...
ورحل صديق العمر.. الراهبة الأقرب للبابا تخرق البروتوكول الفاتيكاني لوداعه

عبرت مسنة صحن كنيسة القديس بطرس، لتلقى على رفيقها البابا فرانسيس الثاني، نظرة الوداع الأخيرة قبل رحيله، وكانت سهولة عبورها دليلًا واضحًا على عمق الصداقة التي كانت تجمعهما، تلك السيدة هي راهبة فرنسية، أرجنتينية، "جيفينينى جيينجروس" تصغره سناً بسبع سنوات.
الراهبة الأقرب للبابا
واحتار كثيرون، أمس، الأربعاء، في شأن امرأة وجدوها تخرق بروتوكول الفاتيكان، وتشق طريقها وسط كرادلة وأساقفة ورجال دين محليين وأجانب، اكتظ بهم صحن كنيسة القديس بطرس، ثم تقف وتلقي نظرة دامت أكثر مما ينبغي على النعش المسجى فيه جثمان البابا، ليكتشف الجميع أنها الراهبة الأقرب للبابا، وكانت تجمعهما علاقة وطيدة على مر الزمن.

من همسات عدد قليل من الحاضرين يعرفونها، وصل خبرها إلى البقية، وبينهم إعلاميون، ذكروا بأخبارهم المرفقة في فيديوهات صوّروها، أنها راهبة فرنسية أرجنتينية الأصل، صديقة قديمة للبابا، وأنها الوحيدة التي سمحت لها دائرة البروتوكول في الحاضرة الفاتيكانية، بالوصول إلى الحبال المحددة مساحة الاقتراب من النعش.
كانت تحمل حقيبة خضراء على ظهرها، حين وصلت وتأملت النعش لدقائق، مررت خلالها قطعة من الورق على وجهها، لمسح دموع انهمرت من عينيها، من دون أن تدري.
البروتوكول الفاتيكاني
كما يبدو أنها خرقت مادة من البروتوكول الفاتيكاني الصارم؛ تجعل الوداعات الأولى للبابا المتوفى مقتصرة على الكرادلة والأساقفة والشخصيات الدينية، محلية وأجنبية، إلا أن إصرارها على الوقوف بجانب نعش "فرانسيسكو"، كان مدفوعًا برغبة قوية في تكريم صديق قديم - بحسب تعبير الصحيفة الواسعة الانتشار في الأرجنتين.
علاقة قديمة
الوارد أيضاً عن "جنيفييف جياننغروس" في وسائل إعلام لاتينية اللغة، أن “علاقة البابا بها قديمة، تعود إلى وقت كان فيه البابا فرانسيس شاغلا منصب رئيس أساقفة بوينس آيرس". على حد ما نقلت صحيفة "El Pais" الإسبانية.
جنازة البابا
وتقام جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان، يوم السبت المقبل، في العاشرة صباحًا، بالتوقيت المحلي (8:00 بتوقيت جرينتش). ومن المتوقع أن يحضر مئات الآلاف من الضيوف والمعزين مراسم الجنازة الختامية للبابا الراحل.
وسوف يكون الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، من بين عشرات الشخصيات البارزة التي ستسافر إلى الفاتيكان لحضور المراسم، والتي ستكون أبسط من الجنازات البابوية السابقة.
وفي العام الماضي، عدل البابا الأرجنتيني طقوس الجنازة لإظهار أنه كان "تلميذًا للمسيح" بدلاً من "رجل قوي في هذا العالم".
بُعد دبلوماسي
إلى جانب كونها حدثًا دينيًا هامًا، تتمتع الجنازات البابوية أيضًا ببعد دبلوماسي مهم، إذ أن البابا هو رأس الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، كما أنه يقود أيضًا الكرسي الرسولي - وهو كيان قانوني سيادي له مقعد في الأمم المتحدة - ودولة الفاتيكان.
ويوجد حوالي 1.4 مليار كاثوليكي حول العالم، يتركزون بشكل رئيسي في أوروبا والأمريكتين، ويتزايد عددهم في أفريقيا.
ولهذا السبب، تميل الجنازات البابوية إلى جذب أعداد كبيرة من الشخصيات السياسية. وعندما توفي البابا يوحنا بولس الثاني عام 2005، استقطبت جنازته حوالي 70 رئيسًا ورئيس وزراء، مما يجعلها واحدة من أكبر تجمعات قادة العالم في التاريخ.
ومن بين الذين أكدوا بالفعل حضورهم لجنازة فرانسيس يوم السبت، الرئيس الأمريكي، ترامب، والأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي.