عاجل

ارتفاع متوسط واردات مصر من النفط الخام ومشتقاته المنقولة بحرًا بنسبة 7.5%

ارشيفية
ارشيفية

ارتفع متوسط واردات مصر من النفط الخام ومشتقاته المنقولة بحرًا بنسبة 7.5% خلال الربع الأول من عام 2025، بينما تراجعت الصادرات بنسبة تفوق 10%، في وقت تؤدي فيه البلاد دورًا محوريًا كممر لعبور النفط الخليجي إلى أوروبا، وفقًا لبيانات  وحدة أبحاث الطاقة بواشنطن.
 

ووفق البيانات، بلغ متوسط واردات مصر من الخام ومشتقاته 1.15 مليون برميل يوميًا، مقارنة بنحو 1.07 مليون برميل يوميًا خلال نفس الفترة من عام 2024.
 

في المقابل، تراجعت صادرات البلاد من الخام ومشتقاته إلى 0.88 مليون برميل يوميًا، بانخفاض قدره 10.2% على أساس سنوي، بحسب شركة "كبلر" المتخصصة في بيانات الشحن.

دور مصر كممر للطاقة

وبحسب النظام المتبع في تسجيل البيانات، يُحتسب أي نفط يدخل الأراضي المصرية كواردات، حتى لو لم يُستهلك محليًا. إذ تعتمد مصر على بنيتها التحتية لنقل النفط الخليجي، خاصة السعودي، من ميناء العين السخنة عبر خط أنابيب "سوميد"، لتُعاد تصديره من ميناء سيدي كرير إلى أوروبا وأميركا.

وخلال الربع الأول من العام الجاري، شكّل النفط السعودي نحو 928 ألف برميل يوميًا من واردات مصر النفطية، ما يمثل أكثر من 80% من الإجمالي.

تفاصيل واردات وصادرات النفط المصري

استحوذ الخام على أغلب الواردات، بمتوسط 730 ألف برميل يوميًا، فيما سجلت واردات المنتجات النفطية نحو 423 ألف برميل يوميًا، مقارنة بـ298 ألفًا في الفترة نفسها من العام الماضي.

أما على صعيد الصادرات، فقد بلغ متوسط صادرات الخام 718 ألف برميل يوميًا، بينما سجلت صادرات المنتجات النفطية 160 ألف برميل يوميًا، مقابل 120 ألفًا في الربع الأول من 2024.

إنتاج مصر واستهلاكها

تنتج مصر نحو 570 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، في حين يبلغ متوسط الاستهلاك المحلي 750 ألف برميل يوميًا، وفقًا لبيانات عام 2024. ورغم الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، تُظهر البيانات أن مصر تصدر ما يزيد على 100 ألف برميل يوميًا، وتستورد في المقابل نحو 300 ألف برميل يوميًا.

هذا التباين يُفسَّر من خلال خط أنابيب "سوميد"، الذي يُعد عنصرًا أساسيًا في حركة تجارة النفط العابرة من الخليج إلى الغرب، وليس دليلًا على فائض إنتاجي.

سوميد.. الشريان النفطي بين الخليج وأوروبا

يمتد خط أنابيب سوميد على مسافة 320 كيلومترًا، من ميناء العين السخنة على البحر الأحمر، إلى ميناء سيدي كرير على البحر المتوسط، بطاقة استيعابية تبلغ 2.8 مليون برميل يوميًا.

وقد أنشئ الخط في سبعينيات القرن الماضي ليحل أزمة عدم قدرة ناقلات النفط العملاقة على عبور قناة السويس بسبب أوزانها الضخمة، حيث تُفرّغ حمولتها في العين السخنة وتنقل عبر الأنبوب إلى المتوسط، ثم تُصدر من سيدي كرير على متن ناقلات أصغر.

رأي خبير

ومن جانبه، قال المهندس محمد حليوة، خبير البترول والطاقة ، أن الزيادة في واردات مصر من النفط المنقول بحرًا لا تعكس بالضرورة ارتفاعًا في الاستهلاك المحلي، بل تشير إلى اتساع دور مصر كممر إستراتيجي للطاقة، خاصة في ظل التوترات الجيوسياسية وتغير خريطة تدفقات النفط العالمية. مصر تلعب دور الوسيط اللوجستي بين الخليج وأوروبا من خلال بنية تحتية قوية مثل خط سوميد."

وأضاف فى تصريح خاص ل"نيوز رووم " ، يجب التفرقة  بين الأرقام الاسمية والأرقام الفعلية في تجارة النفط المصرية، لأن كثيرًا من الشحنات التي تمر عبر البلاد تُسجل واردات ثم تُحسب صادرات، رغم أنها لم تدخل ضمن منظومة التكرير أو الاستهلاك المحلية."

 

مؤكداً أنه رغم التراجع في الصادرات وارتفاع الواردات، فإن قراءة دقيقة للبيانات تكشف عن تحولات في الدور الذي تلعبه مصر في سوق الطاقة العالمي، من مجرد مستورد ومصدر إلى ممر لوجيستي حيوي يعيد تشكيل خريطة تجارة النفط بين الشرق والغرب.

تم نسخ الرابط