المنطقة
وتطرق الرئيس الرواندي إلى موضوع بعثة "SAMIDRC" التابعة لـ SADC التي تم نشرها في شرق الكونغو منذ عام 2023، واعتبر أن هذه البعثة "ليست قوة لحفظ السلام" وليس لها مكان في الوضع الراهن، وهو ما يشير إلى رغبة رواندا في انسحاب هذه القوات.
النزاع على الموارد الطبيعية
ويتمتع شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بالموارد الطبيعية ما يجعل المنطقة محط صراع شديد، وتتهم الحكومة الكونغولية رواندا بمحاولة نهب هذه الموارد، بينما تنفي رواندا هذه الاتهامات وتؤكد أن هدفها هو القضاء على المجموعات المسلحة التي تهدد أمنها، وخاصة تلك التي تضم عناصر هوتو متورطة في الإبادة الجماعية ضد التوتسي في رواندا عام 1994.
يبقى الوضع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية معقدًا، حيث تستمر المعارك وتدهور الوضع الإنساني، في الوقت الذي تواصل فيه الجهود الدبلوماسية لحل النزاع، تظل الخلافات العميقة بين الأطراف المعنية تشكل تحديًا كبيرًا أمام التوصل إلى تسوية شاملة، كما أن المناورات السياسية والاتهامات المتبادلة حول الموارد الطبيعية تجعل من الصعب الوصول إلى اتفاق دائم يعيد السلام والاستقرار إلى المنطقة.